كلُّنا فقراء…

كلُّنا فقراء…

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut 24
20 كانون الثاني 2022

في زمن العولمة والتّقدّم والتّطوّر وغزو الإنسان للفضاء، حطّت الأزمات والمصائب والكوارث رحالها على فقراء بلادي دون سواهم.
وضعٌ محزن ومخز في آن.
في وطني لا يدفع ثمن الحروب والدّمار سوى الفقراء.
لا يدفع ثمن التّطرُّف والجهل البغيض، والتّخلّف الأعمى، واستغلال الإنسان سوى الفقراء.
الفقراء وحدهم الضّحيّة بينما الفاسدون والسّياسيّون الحاقدون يعيشون على كوكب ورديّ حيث الرّفاهية والبطش .
يموت الفقراء كلّ يوم في مواكب الذّلّ والحرمان على أبواب المستشفيات أو بسبب الجوع المقيت وانقطاع الدّواء والتّيار الكهربائيّ وأبسط سُبُلِ العيش، ناهيك عن الذين يموتون كلّ يوم ويُقال عنهم أحياء ولا أحد يتحرّك لإيقاف تلك المجازر اللا إنسانيّة التي تعصف بشعبٍ بات يوصف بالشّعب الفقير فتُمطر عليه الدّول المساعدات والإعانات لكنّه لا يرى منها إلا ابتسامة المسؤول وهو يلتقط الصّور التّذكاريّة لتسلّمها قبل أن تختفي في مغارة علي بابا والأربعين حرامي.
وفي لبناننا كلمة “إنسان” تجرّدت من معناها وبِتنا صنفًا جديدًا من البشر لم يجد له الباحثون اسمًا إلا لبنانيّ يُقاوم باللّحم الحيّ.
لماذا الفقراء هم من يدفع ثمن حروب الكبار؟ ببساطة لأنهم فقراء لا سند لهم ولا حصانة ولا مربعات أمنيّة. لا دولة تسأل عنهم .
في وطني المسؤول هو لا مسؤول هو جلاد يجلد شعبه لإرضاء رغباته وطموحاته.
في وطني لا يتذكّر المسؤولون الفقير إلا عند وقوع الفاجعة فيهرعون لمواساته وتلميع صورتهم خوفًا من خسارة صوت إنتخابيّ.
في بلادي، بِتنا كلُّنا فقراء ولا من يسأل أو يهتمّ.