توافق أميركي – فرنسي: استقالة ميقاتي كارثة

توافق أميركي – فرنسي: استقالة ميقاتي كارثة

الكاتب: رندة تقي الدين | المصدر: النهار
22 كانون الأول 2021

على رغم تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين الامارات والأردن مع سوريا، وهما حليفان أساسيان في المنطقة للولايات المتحدة وفرنسا، فان الادارتين الاميركية والفرنسية ليستا في صدد التطبيع مع نظام بشار الأسد. وقد اكد ذلك الرئيس إيمانويل ماكرون لـ”النهار” خلال لقاء مع الصحافة التي واكبته في زيارته الاخيرة الى الخليج. وشاطره الرأي مصدر ديبلوماسي غربي ناقلا عن الإدارة الاميركية موقفا مماثلا، ونافيا ما يتردد عن تليين موقف #الولايات المتحدة من نظام الأسد.

وشدد على ان الإدارة الاميركية لن تطبّع علاقاتها مع النظام السوري الذي تعتبره نظاما قاتلا ومرتكبا جرائم ضد شعبه، وانها تفهمت دوافع حلفاء مثل الأردن للتطبيع مع سوريا، وهي دوافع امنية. أما بالنسبة الى الامارات العربية فهي ترى انه اذا كان الدافع للوقوف العربي الى جانب الأسد يؤدي الى إبعاد الحليف الإيراني عن الأسد، فهذا يعدّ خطأ في التقدير وفيه شيء من السذاجة لان ارتباط الأسد بايران هو ارتباط عضوي ووثيق، والإدارة الاميركية لا ترى ما الذي ستجنيه الامارات في مقابل هذا التطبيع حتى تجاه الشعب السوري.

ونقل المصدر الديبلوماسي الغربي عدم تأييد عودة سوريا الى الجامعة العربية، وهو موقف مماثل للاتحاد الأوروبي الذي اكد ان لا حوار مع الجامعة اذا عادت سوريا بشار الأسد الى مقعدها فيها. فالادارة الاميركية ملتزمة قرار مجلس الامن 2254 الذي يدعو الى حل سياسي للصراع في سوريا. وفي غياب مثل هذا المسار السياسي المطروح في قرار مجلس الامن، فان للإدارة الاميركية أولويات في سوريا وهي استمرار وصول المساعدات الإنسانية، أي إبقاء الممر الإنساني باب الهوى مفتوحا، ومن المتوقع ان يتم التصويت مجددا على قرار مجلس الامن المتعلق بذلك في كانون الثاني المقبل. والاولوية الثانية للإدارة الاميركية في سوريا ان يستمر وقف اطلاق النار المحلي، وهي تحض الأطراف على الأرض على ذلك. والاولوية الثالثة هي مكافحة “داعش”، وهذا ما تقوم به قوات التحالف التي تحثّ شركاءها الاتراك والاكراد على حماية الاستقرار وتجنب الصراع بينهما، خصوصا ان الحليف الكردي مهم جدا للاميركيين.

والموقف الفرنسي لا يتناقض والموقف الاميركي في سوريا. وقد عينت فرنسا السيدة بريجيت كورمي سفيرة جديدة مسؤولة عن الملف السوري في باريس، وهي مستشرقة نشيطة عملت مستشارة في السفارة الفرنسية في لبنان، ثم سفيرة في كل من قطر وليبيا ومالطا، وتعرف المنطقة جيدا، فهي واسعة الاطلاع على عمل ايران و”حزب الله” الى جانب حليفهما بشار الأسد. وترى كلا الادارتين الاميركية والفرنسية ان ما يظهر في جنيف يؤكد ان ليس هناك أي رغبة للنظام ولا لروسيا وايران في العمل من اجل حل سلمي، ومادامت الأوضاع على هذه الحال فليس هناك أي تغيير في الموقف المتشدد لواشنطن إزاء سوريا. وعن إصرار الإدارة الاميركية على عدم عودة اللاجئين السوريين من لبنان الى بلدهم، ينقل المصدر ان من الواضح انه لا يمكن للاجئين السوريين ان يعودوا الى سوريا الآن لا بالنسبة الى أمنهم ولا بالنسبة الى الاقتصاد. وفي حال ذهب الرئيس اللبناني ميشال عون الى سوريا ليطلب من الأسد استعادتهم، سيكون ذلك قرارا سيئا جدا قد يثير استياء الإدارة الاميركية التي ترى ان الأسد يستعمل قضية اللاجئين في رواياته حين يدّعي انهم سيعودون فقط في حال اوقف الغرب مراقبتهم، ما يمثل كذبة يمكنه المتاجرة بها من دون محاسبة لان لا احد في الاسرة الدولية يؤيد عودتهم. ورأى المصدر ان برنامج البنك الدولي لمكافحة الفقر يدفع الآن للبنانيين واللاجئين السوريين. ولكن هذا لا يمكن ان يستمر في نظر الاسرة الدولية التي ترى ان خروج لبنان من الازمة والتدهور مهم جدا. ويقول المصدر ان فرنسا والولايات المتحدة تعتبران ان خروج لبنان من مأزقه والكارثة الإنسانية التي تلمّ به مهم جدا، وان إبقاء الضغط على السياسيين فيه مهم أيضا.