
حزب الله قادر… هل يفعلها؟
في خضمّ المعارك المفتوحة والمتتالية بين مكوناتها تحاول قوى السّلطة الفعلية المتمثلة بتحالف ٨ آذار وعلى رأسها حزب الله و الفائزة بالأغلبية النّيابية بعد انتخابات ٢٠١٨ لملمة صفوفها وتحضير ماكيناتهاالانتخابيّة لخوض انتخابات مصيريّة للكثير من أطرافها.
تحديات كثيرة تواجه هذه القوى منها عاملان أساسيان سيؤثران حكمًا على نتائج معاركها.
أولهما سياسيّ يتعلق بالخلافات الدّاخلية التي تعصف بين بعض أطيافها خاصة أنّ مصيرها ومستقبلها الوجودي مرتبط حكمًا بنتائج هذه الانتخابات.
ثانيهما إنتخابيّ محض يتعلق بقدرة وإرادة حزب الله القائد الحقيقي لهذه القوى على جمع ونسج تحالفات باستطاعتها لمّ الشّمل قبل استحقاق ١٥ أيار.
بالتّفاصيل وبتحليل الخريطة السياسية لهذه القوى نرى التّيار الوطني الحرّ وبعض حلفائه من جهة وحركة أمل وتيّار المردة وبعض حلفائهم من جهة أخرى . وبالنّظر إلى العناوين الخلافية الكثيرة والأساسية بين الجهتين فهناك صعوبة كبيرة لدى حزب الله في حمل العصا من وسطها. فهل يستطيع الحزب فرض استراتيجيته وهو قادر إن أراد استعمال أسلحته المناسبة؟ أم أنّ المصالح والطموحات الانتخابية الرئاسية والوجودية لتلك القوى تتحكم بمسار ومصير المعركة؟
الأمور بخواتيمها لكنّ المؤشرات واضحة فرئيس التّيار الوطني الحرّ وتحت شعاريّ “يا قاتل يا مقتول ؛ أنا ومن بعدي الطوفان”، يعمل بكلّ طاقته لاستعادة شعبية ضاعت وتبخرت شيئًا فشيئًا منذ مشاركته في السّلطة تحت غطاء التّسويات المصلحيّة على حساب الأساسيّات، واستمرّت مع انتخاب قائد التّيار لرئاسة الجمهورية دون تحقيق أي إنجاز يُذكر وانهارت مع ثورة ١٧ تشرين وانفجار المرفإ وما تلاها من انهيارات ماليّة واقتصاديّة ومعيشيّة.
أما أسلحته في هذه المعركة فمحدودة وتعتمد على استرجاع عناوين خطابه السّياسي القديم والتّصويب من جديد على خصوم ما قبل التّسويات وبينهم الرّئيس بري وسليمان فرنجية دون أن ننسى الحريريّة السّياسيّة ووليد جنبلاط وسمير جعجع وصولًا إلى الدقّ بالمحرّمات من خلال التّصويب على حزب الله وتموضعه في الإقليم .
فهل تنجح عملية تزييت الأسلحة القديمة وإعادة استعمالها مرة جديدة بعد كل الانهيارات التي يعيشها لبنان والمواطن اللبناني؟
من هنا يبرز دور حزب الله فهل يتفهّم هواجس باسيل الانتخابية فيسمح له بهامش كبير من التمايُز قد يعيد له بعض الشّعبية؟ أم سيلجم اندفاعاته ويحاول لمّ شمل حلفائه في مواجهة إنتخابية يعلم الحزب جيدًا أنّ نقطة ضعفها تكاد تكون وحيدة ألا وهي الخاصرة المسيحية الرخوة جدًا التي بات يمثلها التيار.
من المؤكّد أنّ للحزب حساباته الانتخابية ومحورها إمكانية المحافظة على الأكثرية في المجلس النّيابيّ وهو يعلم من خلال استطلاعات رأي أجراها مؤخرًا أنّ الاحتفاظ بها أمر شبه مستحيل ومع الحسابات الانتخابية حسابات استراتيجية تبدأ من البيّاضة ولا تنتهي بطهران. كيف سيقارب حزب الله الانتخابات ونتائجها وعلى أي قاعدة؟ أسئلة تنتظر الآتي من الأيام للإجابة عنها.
بالمحصّلة وفي موضوع التحالفات فالحزب قادر على نسجها وفرضها على الحلفاء بمن فيهم التيار. فهل يفعلها؟ وأين مصلحته وما هي خياراته ؟
أخيرًا تبقى للتيار معاركه ومصالحه ولخصومه معاركهم ومصالحهم ولحزب الله الكلمة الفصل فالننتظر ونرى.