خاص: المعركة الانتخابيّة بلا سلاحها الفتّاك

خاص: المعركة الانتخابيّة بلا سلاحها الفتّاك

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut24
7 آذار 2022

أشهرٌ قليلة تفصلنا عن الانتخابات النيابيّة. أحلام ووعود وآمال تُبنى إنّه موسم الانتخابات. الموسم الذي طالما انتظره اللبنانيّون لرؤية النواب والمرشحين الجدد خليّة نحلٍ يحملون فانوس علاء الدّين وهم جاهزون لتلبية المستحيل المهم أن ينالوا رضى الناخبين. وقد عُرف موسم الانتخابات بموسم التزفيت. تزفيت الطرق العامة والفرعية والبلدية. وكان هذا الانجاز الوحيد الذي يتلمّسه المواطن فيعيش على أمجاده أربع سنوات إلى أن يحين موعد الانتخابات المقبلة فيستيقظ النواب من سباتهم ليتذكروا أنّ الشعب الذي انتخبهم بحاجة إلى عملهم المياديني لتحسين ظروف حياته فيعملون مرّة جديدة على استقطاب صوته عن طريق الزفت. إذًا وباختصار ينتظر اللبناني موسم الانتخابات ليستجدي بعضًا من الزّفت خوفًا من خسارة حياته على الطرقات. أمّا هذا العام وقد حطّت الأزمة الاقتصادية رحالها في لبنان وبات من الصّعب على الفانوس إخراج وطن بشعبه من الفقر والعوز والاستهتار انكشفت العيوب المستورة. فهذا ليس موسم الزفت. الطرقات الدولية التي كانت تحصل على إبرة مورفين مع خضوعها للصيانة سنويًا بهدف إطالة عمرها سنة أو سنتين لن ترى الصيانة هذا العام حتّى التسكيج أصبح من سابع المستحيلات. الحفر تنهش الطرقات، وما إن ينجو المواطن من واحدة، حتى يقع في أخرى، ويكون من حسن حظّه عدم إصابته برضوض أو تضرر دواليب سيارته أو حتّى تحطّم دفاعها الأمامي. باتت طرقات لبنان مصايد تتنوّع بين الحفر والخنادق أما الجسور المهترئة التي تتراقص على وقع هدير السيارات فلا نعرف متى تبتلعنا. لم تخضع طرقاتنا للصيانة منذ العام 2019، الدولة في غيبوبة، غافلة عمّا يدور من حولها والمتعهدون الذين جمعوا ثرواتهم المشروعة وغير المشروعة منها على مدى سنوات من الترقيع والغشّ وتقديم الالتزامات بأسعار وهميّة خياليّة ها هم اليوم يرفضون تولي تنفيذ مشاريع الصيانة بحجّة أنّ التسعيرة على أل ١٥٠٠ ل ل “ما بتوفي” وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، ستتزايد المصايد على الطرقات وبالتالي سيرتفع عدد الضحايا . إذًا حتّى الزفت الانتخابي غائب هذا العام.
باختصار فوضى عارمة على الطرقات و” كلّ مين فاتح عا حسابو” . المرشحون حاضرون يجولون ويتنقلون بحثًا عن ناخبين محتملين ولكن هذه المرّة زفتهم غائب.