خاص : حاكموهم في الصّناديق. ارموهم في قعر جهنّم.

خاص : حاكموهم في الصّناديق. ارموهم في قعر جهنّم.

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut 24
29 كانون الثاني 2022

كتبت: ريتا رعد

أخيرًا تبلور هدف السّلطة الوحيد والأوحد وهو إذلال الشّعب وإلهاؤه بأوجاعه اليوميّة: أدوية مفقودة، بطالة، فقدان الطّحين انقطاع الكهرباء، وغلاء اللحوم والمواد الغذائيّة، تقاذف التّهم والمسؤوليات وغيرها وغيرها من بدعٍ لإنهاك الشّعب وكسب الوقت ليحين موعد الانتخابات النّيابيّة هذا إن سمحوا بحدوثها. هنا يحين موعد القطاف ناخب زاحف جائع منهك القوى يرضى بفُتات موائد المرشحين لكمِّ أفواه صغاره الجائعين الموجوعين فينسى كلّ ما يتخبّط به وينسى بالتّالي محاسبة النّواب الذين خانوا الأمانة خانوا الوطن وباعوا الشّعب فيقع في  الخطأ نفسه مرّة جديدة وينتخب الجلّاد نفسه أو أحد أفراد الحاشية فتتبدّل الأسماء والوجوه لكنّ البطش نفسه لا بلّ أسوأ ليستيقظ في اليوم التّالي ويندب حظّه يلوم الآخر ويلعن القدر وسوء الطّالع.
إلّا أنَّ النّدم لن ينفع هذه المرّة لأننا ننكوي بنار جهنّم والوقت ليس لمصلحتنا لأنّ النار تلتهم أرواحنا وأجسادنا على السّواء ونحن نلفظ أنفاسنا الأخيرة.
ومن هنا دعوة لكلّ اللبنانيين طالبوا بالانتخابات تمسّكوا بالأمل الوحيد المُتبقي لإنقاذنا لا ترضخوا لأي ضغوطات ولا تقبلوا تأجيلها ولو ليوم واحد. ازحفوا إلى مراكز الاقتراع حاملين معكم أوجاعكم وجوعكم حاكموهم في الصّناديق اِرموهم في قعر جهنّم فليتذوّقوا القليل القليل مما فاض عنّا لنخلّص أنفسنا ووطننا. انتخبوا مشروعًا إصلاحيًّا وليس داعيًا إصلاحيًا . انتخبوا شبانًا وشابات جاعوا وثاروا ورفضوا جَمْع حقائبهم والسّفر بعيدًا انتخبوا أسماءً جديدة لم يلمع نجم عائلاتهم سابقًا في فلك الفساد أسماءً واعدة مؤمنة بلبنان الحلم لبنان الغدّ حاملة مشروعًا لإطفاء نار جهنّم وضخّ الحياة من جديد وإعادة شيء من الأنسنة للبنانيّ.
الاقتراع هذه المرّة واجب علينا لكي لا ندفع ثمن عدم مشاركتنا. فلنحاكمهم لمرّة واحدة وأخيرة فلنلقّن درسًا كلّ من يسوّغه عقله في المستقبل أن يعيد التجربة أننا شعبُ لبنان العظيم شعبٌ أبيّ لايستسلِم ولا يُسلِّم.
التّغيير لن يكون إلّا بأيدينا وبأصواتنا فلا تُضيِّعوا الفرصة اليتيمة. إرحمونا وارحموا وطنًا يضمحِلّ يرحمكم من في السّماء.