أمّنوا عودة سليمة للطلاب وأنصفوا الأساتذة قبل سَوْقِهِم إلى أرض المعركة.

أمّنوا عودة سليمة للطلاب وأنصفوا الأساتذة قبل سَوْقِهِم إلى أرض المعركة.

الكاتب: محلل تربوي | المصدر: Beirut24
7 كانون الثاني 2022

طالعنا بالأمس أحد المسؤولين في المدارس الخاصة في حلقة مُتلفزة ليسكن هواجسنا ويطمئننا بعودة هانئة سليمة إلى الصّفوف.
أخبرنا أنه بدل الصّف سيفتح صفّين وبدل الباص باصين. ولكن على أرض الواقع كيف تترجم هذه الوعود الواهية ؟؟ أعطنا ولو سمحت اسم مدرسة واحدة وضعت خطة ميدانيّة بديلة لاستقبال تلامذتها وأساتذتها كما وعدتم في بيئة سليمة . اسم مدرسة واحدة وحيدة جهزت العتيد والعتاد كما وعدتم أيضًا لاحتواء هواجس الأهل. إنه كلام سراب ولا شيء منه يمتّ للحقيقة بِصِلة.
كما وتحدّث المسؤول المسؤول عن الجانب الاقتصادي الأليم للمؤسسات التربويّة فخلته هنا سيتحدّث عن أساتذة يظلمون كلّ يوم وإذ به يتحدّث عن عبء التكاليف الباهظة التي أصبحت غير محتملة لتأمين المعقّمات والكمامات وأدوات التنظيف.
يا حضرة المسؤول كيف تُهمِش الأساتذة الذين تعرف في قرارة نفسك الإجحاف الذي تلحقونه بحقهم وتفرِض على مَن هم أموات أحياء، لا حول ولا قوة لهم على المقاومة، وعلى تأمين أدنى مقومات الحياة اليومية أن يضحوا بأرواحهم وأرواح محبيهم تحت شعارات بالية لا تُسكت جوع أولادهم ؟
كيف تتناسون أنّ المعلم ولكي يقاوم بحاجة إلى مقوّمات. بحاجة لمردود يؤمن له حياة كريمة يقيه الجوع والحرمان بحاجة لمردود يؤمن له سعر الدواء. يا حضرة المسؤول قبل أن تسوقوا الأساتذة إلى أرض المعركة أسكنوا هواجسهم أنصفوهم أعيدوا لهم كرامتهم واعتبارهم. أعطوهم مقومات العيش لكي يبثوا الحياة والأمل في نفوس تتعطّش لاكتساب الخبرة وحبّ الحياة بكرامة وعنفوان قبل العلم والمعرفة من أساتذتها.
ولا تنسوا أنّه لا وجود للمدرسة دون وجود أساتذة.