كلّ المؤشّرات عن سنة أكثر صعوبة

كلّ المؤشّرات عن سنة أكثر صعوبة

الكاتب: روزانا بومنصف | المصدر: النهار
23 كانون الأول 2021

تتفق مصادر دبلوماسية أجنبية مع مصادر سياسية محلية، على أن لبنان قد يشهد وضعاً أصعب ممّا هو عليه راهناً وما مرّ عليه هذه السنة ربطاً بمجموعة الاستحقاقات التي يواجهها، والتي تتّخذ طابعاً داخلياً ولكن من دون غياب التأثيرات الخارجية التي يتمسّك أهل السلطة في لبنان بالرهان عليها في حساباتهم الداخلية كذلك. فهناك على الأقل انتكاسة قويّة للمساعي التي انخرطت فيها بعض الدول العربية من أجل إعادة تعويم بشار الأسد عربياً فيما كان ذلك أحد الرهانات القوية للبعض من أجل الرهان لا على التعويم الذاتي فحسب، بل على تقوية مفتاح في المحور من خلال إعادة استعادة سوريا عربياً. لا يمكن في المقابل تجاهل العرقلة في العراق لإتاحة المجال لترجمة نتائج الانتخابات الأخيرة التي لم تكن في مصلحة التنظيمات الموالية لإيران وشكّلت انتكاسة قويّة لها. فترجمة هذه الانتخابات تُستخدم كما يُستخدم لبنان في ورقة التفاوض الإيراني، فيما لا تزال العقبات كبيرة ولم تُذلّل أمام العودة إلى العمل بالاتفاق النووي بين الدول الغربية وإيران. هذه العرقلة المستمرّة لأي حلّ في اليمن كذلك من جانب الحوثيين تكمل المشهد، فلا يُستبعَد لبنان عنه حتى إن كان هناك إصرار غربي لا بل خارجي على أنّ ثمّة الكثير ممّا يستطيع أهل السلطة في لبنان القيام به، بمعزل عن هذه التأثيرات ولا يقومون به لحساباتهم الخاصة أو الشخصية. لذلك وحتى إشعار آخر، يُخشى على الانتخابات النيابية واحتمال عدم إجرائها في ظل المخاوف من خسارة لحلفاء إيران تكرّر تجربة العراق ولا سيما في ظلّ اقتراع المغتربين الذي لم ينجح إسقاطه.

وإسقاط الانتخابات النيابية من الحساب يفتح باب احتمالات فراغ محتّمة في موضوع الانتخابات الرئاسية على خلفية المقايضة التي ستفتح على هذا الموضوع، فيما يرى كلّ من طرفَي تفاهم مار مخايل نفسه مهدَّداً ويدافع عن مكاسبه ومصالحه الكبيرة جداً التي تضخّمت على نحو غير معقول في الأعوام الأخيرة. وما بين هذين الاحتمالين، لا تبدي هذه المصادر تفاؤلاً يُذكر إزاء احتمال استجرار الطاقة للبنان من مصر والأردن عبر سوريا، التي تتداخل فيها جملة عوامل من بينها أن “الجمل بنية والجمّال بنية أخرى”، أي إنّ الدول العربية التي سعت إلى دعم لبنان في هذا الإطار لم تسقط من اعتبارها إعطاء نفَس لبشار الأسد كذلك، في الوقت الذي تبدو فيه الأمور أكثر حساسية أميركياً على هذا الصعيد. ومن هنا السعي المصري الذي يبدو أكثر صعوبة من أجل الحصول على ضمانات إعفاء أميركية من عقوبات قانون قيصر المتخذ أميركياً ضدّ نظام الأسد. وثمّة استعدادات يلوّح بها الفريق الموالي لرئيس الجمهورية بالرغبة في ترجمة الانفتاح العربي وانتظاره بفارغ الصبر لإعادة الانفتاح الرسمية على النظام السوري.​