كل الطرقات سدت في وجه لبنان فإلى أين المصير

كل الطرقات سدت في وجه لبنان فإلى أين المصير

12 كانون الأول 2021

ازدادت في عطلة نهاية الأسبوع معالم التخبط الرسمي والسياسي الذي يطبع واقع البلاد في مرحلة اشتداد التناقضات بين مكوّنات الحكومة الأمر الذي بات معه مستبعداً تماماً أيّ انفراج لا في الأسابيع المتبقية من السنة الحالية فحسب وإنّما أيضاً في مطلع السنة الجديدة. وتحدثت مصادر سياسية مطلعة عن تهاوي المحاولة تلو الأخرى لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء تكون فاتحة أنتهاء ازمة مقاطعة وزراء الثنائي الشيعي للجلسات وقالت إن الشروط المطروحة لانهاء المقاطعة اشتدت أكثر من السابق خصوصاً لجهة ” قبع” المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وإذ لفتت إلى أن المساعي السياسية عادت للاصطدام بجدار التشدّد الثنائي الشيعي حيال شرط تنحية البيطار من جهة وعدم استعداد كل من رئيسي الجمهورية والحكومة لاستفزاز الثنائي بتوجيه دعوة الى انعقاد مجلس الوزراء من جهة مقابلة فإنها أكدت أن لا افق مفتوحاً على الإطلاق أمام تسوية قريبة تنهي هذه الأزمة.

وكشفت المصادر نفسها أن ما فاقم المناخ المحتدم والمتوتر على خلفية ملف المحقق العدلي البيطار هو موقف الأخير من التشديد على قوى الأمن الداخلي على توقيف الوزير السابق علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري. ولوحظ في هذا السياق أن حملة بري اتسمت بعنف بالغ على البيطار في الأيام الأخيرة الأمر الذي أثبتت الصعوبة الكبيرة التي يواجهها ميقاتي في تعويم الحكومة.

 

ولكن رئيس الحكومة الذي تردّد أنه ينتظر نتائج المساعي العربية والدولية ليزور السعودية فقال أمس عبر” تويتر”: “أثمن جولة سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والمساعي المستمرة لتعزيز أُطر التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية كافة، ولبنان من ضمنها. وأقدّر التأكّيد الثابت خلال الجولة على دعم لبنان واللبنانيين، وأن يكون منطلقاً لخير الدول العربية”.

 

وفي ما يتصل بالجهود اللبنانية لتلبية المطلب الخليجي بمنع تصدير المخدرات وفي إطار المتابعة المستمرة التي تقوم بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لكشف شبكات التهريب والإتجار بالمخدّرات، وتوقيف أفرادها، أعلن أمس أن معلومات مؤكّدة توافرت للشّعبة عن التحضير لعملية تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون داخل شحنة كبيرة من البُنّ، من لبنان إلى الأردن، ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية.

في المقابل نفى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الاتهامات للحزب بالعمل على إطاحة الانتخابات وقال “نحن سعينا بكل الوسائل لرسم خطوات إجراء الانتخابات في موعدها، وعمليا ‏شكّلنا فريق عمل من أجل التهيئة للانتخابات النيابية، وخلال خطواتنا في المجلس النيابي لإجراء تعديلات على القانون، كنا نتصرف على أساس أن الانتخابات قائمة ونحن متحمسون لها، فجأة هناك من يقول إن “حزب الله” لا يريد الانتخابات. لماذا هذا الاستنتاج؟ فكل تصريحاتنا واستعداداتنا في اتجاه إجراء الانتخابات النيابية، هم يقولون ذلك لأنهم يجرون حسابا بأن الانتخابات المقبلة قد لا تأتي بنتائج كما يتوقعون وهم قلقون منها، هم يحاولون إلصاق تهم بنا ليست صحيحة. نحن نريد الانتخابات لأننا نريد أن يجدّد الشعب مواقفه ويقول ‏بعد هذه الأزمات القائمة من يريد أن يمثله ومع من يريد أن يعمل”.