
المعركة على الصوت السني
على ضفة السنة، لا تزال المعلومات متضاربة. صحيح أن باب الترشيحات قد أقفل لكن باب التحالفات لا يزال مفتوحاً وهنا العقدة. وهذه العقدة مرتبطة بعوامل عدة:
أولاً، لا يزال تيار المستقبل، رغمَ انسحابه، موجوداً في العملية الانتخابية، ويدفع باتجاه مقاطعتها سنياً. لكن ذلك لا يعني خروجه من المشهد، ما يحصل حالياً أن الحريري يعمل جاهداً على أن تكون نسبة التصويت السنية في كل المناطق متدنية جداً، بهدف تكريس زعامته وربط السنة بشخصه والقول للداخل والخارج إنه الممثل الوحيد للطائفة. ولأجل هذه المهمة جنّد الحريري الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية اللذين التقاهما في الإمارات قبل أيام، لعقد اجتماعات مع شخصيات فاعلة والعائلات.
ثانياً، محاولة قطع الطريق على كل الذين قرروا التمرد على قرار الحريري وشنّ حملات تخوين وتهويل، كما حصل مع الرئيس السنيورة والنائب مصطفى علوش وآخرين أبدوا رغبة في خوض المعركة وعملوا ولا يزالون على دفع الناس إلى صناديق الاقتراع بحجة اجتياح حزب الله للشارع السني، وضرورة مواجهة الاحتلال الإيراني.
ثالثاً، وجود جو من الخيبة والاستياء لدى الجمهور السني من كل الطبقة السياسية، ومن المملكة العربية السعودية، إذ يشعر هذا الجمهور بأنه مهزوم، وأن مقاطعة الانتخابات ستكون عقاباً لكل من تسبب بخروج الحريري من الحياة السياسية، وهذا الشعور هو ما يمنع نسبة كبيرة من التفاعل مع المرشحين السنة.
وعليه، لا تزال اللوائح غير محسومة حتى الآن والجميع يواجه مشاكل في نسج التحالفات. وهذه الصعوبة لا تشمل فريق ما يسمى 14 آذار، بل أيضاً فريق حزب الله وحلفائه الذي لا يبدو من المعطيات المتوافرة حتى الآن، أنه حجز حصة سنية إضافية عن حلفائه المعروفين. ففي بيروت، مثلاً، لم يستطع ثنائي حزب الله وحركة أمل حتى الآن الاتفاق مع أي مرشح سني ليكون على لائحتهما، علماً أن هناك حوالي 10 أسماء يجري التفاوض معها.