.خاص: الشوف_عاليه معركة وجود جنبلاطية, إرباك سنيّ, تململ عوني, حضور لافت لقوى الثّورة ينتظر وحدتها وعزوف شمعوني ارسلاني

كتب جورج العلية

إثبات الوجود شعار المعركة الانتخابية في الشوف -عاليه. كيف لا وكلّ القوى المتصارعة مهددة في مصيرها ودورها ووجودها ليس في المنطقة فقط وإنّما على صعيد كلّ لبنان.
بالنّسبة إلى وليد جنبلاط هذه معركة فاصلة وسيخوضها حتَّى النّفس الأخير للحفاظ على الزعامة الجنبلاطية وتأمين انتقال سلس لتيمور.
على الجبهة السنية ضياع وإرباك ومحاولات للملمة ما خلّفه انسحاب سعد الحريري وما تعيشه مجموعات الثّورة من انقسام بالاضافة الى معرفة قوّة بهاء الحريري وحجمه
في المقابل يقاتل التيّار الوطني الحرّ للحفاظ على المكتسبات التي أمَّنها قانون الانتخاب النسبي له وذلك بحصوله على ثلاثة مقاعد.
إثبات الوجود هو عنوان معركة قوى التغيير والثورة أيضًا. فبعدما أخفقت في الـ ٢٠١٨ بسبب خلافاتها وانقساماتها هي مطالبة اليوم وبعد ١٧ تشرين بتوحيد صفوفها وترجمة حضورها وإثبات وجودها وتحقيق أملها بالوصول إلى الندوة البرلمانية من بوابة الشوف عاليه.
تُعتبر هذه الدَّائرة من أكبر الدّوائر الانتخابيّة من ناحية عدد المقاعد وتضمّ 13مقعدًا: خمسة لعاليه مقعدين للدروز مقعدًا للروم الأورثوذوكس ومقعدين للموارنة . وثمانية مقاعد للشوف: مقعدين للدروز مقعدين للسنة وثلاثة مقاعد للموارنة ومقعدًا للكاثوليك .
معالم التحالفات في هذه الدائرة بدأت تتظهر على الشكل الآتي:
اولًا: تحالف الاشتراكي القوات.
تحالف الاشتراكي القوات والمستقبل نال في الدّورة السّابقة حوالي 99000 صوت حاصدًا تسعة مقاعد إلَّا أنَّ انسحاب سعد الحريري من هذه الدّورة خلط الأوراق وخلق إرباكًا كبيرًا داخل هذا التّحالف ما دفع بوليد جنبلاط إلى إيجاد البديل السني إما عن طريق إقناع محمد الحجار الذي لم يحسم أمره بعد بالتّرشح من جديد وإما من خلال مرشح آخر يكون قادرًا على مدّ الدّعم السني حتّى لو لم ينجح بالاحتفاظ بمقعد المستقبل الذي سيكون من المقاعد المتأرجحة وغير محسومة المصير.
بموازاة الإرباك مع الشّريك السني أكد مصدر في الحزب الاشتراكي لموقعنا أنّ التحالف مع القوات ثابت ومتين وينتظر اللمسات الأخيرة حول الأسماء بخاصة في عاليه. ووفق مصادرنا يتمسّك جنبلاط بالمرشح الماروني راجي سعد الذي سيكون أساسيًا على هذه اللائحة الى جانب المرشح الأرثوذكسي سامر خلف، في حين أنَّ “القوات اللبنانية” تتجه الى أن يكون إميل مكرزل مرشحها الرئيسي وهو مارونيّ من الكحالة وسيكون بمواجهة النائب سيزار أبي خليل .
في الشّوف يتّجه الاشتراكي لترشيح تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدّرزيين ومحبوبة عون عن أحد المقاعد المارونية وبلال عبدالله عن أحد المقعدين السنيين بانتظار حسم الاسم الثاني. أمّا قواتيًّا فالمرشح هو جورج عدوان. ومع ترشّح كميل شمعون في بعبدا سيغيب مرشح حزب الأحرار للمرَّة الأولى عن الشوف ما أثار اعتراضًا لدى القاعدة الشمعونية.
ثانيًا: تحالف باسيل إرسلان وهاب
عام 2018 حصد تحالف التيار الوطني الحرّ والحزب الديمقراطي اللبناني وبعض الشّخصيات المستقلة حوالي 39000 صوت ما أمّن له 4 مقاعد نيابية ماروني ودرزي في عاليه ومارونيين في الشّوف .
من جهة التيار الوطني الحر تعصف خلافات متصاعدة بين صفوفه إن كان في عاليه مع الحالة الاعتراضية الداخليّة على سيزار أبي خليل المرشّح الذي فرضه باسيل على أبناء المنطقة أو في الشّوف مع استبعاد ماريو عون والاتجاه الى ترشيح غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي في ظلّ عدم رضا النائب فريد البستاني الخائف على مقعده مع توجّه التيار لدعم عطالله بالأصوات التفضيلية.
