خاص: رقصٌ انتخابي على إيقاع 9 و14 شباط

خاص: رقصٌ انتخابي على إيقاع 9 و14 شباط

الكاتب: جورج العلية | المصدر: Beirut 24
10 شباط 2022

في ظلِّ الضَّبابيّة الّتي تلفّ مستقبل الانتخابات النّيابية ومع الحديث المتكرر في الكواليس عن احتمال تأجيلها لأسباب تقنية أو لنوايا مبيّتة ومع تصاعد الخطاب السياسي يتابع المراقبون والمحللون محطتين رئيسيتين لقراءة المستقبل وفكفكة رموزه .
المحطة الأولى تجلّت بالاحتفال بعيد مار مارون واللافت هذا العام ترؤس البطريرك بشارة الراعي القداس الإلهي بعد عظته الناريَّة يوم الأحد التي شنّ فيها هجومًا عنيفًا على بعض القضاة غامزًا من قناة العهد مدافعُا عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتحت سقف المواقف الدولية المتعاقبة وآخرها المذكّرة الكويتية وبيان مجلس الأمن أتت عظة العيد أمام الرؤساء الثلاثة لتحديد أوليات المرحلة المقبلة وهي إجراء الانتخابات النّيابية والرّئاسية في مواعيدها المحددة والوصول الى الحقيقة في انفجار المرفأ بالإضافة إلى التعاون مع صندوق النّقد وإنجاز الاصلاحات المطلوبة والالتزام باتفاق الطائف وتطبيق القرارات الدولية لبسط سلطة الدولة على كافة أراضيها والتزام الحياد.
المحطة الثَّانية المنتظرة ذكرى 14 شباط وما ستحمله من معانٍ سياسية ليست ببعيدة عن مستقبل الحريريَّة السياسية وتحديد مسار الانتخابات النيابية. وهنا نقف أمام عدَّة سيناريوهات.
هل يعود سعد الحريري إلى بيروت فيفجّر مفاجأة من العيار الثّقيل ويعلن عودته إلى العمل السياسي بخاصة بعد الارباك والتململ الذي شهدته السّاحة السّنية إثر انسحابه ؟ أم أنّه آت لتسليم الرّاية لشقيقه بهاء الذي قد يتواجد في بيروت أيضًا وهو مَن عَمِلَ على تأمين غطاء دولي لدخوله الحياة السياسية إن من خلال زيارته للولايات المتحدة أو من خلال الاتصالات الدولية والخليجية طارحًا نفسه البديل المنتظر. أما الاحتمال الأرجح أنَّ خلاف الشّقيقين سيبقى سيّد الموقف  فيغني كلّ منهما على ليلاه فيبقى سعد على موقفه ويواصل بهاء انطلاقته السّياسية العلنيّة.
حالة من التّرقّب والتّريُّث تُظلّل المشهد الانتخابي ليبنى بعد 14 شباط على الشيء مقتضاه وينطلق مهرجان الرّقص الانتخابي على إيقاع هذين الحدثين فيحدّد كلّ طرف حلفاءه بانتظار حكم الجمهور في أيار المُقبِل.