خاص: بيروت تخلع تاجها الأزرق.. فمن يتربع على عرشها؟

خاص: بيروت تخلع تاجها الأزرق.. فمن يتربع على عرشها؟

الكاتب: جورج العلية | المصدر: Beirut 24
16 شباط 2022

كتب جورج العلية:

الهزّات الارتداديّة لعزوف سعد الحريري وتياره عن الترشح للانتخابات النيابيّة تتوالى وتضرب جميع المدن والمناطق ذات الثّقل الشّعبي لتيّار المستقبل. ولبيروت النّصيب الأكبر من مُخلّفات تلك الارتدادات. كيف لا وهي الحاضنة الأبرز للحريريّة السّياسيّة. 

بيروت  ستخلع في استحقاق 2022 تاجها الأزرق الذي  تكلّلت به  منذ العام  2000 ولغاية العام  2018 وستحاول إعادة تحديد وجهتها ومرجعيتها. فمن سيتربّع على عرشها؟ وما هو مستقبلها السياسي؟ وكيف ستتوزع القوى السِّياسية فيها؟ وما هي طبيعة التّحالفات والنّتائج المتوقعة ؟

في بيروت الثّانية أحد عشر مقعدًا نيابيًا: ستة مقاعد للسنّة، مقعدان للشيعة، مقعد للروم الأورثوذوكس، مقعد للدروز  ومقعد للإنجيليين.

عام 2018 بلغ عدد النّاخبين 366147 ناخبًا اقترع منهم 143828

الحاصل الانتخابي 13075 .

ولّد غياب تيّار المستقبل عن المشهد الانتخابي في بيروت الثّانية طفرة مرشحين وقوى تحاول ملء الفراغ الذي أحدثه انسحابه  وتتوزع الخريطة السّياسية حاليًا على عدّة مكوِّنات سياسيّة:

الثنائي حزب الله أمل جمعية الأحباش التيار الوطني الحر:

المستفيد الأوّل من غياب تيّار المستقبل هو محور الثّنائي أمل حزب الله الأحباش والتّيار الوطني الحرّ فالخيبة التي مُنيَ بها الشّارع السنيّ قد تنعكس انخفاضًا في نسبة التّصويت بالإضافة إلى شرذمة صفوف الجهة المقابلة من خلال كثرة المرشحين وتعدّد اللوائح. 

الاتصالات متواصلة بين مكوِّنات هذه القوى وقد أمهل حزب الله جمعيّة الأحباش أسبوعًا  لحسم خياراتها إمّا بالتّحالف معه أو بتشكيل لائحة مُستقلّة. الأمر الذي تُفضِّله بعض الجهات داخل الأحباش معتبرة أنَّ قوّتها تخوّلها الحصول على مقعدين.(قوة الأحباش المرجّحة حوالي 13500 صوت).

يستطيع الثّنائي أمل حزب الله الاحتفاظ بالمقعدين الشّيعيين. أما التّيار الوطني الحرّ فأصواته محدودة ضمن هذه الدّائرة ولا تصل الى 800 صوت من أصل 3500 مقترع مسيحي وبالتّالي فمقعده الحالي غير محسوم.         

عامل جديد دخل على خطّ هذا التّحالف وهو إمكانيّة ضمّ حركة الشعب برئاسة نجاح واكيم عن المقعد الأورثوذوكسي وذلك  في محاولة من حزب الله للتحالف مع شخصيّات ناشطة ضمن الحراك الشّعبي والمجتمع المدني كما أشار الشّيخ نعيم قاسم . 

النتائج المتوقعة حسب استطلاعات رأي متقاطعة هي:

– لائحة موحّدة تشمل جميع هذه القوى مع بعض الشخصيات تحصد خمسة مقاعد محسومة ويزداد عدد المقاعد كلّما انخفضت نسبة الاقتراع.

– لائحة الأحباش وواكيم تحصد مقعدين. 

– لائحة الثنائي حزب الله أمل التيار تحصد معقدين مؤكدين وآخر غير محسوم.