الرّكن الثّاني في هذا التّحالف هو طلال إرسلان والذي تلقى رسالة تحذيرية شديدة اللهجة من جنبلاط بخاصة بعد ورود معلومات عن ترشيح صالح الغريب في بيروت ما يهدد مقعد فيصل الصايغ. ورسالة جنبلاط واضحة في حال صحَّت هذه المعلومة فإنّ مقعد بيروت سيكون مقابل مقعد عاليه وسيتم توزيع أصوات الاشتراكي على المقعدين الدرزيين ما يطيح بمقعد إرسلان حتّى لو خسر المقعد الماروني بالمقابل يأمل الركن الثالث وئام وهاب الذي خاض الإنتخابات سابقًا ضمن لائحة مستقلة عن تحالف ارسلان باسيل   من حصد المقعد الدّرزي الثّاني في الشوف إلا أنَّ هذا الأمر محكوم بحسابات جنبلاطية تتعلق بتوزيع الأصوات وبتراجع قوة الدّفع الشّعبية التي كان يتمتع بها وهاب في الدّورة السابقة تحت عنوان مواجهة الفساد والطبقة الحاكمة.
استطلاعات الرّأي تعطي هذا التّحالف ثلاثة مقاعد أكيدة ومقعد آخر يخضع لحسابات الكسر وقدرة قوى الثورة على توحيد صفوفها.
ثالثًا: جبهة المعارضة وقوى التّغيير والثورة
في انتخابات 2018 فاجأت قوى التّغيير والمجتمع المدني الأوساط المراقبة وحصلت على نسبة أصوات مرتفعة لم ترتق الى حاصل انتخابي وكان العائق أمامها انقسامها وعدم قدرتها على تشكيل لائحة موحدة.
في الـ 2022 وفي ظلّ الواقع المُستجدّ بعد 17 تشرين والانهيار المتواصل في مفاصل الدولة وقواها يبرز حزب الكتائب بحضوره المتجدد وبما يملك من قوة منظّمة وماكينة انتخابية حديثة لا تتمتع بها باقي المجموعات. وإلى الكتائب تبرز باقي أحزاب جبهة المعارضة اللّبنانية ومجموعات ثورية متعدّدة . وتبعًا لاستطلاعات رأي متقاطعة فإنَّ هذه القوى وفي حال توحّدها في لائحة واحدة واستقطابها أسماءَ لامعة فهي قادرة على المواجهة وعلى حصد حاصلين وربما أكثر. ووفقًا لمصادر خاصة فإنَّ هذا الهدف هو قاب قوسين من التَّحقيق. ومسافة الخلافات بدأت تضيق والاتفاق شبه منجز ويقضي بأن تكون لائحة مستقلين مدعومة من أحزاب الثورة كحزب الكتائب والشيوعي والأحرار المعارضين، إنما العقدة الأساسية تتمثل ببعض المجموعات ومن بينها حزب سبعة الذي يدعم غادة عيد وبعض مجموعات الثورة مثل لحقي وغيرها.
وفي اتصال مع السّفيرة تريسي شمعون أكدت عدم ترشّحها في الوقت الحاضر ودعمها لهذه اللائحة وهي تشدد على وحدة المعارضة وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية.
من جهتها أكدت الأميرة حياة إرسلان لبيروت 24 أنها لن تترشح لا هي ولا ابنها عادل ولا ابنتها مدى مشددة على تغليب المصلحة العامة معلنة دعمها لأي لائحة معارضة شرط أن تحمل مشروعًا وبرنامجًا واضحين كما وتتضمن أسماء جذابة توحي بالثقة تكون على قدر المسؤولية تستطيع مواجهة الرأي العام وجذب 52 % ممن لم يشاركوا في الانتخابات السابقة .
من الأسماء المطروحة والبارزة بين قوى الثورة مارك ضو المرشح عن المقعد الدرزي بعاليه، فادي أبي علام وفادي خوري عن المقعدين المارونين في عاليه . في الشوف رانيا غيث عن المقعد الدرزي نجاة عون ،ميشال أبو سليمان  عن المقاعد المارونيَّة، محمد سامي الحجار، وحليمة القعقور عن المقعدين السنيين بالإضافة الى أسماء أخرى قيد التداول .
أخيرًا هل تستطيع قوى التّغيير والمعارضة جمع صفوفها تحت راية ورؤية ومشروع موحد أم ستطيح الخلافات بوحدتها وبالتالي تسقط من جديد في فخ عدم تأمين الحاصل وخروجها مرة جديدة خالية الوفاض؟
انتخابات الشوف وعاليه مفصليَّة لجميع الأحزاب والقوى التي تخوضها وعلى نتائجها ستُحَدد معالم الجبل السياسية.
من كميل وكمال قبل الحرب مرورًا بأحادية وليد بعد الطائف والتطعيم الجزئي بالمكوِّن المسيحي المعارض بعد المصالحة التّاريخية وصولاً الى التّعددية النّسبية في ٢٠١٨ كيف سيكون وجه الجبل بعد انتخابات 2022 وما هي هويته السّياسية؟