
“التوأمة” بين “التيار” و”حزب الله”
ترجم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حالة “التوأمة” بين “التيار” و”حزب الله” بأوضح حلّة انتخابية، عكست واقع الانصهار الكامل والشامل بينهما في مجمل العناوين والطروحات، وصولاً إلى حد استنساخ باسيل شعار “باقون” الذي اختاره “حزب الله” لمعركته الانتخابية، فرفع بدوره شعار “رح نبقى”، ليذهب أبعد في نمط الاقتداء والاستنساخ من خلال السير على خطى “حرب تموز السياسية” التي أعلنها “الحزب” في مواجهة قوى المعارضة والتغيير، معلناً من ناحيته شن “حرب تحرير اقتصادية” عام 2022 أسوةً بـ”حرب التحرير السيادية” العونية الفاشلة عام 1989 والتي انتهت بتسليم البلد إلى الوصاية السورية، والتخندق العوني بعدها في محور واحد مع النظام السوري وحلف الممانعة إثر رجوع العماد ميشال عون من منفاه عام 2005، تمهيداً لعودته إلى قصر بعبدا عام 2016 “بفضل بندقية المقاومة” كما جاهر النائب نواف الموسوي يوماً تحت قبة البرلمان.
واليوم، يعوّل عون وباسيل على “البندقية” نفسها لإيصال أكبر عدد ممكن من نواب “التيار الوطني” إلى الندوة البرلمانية، انطلاقاً من تأكيد رئيس “التيار” أمس على وحدة الحال الانتخابية بين الجانبين بقوله: “يلّي مدّ إلنا إيده للتحالف الانتخابي هو حزب الله”… وتحت سقف هذا التحالف، بدا باسيل في خطابه خلال مؤتمر 14 آذار أمس، كمن ينهل من ماعون “الحزب” مقتبساً شعاراته وأدبياته في مخاطبة الخصوم، والتحريض والتحامل عليهم من باب فرز اللبنانيين بين “وطني” و”عميل”، حتى طغت على حملته الانتخابية عبارات زاخرة بـ”القدح والذم والتخوين”، لم يوفّر فيها طرفاً أو جهة أو شخصية، خارج دائرة حليفه “حزب الله”، إلا وأغدق عليه بأقذع الاتهامات على قاعدة “كلن إلا نحنا” فاسدين، كاذبين، مجرمين، خونة وعملاء في البلد.
وبهذا المعنى، رأى باسيل أنه يجسد “14 آذار الأصلية الصادقة” مقابل “14 آذار 2005 المزورة الكاذبة”، و”الثورة الصادقة مقابل ثورة 17 تشرين الكاذبة”، والنموذج اللبناني “الوطني” مقابل النموذج اللبناني “العميل”، متهماً في هذا المجال مجموعات الحراك المدني بأنها تتموّل من السفارات، ومصوّباً في الوقت عينه على الدول الخارجية باعتبارها ترفض التعاون مع “الوطنيين والأوادم… لأنهم بحبّوا يشتغلوا مع العملاء والحراميي”… لينتقل إلى الهجوم على من وصفها بـ”الحرباية” التي تعمد في الانتخابات إلى “تغيير إسمها وبتصير منظمات وجمعيات تعمل لمشغّل واحد ومموّل واحد”، متوعداً “حزب الحرباية وثورة 17 تشرين الكاذبة” بأنهم حتى لو ربحوا الانتخابات وأصبحوا “الأكثرية الوهمية” فستبقى هذه الأكثرية عاجزة عن “نزع سلاح “حزب الله” أو منعه من الدخول إلى الحكومة“.