خاص: إيّاكم والسوبر ماركت!!!

خاص: إيّاكم والسوبر ماركت!!!

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut24
20 شباط 2022

كتبت ريتا رعد
يدخل اللبناني السوبر ماركت والرّعشة تسكن جسده. فما أحضره من حفنة مال تُسمّى “المعاش” يجب أن تكفيه لشراء حاجيات شهرٍ بأكمله. ينتقل من سوبر ماركت لآخر بحثًا عن العروضات لا عن الجودة والنوعيّة بطبيعة الحال. فشغل اللبنانيين الشاغل بات مراقبة وسائل التواصل بحثًا عن عروضات على منتجات وسلع يتهافتون لشرائها بغية التّوفير . فشبح الأسعار يطاردهم حتّى في المنام. لا شيء يعلو فوق صوت الغلاء الفاحش والذي صار لا يُحتمل، وفوق صوت الفقر الذي يتوسّع ويتمدّد أكثر فأكثر، بحيث صار يطال المزيد من شرائح المُجتمع اللبناني . لم يرأف جشع التّجار بالمواطنين منذ لحظة تدهور سعر صرف اللّيرة اللّبنانية فما إن يحلّق الدّولار حتى تحلّق معه أسعار كل السّلع والمنتجات في الأسواق فيسارع التجار إلى تبديل الأسعار صعودًا، أمّا عند تراجع الدولار يتناسى التجّار أنفسهم الإسراع إلى تخفيضها ولو بشكل رمزي حتّى بات دخول السوبر ماركت لشراء أبسط الحاجيات يُشكل هلعًا عند المواطن الذي يقف عاجزًا عن شراء أبسط مُستلزمات قُوته اليومي من مأكل ومشرب له ولعائلته بسبب انعدام قدرته الشرائيّة وفشل الوزارات في ضبط الأسعار .فكلّ سوبر ماركت يسعّر على هواه وسعر السلعة عينها يتفاوت من محلّ لآخر بشكل ملحوظ. فالسّلع الاستهلاكية الأساسية لم ينخفض سعرها بعد ارتفاعه الأخير ما أدى إلى غضب واسع في الشارع اللبناني ونقمة على التجار والحكومة ودورها الغائب لجهة الرقابة وضبط الأسعار. ووفقًا لجمعية حماية المستهلك، فإن أسعار السلع الغذائية الأساسية تراجعت بين 5 – 16%، على الرغم من أن أسعار الدولار تراجعت بنحو 32%. الأمر الأسوأ، يتجلّى في شكوى المواطنين من عدم مطابقة أسعار السّلع المكتوبة على الرفوف للأسعار المسجّلة على أنظمة المحاسبة في معظم المتاجر لاسيما الكبرى منها، فيما بَقِيَت بعضها بلا تسعيرة إلى حين ارتفاع الدولار مجدّدًا، وهذه مخالفة قانونية كبيرة برسم مصلحة حماية المستهلك والوزارات المعنيّة. بالمحصِّلة فوضى الأسعار مستمرّة، فبالرغم من بلوغ الدولار عتبة ال ٢٠ ألفًا إلا أنّ الأسعار باقية على ال ٣٥ ألفًا. شعب يئنّ تحت خطّ الفقر ومسؤولون لا مسؤولين في غيبوبة مُتعمّدة.