بعبدا معركة أحزاب… هل للمفاجآت مكان؟

بعبدا معركة أحزاب… هل للمفاجآت مكان؟

الكاتب: اسكندر خشاشو | المصدر: النهار
29 نيسان 2022
لم تختلف صورة التحالفات الانتخابية كثيراً في قضاء بعبدا، عن انتخابات 2018، سوى عبر زيادة في عدد اللوائح “المدنية”.
فبعد أن تنافست 4 لوائح عام 2018 على المقاعد الستة، تشهد هذه الدورة وفرة في اللوائح حيث بلغت 7 لوائح، 2 للأحزاب، وهي “الوفاق الوطني”، المكوّنة من تحالف “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة “أمل” والحزب “الديمقراطي اللبنانيّ”، وتضمّ كلّاً من الان عون، فادي ابو رحال، شادي واكد، علي العمار، فادي علامة، فاروق الاعور، ولائحة “بعبدا السيادة والقرار”، المكوّنة من تحالف “القوات” والحزب “التقدمي الاشتراكي” و”الأحرار”، وتضمّ كلّاً من بيار بوعاصي، وكميل شمعون، والكسندر كرم، هادي ابو الحسن، سعيد علامة، وسعد سليم.
بينما تمّ تأليف خمس لوائح لمستقلين ومعارضين وقوى مجتمع مدني، وهم “بعبدا التغيير” وهي مكونة من تحالف الكتلة الوطنية والمرصد الشعبي ولحقي وبعض المجموعات وتضمّ كلّاً من ميشال الحلو زياد عقل، واصف الحركة عبير ناجي وروبير خليفة”.
و”بعبدا تنتفض” وهي مكوّنة من تحالف قدامى العونيين والعميد المتقاعد خليل حلو ومستقلين ومدعومة من حزب الكتائب، وتضمّ، خليل الحلو، ونعيم عون، ورمزي كنج، وجان أبي يونس.
و”نحن التغيير” ، وهي لائحة من الناشطين (ثوار الأرض) برزوا في حراك 17 تشرين وتضمّ، بيار بعقليني، وميشال شمعون واسامة الاعور.
و”قادرين” لائحة غير مكتملة أيضاً، لتجمّع “مواطنون ومواطنات في دولة”، وتضمّ راني الرجي، وعلي درويش، ومحمد صقر.
و”معاً نستطيع” وهي لائحة مستقلين، وأبرز وجوهها نقيب أصحاب المولدات عبده سعاده، والنائب السابق فادي الأعور، إضافة الى أمل ابو فرحات وباتريك ابو شقرا، يوسف الشعانين وبلال علامة.
وبهذه الخارطة يمكن اعتبار انّ المعركة الانتخابية تدور بشكل اساسيّ بين لائحتين وهما تحالف الاشتراكي والقوات من جهة وتحالف “التيار الثنائي” من جهة اخرى، وتدخل لائحتا “بعبدا التغيير” و”بعبدا تنتفض” ولو بشكل أقلّ في المنافسة الانتخابية، فيما تبقى اللوائح الباقية، بعيدة عن الحاصل الانتخابي الاول.
وفيما تسعى لائحة “الثنائي-التيار” للحفاظ على مكتسباتها الماضية بتحقيق اربعة مقاعد، تسعى القوات اللبنانية الى حاصل إضافي من خلال تحقيق الكسر الاعلى، هذا بحسب الماكينة الانتخابية القواتية التي تعمل على تحقيق مقعد ثالث اضافة الى مقعدي بيار بو عاصي, وهادي ابو الحسن يتمثل بمقعد ماروني ثان على الارجح سيكون من حصة كميل شمعون.
