
تزايد التحركات الشعبية في البيئة الشيعية المعارضة
يدور حديث في الكواليس حول احتمال اللجوء إلى تأجيل الانتخابات، إما بذريعة الحاجة إلى الوقت لإنشاء مراكز للتصويت للبنانيين في أماكن سكنهم، وإما بسبب الوقائع المعيشية والاقتصادية السيئة جداً، التي بدأت تنعكس انقطاعاً شبه دائم في الكهرباء وفي اشتراكات المولّدات، وأزمة الإنترنت والاتصالات التي لا بدّ من رفع تعرفة أسعارها بشكل كبير جداً، وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية التي ستترك آثاراً كبيرة، وبحسب ما تفيد المعطيات، فإن البحث حول تأجيل الانتخابات ينطلق من مبدأ التأجيل التقني لـ 4 أشهر مثلاً بشكل يصبح فيه الاستحقاق الإنتخابي متزامناً مع استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، فيتم البحث عن تسوية شاملة. لكن نتيجة هذه المساعي غير محسومة حتى الآن.
ولا يزال مسار التحالفات الانتخابية مستمراً، خصوصاً بين حزب الله وحلفائه، إذ يصر الحزب على الفوز بالأكثرية النيابية من خلال ترتيب التحالفات، وعلى الرغم من الاختلاف القائم بين الحزب ورئيس الجمهورية ميشال عون حول «إنشاء ميغاسنتر»، وحول خطة الكهرباء، وملف ترسيم الحدود، فإن التفاهم الانتخابي قائم بينهما، في وقت تتزايد التحركات الشعبية في البيئة الشيعية المعارضة، من خلال لقاءات وتجمعات يتم الإعلان عنها يومياً، سواء في الجنوب أو في البقاع، وتسعى هذه التجمعات إلى تشكيل لوائح معارضة للوائح حزب الله الانتخابية، وحتى لو لم تنجح هذه اللوائح في تسجيل اختراقات فعلية بإيصال مرشحيها إلى البرلمان، إلا أن المؤشر الأساسي لذلك سيكون مرتبطاً بنسبة المشاركة في العملية الانتخابية، وبنسبة التصويت أيضاً التي ستحصل عليها المجموعات المعارضة، ولذلك فإن حزب الله لا يريد تطبيق إنشاء الميغاسنتر، لأنه يعتبر أن الكثير من أبناء الطائفة الشيعية المعارضين له سيتحمسون للتصويت في أماكن سكنهم بشكل لا يكون هو قادراً على التأثير عليهم.