«حزب الله» يشوّش على العودة الخليجية ويحرّك «أرضية» تأجيل الانتخابات

«حزب الله» يشوّش على العودة الخليجية ويحرّك «أرضية» تأجيل الانتخابات

المصدر: الراي الكويتية
13 نيسان 2022

لم تَعُدْ الخشيةُ على الانتخابات النيابية مكتومةً أو محصورةً في الكواليس السياسية بعدما أَخْرَجَها إلى العلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في الوقت الذي كانت بيروت «تلتقط أنفاسها» بعدما استعادتْ الحاضنةُ الخليجيةُ حضورَها في الواقعِ الداخلي تحت عنوان «الدعم الإنساني والاستقرار» في ما يبدو «منطقة وسطى» بين نأي بالنفس عن الملف اللبناني في غمرة «انهياراتٍ» تكاد أن يتحوّل معها الوطن الصغير ومؤسساته وقطاعاته كافة «هيكلاً عظمياً»، وبين انخراطٍ شامل في دعمٍ سياسي بترجماتٍ مالية يبقى «القفل والمفتاح» فيه تطبيقُ «سلة التزاماتٍ» لدول مجلس التعاون بإزالة مسببات الأزمة العميقة وما ستفرزه صناديق الاقتراع في 15 مايو المقبل من «خياراتٍ» لأبناء «بلاد الأرز» يعيد معها الناخبون التوازن إلى لعبة السلطة.

ورغم أن نصرالله أثار مسألة تأجيل الانتخابات «ولو لأشهر عدة» من باب اتهام واشنطن وسفارتها في بيروت بذلك «حتى يمكن تحسين ظروف الفريق الآخَر»، فإن هذا الأمر أثار ارتياباً كبيراً لدى خصوم «حزب الله» من أن يكون «رمي التهمة» على الولايات المتحدة من باب «غسل اليد» مسبقاً من إطاحةٍ بالغة الخطورة باستحقاق 15 مايو يُخشى أن «أمر عملياتٍ» صدر بتطييرها ربْطاً بضروراتٍ إقليمية.

وإذا كانت بعض الدوائر تعتبر أن لا مصلحة لـ «حزب الله» في نسف انتخاباتٍ هو أكثر المرتاحين إلى نتائجها ومسارها داخل البيت الشيعي «المقفل بإحكام» أمام الخروق، ونجح حتى في ضبْط حدود التنافس بين «الحلفاء الأعداء» المسيحيين ومنْع تفلُّته بحيث يشكّل «خاصرة رخوة» لخط 8 مارس تسمح بالانقضاض على إمساكه بالغالبية البرلمانية، فإن أوساطاً سياسية رأت أن ليس من المبالغة قول إن كلام نصر الله انطوى على «تحذير» بين السطور للمجتمع الدولي ودول الخليج بمناسبة «عودتها الديبلوماسية» إلى لبنان من أن تكلفة سحب خصوم الحزب «البساط من تحت قدميه» بالانتخابات ستكون «من جيْب» الاستحقاق في «أصل حصوله».

ورأت الأوساط أن «تفجير قنبلة» إرجاء الانتخابات تمّ تحت ما يشبه «الغطاء الناري» الذي أكمل معه نصرالله مساراً موازياً أنهى معه «بناء مضبطة اتهام» يمكن أن تكون لها «تتمات» بوجود تمويلٍ خارجي لخصومه، وهو ما قد يشكّل «الذريعة» لعدم التسليم بأي نتيجة كاسرة للتوازنات يمكن أن تخرج من الصناديق، بعدما كان «حزب الله» رسّخ شعار الديموقراطية التوافقية التي «تعلو» على منطق الأكثرية والأقلية النيابية، في إشارة مبكّرة أيضاً على طريقة «اتّعظوا من انتخابات العراق».

ولم يتوانَ نصرالله، وفق الأوساط نفسها، عن تسديد «هدف» في مرمى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و«التزاماته» التي تتمحور حول أدوار «حزب الله» العسكرية في المنطقة واستهداف السعودية ودول الخليج الأخرى في حملاتٍ كلامية، إذ جدّد الهجوم «المتعدد الاتجاه» على الرياض، في ما بدا «رسالة لمَن يهمه الأمر» بأنه غير معني بأي تعهداتٍ رسمية تتعلّق بوضعيته وأجندته التي تحكمها مقتضياتٌ أبعد من أي يكون لأي مسؤول لبناني قدرة على «تغيير حرف أو كلمة فيها».