العين الخارجية مركّزة على الواقع اللبناني من 3 زوايا

العين الخارجية مركّزة على الواقع اللبناني من 3 زوايا

المصدر: الراي الكويتية
23 شباط 2022

ولاحظت أوساطٌ سياسية أنه حتى قبل دخول الملف الأوكراني «المنطقة الحمراء»، بدت العين الخارجية مركّزة على الواقع اللبناني من 3 زوايا، بمقدار ما أنها تعكس اهتماماً فإنها أيضاً تكرّس «رمي الكرة» في ملعب بيروت بوصْفها تحمل «مفتاح» تفكيك الأزمات المتشابكة التي تعصف بها انطلاقاً من الانهيار الشامل الذي تتقاسم المسؤوليةَ عن بلوغه «المكوّناتُ» المالية – الاقتصادية – المصرفية والوقائع السياسية التراكُمية التي أخرجت «بلاد الأرز» من الحضن العربي ليصبح حلقة مركزيةً في المحور الإيراني من خلال «حزب الله» وإمساكه بالإمرة الاستراتيجية كما بمفاصل السلطة.

الزاوية الأولى تتمثّل في الانتخابات النيابية المقرَّرة في 15 مايو المقبل التي يتعاطى معها الخارج على أنها المدخل لتغييرٍ، ذات نكهة سياسية وإصلاحية، كما تحاكي المناخ الذي عبّرت عنه انتفاضة 17 اكتوبر 2019 التي ارتكزت على عناوين مكافحة الفساد ومحاسبة «الطبقة التي أفلست البلاد وقادتها إلى جهنم».

وتتمحور الزاوية الثانية حول المبادرة الكويتية لحلّ أزمة لبنان مع الخليج والتي وَضعت على الطاولة القرارات الدولية ذات الصلة بسلاح «حزب الله» ولا سيما الـ 1559 وأحيت وجوب التزام النأي بالنفس قولاً وفعلاً ووقف تحويل «بلاد الأرز» منصة عدوان لفظي وفعلي على دول مجلس التعاون.

أما الزاوية الثالثة فهي الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل بوساطة أميركية والذي انتقل في الأسابيع الأخيرة إلى ما يشبه «فك اشتباك» حول الخطوط لمصلحة محاولة توزيع الحقول تحت الماء في المنطقة المتنازَع عليها، وسط تعدُّد الحسابات اللبنانية التي يُدار على أساسها هذا الملف، من كونه «باباً خلفياً» قد يَفتح على معالجة قضية العقوبات الأميركية على رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل (صهر الرئيس ميشال عون)، إلى ارتباطه بمسار النووي وما بعده والتسابق على التحكّم بـ «أزرار» إدارة قضيةٍ ذات أبعاد اقتصادية واستراتيجية، في الأمن والسياسة.

من هنا، تثير الأوساط خشيةً مزدوجة: أولاً من أن يفرّط اللبنانيون بـ «آخر خيوط» الاهتمام الخارجي بـ «نكبتهم»، سواء بالسماح بأي مساومة على استحقاق 15 مايو واسترهانه للانتخابات الرئاسية (خريف 2022) أو لملفات إقليمية، أو بالمضيّ في احتجاز الإصلاحات رهينة حسابات سُلْطوية – انتخابية، أو الإفراط بالمماطلة في الدفع بملف الترسيم البحري نحو حلول سريعة.

وثانياً من أن تسبق التحولات العالمية المتعددة الجبهة خطاهم «السلحفاتية» في التصدي لمختلف جوانب الأزمة الأعتى التي تضرب بلدهم، وتالياً دفْع الخارج الذي يقف أساساً على «حافة اليأس» من إمكان أن «يساعد اللبنانيون أنفسهم كي نساعدهم» إلى نفْض أيديهم بالكامل من «الكارثة اللبنانية».