امّا على مستوى “التيار الوطني الحر”، فتبدو الامور هذه السنة مختلفة، وفقاً لعوامل عدة، اهمها التحالف بين “التيار الوطني الحر”، وحركة أمل الذي لم يرق للجمهور العوني، وما يمكن ان يؤثر على الحماسة الانتخابية، بالاضافة الى استبعاد النائب حكمت ديب من السباق الانتخابي وتقديم استقالته من “التيار الوطني الحر” ومنسق الماكينة الانتخابية ربيع طراف، ما سيؤثران بشكل ملموس ايضاً على الكتلة الناخبة العونية وخصوصاً في منطقة الحدت، بلدة ديب، وهي الخزان الاساسي لـ”لتيار الوطني الحر”، هذا عدا عن التشظي الذي لحق بالاحزاب بشكل عام بعد حراك 17 تشرين والذي تأثر به “التيار” أكثر من غيره.
ووفقاً لهذه العوامل يبدو انّ احتفاظ التيار بمقعده الثاني او المقعد الرابع للائحة أمر صعب (مقعدان شيعيان شبه مضمونان)، ولكن لمصادر التيار كلام آخر، اذ تقلّل من اهمية ما ذكر ، مشيرة الى أنّ أصوات الحدت يمكن تعويضها من خلال الدكتور شادي واكد الأسمر الذي ذكّاه رئيس بلدية الحدت جورج عون والجميع يعلم حضور رئيس البلدية في بلدته، وما المهرجانات والحضور التي تشهدها الحدت سوى دليل على ذلك، ودائماً بحسب المصادر.
وتشير المصادر الى أنّ التراجع أصاب الأحزاب جميعها، وغير صحيح انّه أصاب فقط “التيار” وبالتالي ما خسره التيار خسره غيره، ويمكن ان يكون التراجع الأكبر أصاب عند الحزب التقدمي الاشتراكي وليس عندنا.
وتقر المصادر بصعوبة المعركة، لكنّها تشير الى ان الاحتفاظ بالمقعد ليس مستحيلاً خصوصاً مع الكلام عن ارتفاع عدد المقترعين عند الطائفة الشيعية بما يعوّض الخسائر.
وصحيح انّ المنافسة في هذا القضاء تنحصر بين لائحتي الاحزاب، ولكن للمعارضة وجهة نظر مختلفة، إذ تشدد مصادر اللائحتين الأساسيتين، على امكانية الخرق. فلائحة “بعبدا التغيير” تعتبر نفسها هي ممثلة للقوى الثورية الصافية، وتشمل وجوهاً عرفها الناس في نضالها على الارض وفي الاعلام وجميع مفاصل التحركات كواصف الحركة وميشال الحلو، تعتمد على رغبة الناس في التغيير، وهو ما لا يمكن رصده في استطلاعات الرأي التي يتحفظ فيها المواطنون عن وجهتم خوفاً من سطوة الاحزاب في مناطقهم، مشددين على انّهم عبر لقاءاتهم واستنادا الى أرقامهم فهم قادرون على الحصول على مقعد واحد على الأقل.
امّا لائحة بعبدا “تنتفض”، فتعتبر نفسها اللائحة الاساسية التي تنافس لائحتي الاحزاب وذلك بحسب ما تقول ماكينات هذه الاحزاب، باعتبار انّ اللائحة المعارِضة الاخرى تأخذ منحى يسارياً لا يجد ابعاده لدى الناخب المسيحي، هذا بالاضافة الى ضمّ اللائحة لوجوه مناضلين معروفين بين الناس كنعيم عون وخليل الحلو ورمزي كنج، عدا عن دعم حزب الكتائب الذي يمتلك حضوراً مقبولاً في القضاء وماكينة انتخابية حاضرة ومنظمة وتملك خبرة في التعاطي مع الانتخابات، وهذه جميعها عوامل يعتبرها افراد اللائحة تصبّ في مصلحتهم لإمكانية تحقيق الخرق.
لا شك، ان تشرذم المعارضة في هذه الدائرة سيلعب دوراً كبيراً في تخفيف حظوظ المعارضين في تحقيق خرق في صفوف خصومهم من الاحزاب المنظمة، ولكن الرهان على تغيير النتائج يبقى دائماً مرتبطاً بالمفاجآت التي يتحدث عنها الكثيرون.