استحضار حرب إعلامية وتحشيدية بالغة العنف

استحضار حرب إعلامية وتحشيدية بالغة العنف

المصدر: النهار
3 ايار 2022

بين المواقف والكلمات والخطب الجوالة والمتكاثرة قبل اقل من أسبوعين تفصلان عن موعد الانتخابات النيابية بدا المشهد الانتخابي على كثير من الغموض والضبابية خلافا لما يمعن بعض الاعلام في تصويره بان معظم النتائج تبدو محسومة . ذلك ان الحماوة البالغة والتصاعدية في المبارزات الانتخابية لم تعد تقتصر على طابع تقليدي معتاد في السباقات الى المقاعد الانتخابية بل ان ما انفجر بين القوى المسيحية عموما وخصوصا بين التيارين الاكبرين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” تحول الى حرب إعلامية وتحشيدية بالغة العنف استحضرت وتستحضر فيها “حرب الإلغاء” ولو من دون أسلحة وكأن لا تفاهم معراب ولا المصالحة ولا التعايش السياسي بعد انتخاب ميشال عون رئيسا قد مر بين الفريقين. وإذ ينتظر ان يرخي المناخ العدائي التصاعدي بظله المؤثر بقوة على المنازلات التي ستشهدها دوائر وساحات انتخابية عدة بين العونيين والقواتيين بما يشد الأنظار الى هذا المحور الأساسي من الاستحقاق فان ذلك لن يحجب الجانب الشديد الحساسية والمفصلي أيضا من الاستحقاق والمتعلق بالواقع السني الذي ظهر امس على ارباكه التصاعدي بما يزيد الغموض ويفاقمه . ذلك انه في مقابل الدعوات التي اطلقت في اول أيام عيد الفطر على لسان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق الى المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها برز في المقابل من جانب “تيار المستقبل” موقف شديد الحزم والوضوح في اعتبار المشاركة تغطية وتشريعا ل”حزب الله” عبر صناديق الاقتراع . وبذلك يمكن القول ان المشهد الانتخابي توغل بدرجات كبيرة الى نقاطه الشديدة الحساسية بما يتوقع معه ترقب تطورات يومية مفتوحة على شتى أنواع التصعيد والاحتدام في الأيام المقبلة . وليس في مشهد المهرجانات مترافقة مع اشتداد نبرة الخطاب الاتهامي سوى مؤشر على ان مختلف القوى بدأت استعمال “الأسلحة الثقيلة” بكل الإمكانات لان أي فريق لا ينام واقعيا على حرير الإحصاءات والحسابات الانتخابية وسط وضع انهياري لا يؤمن معه جانب أي تطمينات استباقية ولو تباهى الجميع الان بامتلاكهم الحواصل الواعدة بالانتصارات الافتراضية .