خاص- كفى نكء للجراح جهاد بقرادوني يستحقّ فرصة

خاص- كفى نكء للجراح جهاد بقرادوني يستحقّ فرصة

الكاتب: أسعد نمّور
21 آذار 2022

تتعطّش الساحة السياسيّة لوجوه جديدة وأسماء لامعة نزيهة. جهاد بقرادوني رجل أعمالٍ ناجح قرر خوض السباق الانتخابي عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في دائرة بيروت الأولى. ورغم أنّه نجل الوزير السابق كريم بقرادوني السياسي المخضرم والمحنك لكنه اليوم يسعى الى شقّ طريقه بتجربة شخصيّة، فهو عايش مسيرة والده ونهل منها إلّا أنّه بنى شخصيّته السياسيّة المستقلّة وفقًا لتطلّعاته ببناء وطن يحلم به الشّباب اللبناني.

ولكن ما إن أعلن تحالفه مع القوّات اللبنانيّة حتّى انهالت عليه الاتهامات من كلّ حدبٍ وصوب. تهمته الوحيدة أنّه ابن كريم بقرادوني. فمن صوّب سهامه نحو جهاد بقرادوني غفل عنه كم أنّ هذا الشّاب هو عصاميّ وابن أرض. فهو عَمِل في الحقلِ السياسي دون مجاهرة بحب الوطن والخطّ السيادي الذي يؤمن به، من أولويّاته إستعادة الدولة وإزالة السلاح غير الشّرعي. فهو لم يترك شارعًا في بيروت إلّا ومدّ يد العون لأهله بعد انفجار ٤ آب.

يسعى بقرادوني جاهدًا لرسم خطّه السياسيّ المستقلّ. ألا يستحقّ فرصة لإثبات مواقفه والنّهوض بمنطقته؟ ألا يستحقّ فرصة ليبيّن للعالم بأسره أنّ سياسته لا تشبه إلا قناعاته ومبادئه؟ وهذا ما تجلّى في مسيرته بدءًا من علاقته المميّزة مع الشّهيد بيار الجميّل والذي غادر إثر اغتياله لبنان رافضًا نهج الاغتيال السياسيّ وأيضًا بإطلالاته الاعلاميّة المُقلّة التي أكّدت خطّه الوطني وآخر محطاتها كلامه السياديّ من معراب بعد إعلان تحالفه مع القوات موقعه الطبيعي، إذ يجمع بينهما برنامجًا انتخابيًّا واضحًا وثوابت متينة لا تتزعزع أوّلها السيادة، فالمعركة الإنتخابيّة ما هي إلّا استفتاء شعبي لمعرفة من يؤيد السّلاح ومن يرفضه، فلا يعود هناك من رمادي، إما أبيض وإما أسود.

ثانيها الحياد، الضمانة الوحيدة للعيش المشترك والسلم الأهلي للاقتصاد والأمن، فبالحياد ندافع عن لبنان وليس بالصواريخ. وأخيرًا إعادة بناء الدولة، في ظلّ التفكّك الشامل لكل مؤسساتها.

من هذا المنطلق، وقف بقرادوني مع الناس التي تشبهه يدًا بيد. فكفى مزايدات وتلفيق أخبار فالنّاخب البيروتي سيحاسب حتمًا على الأقوال والأفعال ولن يصغي لمن بنى سياساته على الأحقاد ونبش الماضي ونكء الجراح فأوصل لبنان الى ما هو عليه اليوم.