 

بدائل تيار المستقبل، أبرز المجموعات والقوى والشخصيات:  

مع غياب سعد الحريري وتمّام  سلام يلفّ المشهد السنيّ البيروتي حالة من الغموض لم تتضح معالمها بعد مع بروز مجموعة من الشّخصيّات والقوى الطّامحة والمؤثرة  لملء الفراغ من بينها حركة سوا برئاسة بهاء الحريري، الجماعة الإسلامية، الرئيس فؤاد السّنيورة، النّائب نهاد المشنوق  وتجمُّع العائلات البيروتية ، ونبيل بدر، وسليم دياب. 

ومع أنَّ الرّئيس السّنيورة لم يحسم قراره بعد إلّا أنَّ اتصالاته مع أكثر من جهة توحي بأنّ شيئًا ما يُحَضّر في الكواليس.

باختصار اتصالات مكثفة تجريها كلّ هذه القوى لم تصل إلى نتائج ملموسة بعد وبحسب بعض المصادر فإنّ هذه الكوكبة من الأسماء بما تحويه من تناقضات ومصالح متضاربة لن تكون قادرة على تشكيل لائحة موحّدة .

 من ناحية أخرى  ينتظر الحزب الاشتراكي تبلور الصورة في الشارع السني القريب من المستقبل ليبني تحالفه الانتخابي. وبسبب عدم  اتضاح التحالفات بعد ونظرًا لتشغُّب القوى والخيارات وتعّددها لا نتائج متوقعة ممكن الارتكاز عليها حتى الآن  .

 

النائب فؤاد المخزومي : 

نالت لائحة المخزومي في ال 2018 حوالي 15700 صوت وهو يغرّد اليوم منفردًا ويطمح لوراثة الحريريّة السياسيّة وذلك من خلال التّصعيد الملحوظ بخطابه ضد حزب الله وابتعاده عن التّيار الوطني الحر ومواقفه الدّاعمة لدول الخليج. ومن المتوقع أن يشكل لائحة  كاملة وفي النتائج  تقدّر مصادره حصوله على ثلاثة مقاعد نيابيّة أو أربعة إلّا أنَّ مصادر أخرى حسمت له مقعدين وثالثًا متنازعًا عليه. وقد يستفيد المخزومي أيضًا من طفرة المرشحين واللوائح من أجل تعزيز حواصله. 

 

القوى التّغييريّة والمعارضة: 

حال القوى التّغييريّة والمعارضة في بيروت كحالها في كافة الدّوائر. وحدتها معيار نجاحها ومصادرها تؤكد أنّ التّواصل مستمر بين كافة المجموعات من بيروت مدينتي الى بيروت تقاوم ممثلة بإبراهيم منيمنة إلى لَنَا “حسن سنو” والعاميَّة “وليد فخر الدِّين” وخط أحمر “وضّاح الصّادق” ومنتشرين “ميا عطوي” إلى غيرها من الأسماء وقد وصلت الاتصالات الى مرحلة متقدمة  تعيقها العلاقة السيّئة بين بيروت مدينتي وبيروت تقاوم.

ويبقى السّفير  نواف سلام المتواجد حاليًّا في بيروت الذي وبحسب مصادرنا يدرس إمكانيّة  ترشّحه للانتخابات وجدواها وقد أبلغ بعض مجموعات الثّورة أنّه سيحسم أمره قبل العشرين من شباط الحالي. وفي حال ترشّحه على رأس لائحة معارضة موحّدة فقد يخلط الأوراق ويقلب التّوقعات.

في النتائج المتوقعة:

– لائحة يترأسها نوّاف وتضمّ كل مجموعات المعارضة بما فيها بيروت مدينتي وبيروت تقاوم وجبهة المعارضة  تحصد مقعدين مؤكدين مع كسرٍ قد يؤمن مقعدًا ثالثًا.

– لائحة موحّدة  بغياب نواف سلام تحصل على  مقعد مؤكد وآخر غير محسوم.

– معارضة مفككة لن تستطيع تأمين أي حاصل.

في المحصِّلة المعركة في بيروت الثّانية حامية ومتشعّبة وغير مضمونة النّتائح والمشهد سيتبلور أكثر فأكثر مع تركيب اللوائح ونسج التّحالفات فيما السّؤال الأكبر يبقى هل مَن وريث للحريريَّة السياسيَّة أم أنّ نتائج الانتخابات ستعكس عامل الارباك والاحباط والتململ المسيطر على الأرض؟