
المرحلة الأولى من اقتراع المغتربين اللبنانيين.. إقبال كثيف وتفاؤل بحصول المرشحين السياديين على الأغلبية المطلقة
عبرت المرحلة الأولى من الاستحقاق الانتخابي اللبناني، والتي شملت 9 دول عربية، إضافة إلى إيران، حيث يبلغ عدد الناخبين 30999، بينهم 5760 ناخبا مسجلا للتصويت في الكويت.
وتشمل المرحلة الأولى من اقتراع اللبنانيين المنتشرين بعد الكويت كلا من: السعودية وقطر وسورية والبحرين والأردن والعراق ومصر وعمان، إضافة الى إيران.
وبلغت نسبة المقترعين 25% حتى الساعة الثانية من بعد ظهر الجمعة، وفق الأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي، واستمرت صناديق الاقتراع مفتوحة حتى العاشرة ليلا.
وأثارت المعطيات الأولية المتوافرة بعض التفاؤل بعدما أشارت الى ان غالبية الأصوات المطلقة ذهبت باتجاه المرشحين السياديين والمستقلين عن المنظومة الحاكمة، التي غضت الطرف عن عبث الدويلة بكيان وتوجهات الدولة، وبمصالح اللبنانيين ومصالح العرب، والخليجيين تحديدا، وحولت جنى عمر اللبنانيين الى أرقام في المصارف لا قيمة لها، وحتى لا وجود.
المرحلة الثانية من اقتراع المنتشرين تجري الأحد في 46 دولة غربية وأفريقية، بحيث يبلغ عدد الناخبين 194384 سيتوزعون على 192 قلم اقتراع و521 قلما، أبرزها من حيث العدد فرنسا (27113) ناخبا، الإمارات (25066) وكندا (24258) وأستراليا 20661 ناخبا.
ويركز المراقبون الديبلوماسيون، وبخاصة بعثة الاتحاد الأوروبي، على مراقبة إدارة العملية الانتخابية في مقراتها في دول الاغتراب، وقد وردت شكاوى الى وزارة الخارجية تتعلق بضيق المساحات المتاحة لإجراء العملية الانتخابية في بعض الدول، أو بعد المسافات في دول أخرى.
وتبقى الأضواء مسلطة على مسار نقل صناديق الاقتراع من دول الانتشار الى لبنان، بعيد منتصف الليل وتتولى المهمة شركة «دي اتش ال».
ومع توارد الأرقام الأولية لنسب المقترعين قال وزير الخارجية عبد بوحبيب: لقد كبر قلبي عندما رأيت مشهد توارد المغتربين على مراكز الاقتراع، وأتمنى ان تصل نسبة الاقتراع الى 70%، مستبعدا التلاعب بمحتويات صناديق الاقتراع التي ستختم بالشمع الأحمر.
بدوره، وزير الداخلية بسان المولوي أكد أن الأمور جيدة، وقال: أنا المسؤول عن اقتراع المغتربين والانتخابات هي السبيل الوحيد للتغيير.
القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الأردن جوزيف فاضل قال ان الناس هنا متحمسون للاقتراع ولا مشكلة تذكر سوى بعض الأخطاء الصغيرة.
والراهن أن سوء الإنترنت أدى إلى انقطاع البث عن غرفة عمليات وزارة الخارجية نحو 20 دقيقة، وأجمع مراسلو المحطات اللبنانية الذين واكبوا انتخاب المغتربين، على ان الإقبال على الاقتراع كان مميزا في كل من الكويت والسعودية وقطر.
محليا، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي شريطا وثائقيا للرئيس الشهيد رفيق الحريري يحث فيه مجموعة من المعنيين على عدم مقاطعة الانتخابات مهما كانت الظروف.
وتضمن الشريط قول الرئيس الراحل: «أنت ما صوتت، حزب الله موجود، حينزل ويصوت، الأرمني موجود، وحينزل يصوت والدرزي موجود حينزل ويصوت، وإذا انت لم تصوت صار صوته بطلع النائب، وصار هو بيروت».
وأعطي للشريط عنوان: وصية الشهيد أمانة، ولا تخونوا الأمانة.
وجاء توزيع هذا الشريط بمنزلة الرد على قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتعليق مشاركته وتياره بالانتخابات، وعدم رضوخه كما يبدو، لمناشدات الفعاليات السنية الدينية والسياسية. وقد اتهمت صحيفة عكاظ السعودية سعد الحريري بالارتماء في أحضان إيران، وأشارت إلى انه التحى بعد اغتيال والده على طريقة الإيرانيين، ولم يبق أمامه إلا ان يخلع ربطة العنق ليكون أقرب الى منتظري، ما يعطي الانطباع عن «تشيع سياسي»، وقالت الصحيفة ان الحريري قدم أكبر خدمة لقتلة والده بدعوة الطائفة السنية لمقاطعة الانتخاب. وأضاف ان سنة لبنان سيدفنون في 15 مايو الجيف السياسية، وسيصوتون ضد المقاطعة وضد الاحتلال.
وسبق ان أشارت «الأنباء» الى المساعي التي استهدفت إقناع الحريري بالتراجع عن قرار تعليق المشاركة بالانتخابات، خصوصا من جانب رؤساء الحكومة السابقين ودار الفتوى، إلا انه اكتفى بعدم إصدار بيان يؤكد فيه على تعليق المشاركة بالانتخابات، أو بالتراجع عنها.
القوات اللبنانية دعت المغتربين الى التعمق بما حل بوطنهم من بؤس وشقاء وموت بفعل سياسة رسمتها المنظومة الحاكمة من أجل إبقاء الشعب مذلولا، خاضعا لإرادتها، حتى أوصلته الى محور الممانعة وجهنم.
في غضون ذلك، رد القصر الجمهوري على سلسلة مقالات انتقدت إثارة رئيس الجمهورية لموضوع النازحين السوريين في هذا الوقت الانتخابي، وجاء في بيان مكتب الإعلام الرئاسي: لا صحة لما ورد بعدد من المقالات الإعلامية الصادرة امس عن وجود رابط بين إثارة رئيس الجمهورية لموضوع النازحين السوريين في لبنان، وملف الانتخابات النيابية او انه جزء من الحملات الانتخابية.
وأشار مكتب الإعلام الى ان هذه الاستنتاجات لا أساس لها لأن موضوع عودة النازحين الى بلادهم لم يغب يوما عن مواقف رئيس الجمهورية، وقد طرح مجددا في اجتماع عقد امس الأول في قصر بعبدا مع الوفد الوزاري المشارك بمؤتمر في بروكسل المقبل حول سورية، وذلك بهدف تحديد الموقف الرسمي اللبناني من هذه المسألة وإبلاغه الى المؤتمرين في بروكسل.