المعركة الانتخابية بدأت فلمن تكون الغلبة؟

المعركة الانتخابية بدأت فلمن تكون الغلبة؟

الكاتب: جورج العلية | المصدر: Beirut 24
10 كانون الثاني 2022

تُعتبر انتخابات ٢٠٢٢ النّيابيّة محطة مفصلية في التّاريخ اللّبناني الحديث.
كُثُر ينتظرونها وآخرون إما يهابونها وإما يتمنون أو يسعون إذا ما استطاعوا طبعًا العمل على تعطيلها بغية الحفاظ على غنائمهم ومكاسبهم الحاليّة حتّى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
مع دخول قانون الانتخاب حيّز التّنفيذ؛ التّحضيرات للانتخابات بدأت ومعها أدارت القوى السّياسيّة ماكيناتها الانتخابية للعمل بأقصى قوّتها.
فالمعركة معركة حياة أو موت .
وفق الأحجام الحالية للقوى والأحزاب والشّخصيّات السّياسيّة، ينقسم المجلس النّيابيّ استراتيجيًّا الى أكثريّة حاكمة ممثلة بتحالف حزب الله وحلفائه والتّيار الوطني الحرّ وأقليّة منقسمة مشرذمة ضائعة بخياراتها ممثلة بتيّار المستقبل والحزب التّقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وبعض المستقلين المنفردين من دون أن ننسى من خرج واستقال من النّدوة البرلمانية كالكتائب ومستقلين آخرين فيما تتحالف الأكثرية مع بعض قوى الأقليّة في قالب سلطوي هجين تجلّى آخر إبداعاته ونتائجه في الحكومة الحاليّة.
هذا الواقع النّيابي وتوزيع القوى المعقّد دخل عليه بعد 17 تشرين و 4 آب عامل مفاجئ وجديد ومؤثر ألا وهو قوى التّغيير والثّورة. عامل أثبت قوته من خلال التّحركات الشّعبيّة و نتائج استطلاعات الرأي المتعددة الأطراف ونتائج الانتخابات النقابية والطّلابيّة. كيف سينعكس هذا الموزاييك الانتخابي وهذه التّحالفات السّلطويّة على نتائج الانتخابات هذا إن حصلت في موعدها؟
تؤكد مصادرنا:
أولًا: الانتخابات النّيابيّة المقبلة قائمة في موعدها بضغط دوليّ والدّلائل بدأت تتظهّر مع سقوط طعن التّيار الوطني أمام المجلس الدستوري بحيث أصبح من الصعب على من يريد تعطيلها تحقيق مبتغاه مع أنه ما زال يحاول جاهدًا العمل بهذا الاتجاه ولكن من دون جدوى. برز ذلك مع التّصعيد الكبير بالمواقف في عطلة الأعياد وما زالت مفاعيله مستمرة.
ثانيا: في النّتائج المتوقعة للانتخابات تؤكّد استطلاعات الرأي المتقاطعة أنّها ستحمل في طيّاتها الكثير من المفاجآت من العيار الثقيل إلا أنّها لن تستطيع قلب الواقع الحالي تمامًا. من هنا فإنّ وحدة قوى المعارضة وخارطة التّحالفات وعناوين المعارك الانتخابية ستشكِّل عوامل مهمّة ومؤثرة في قلب المعادلات. لذلك من الآن وحتى تاريخ الخامس عشر من أيار المقبل كلّ الأسلحة متاحة ومباحة ومشروعة ومستخدمة وسيلعب أفرقاء السّلطة كما المعارضة كلّ أوراقهم في لعبة خيارات استراتيجية لن تغيب عنها المصالح السلطوية والفئويّة الضّيقة.
فلمن ستكون الغلبة ومن سيكون الرّابح ومن الخاسر ؟ وكيف ستتوزع أحجام القوى والأحزاب القديمة منها والجديدة ؟ وهل سيكون الخامس عشر من أيار موعدًا تاريخيّا للتغيير الموعود؟ أم أنّ المشهد السياسيّ سيبقى على حاله حتّى إشعارٍ آخر؟
أسئلة سترسم إجاباتها هويّة لبنان الغدّ ومستقبله السّياسيّ والاقتصادي وسيبنى عليها لأجيال قادمة.
أخيرًا السّلاح الأمضى في هذه المعركة هو صوتك أيّها النّاخب اليائس المحبط المنكسر الخاضع الخانع الجائع.
الكلمة الفصل لك ولصوتك .
أنت من سيقلب الطّاولة على رؤوسهم. بيدك التّغيير المنشود فإما أن تكرِّس واقعًا جديدًا، بلدًا مزدهرًا اقتصاديًا مرتعًا للاستثمارات الماليّة، بلدًا يحترم حقوق الإنسان، بلدًا سيّدًا حرّ ًا مستقلًّا وإما تكرّس سلطة غاصبة قاتلة أمعنت في نهبك وقهرك وإذلالك.
إنها فرصتك الأخيرة للنجاة وبعدها لا كلام.