كلاس: إنتخاباتُ لبنان والكَعْكُ المُمَلَّحُ!

كلاس: إنتخاباتُ لبنان والكَعْكُ المُمَلَّحُ!

18 ايار 2022

قال وزير الشباب والرياضة جورج كلاس تعليقا على الانتخابات النيابية: “تَكثرُ في كُلِّ المَوَاسمِ الانتخابيَّة اللبنانية التَعليقات ُوالتَحليلاتُ والتنظيرات والإرتقابات والتنبؤات والتَوقعات والتبْريجات والتَبصيرات والهلوسات التي يُطلِقُها تُجَّارُ الجملة في أسواق الإحصاء وخبراءُ إستراتيجيُّون على بَسْطاتِ الحِسبِةِ وباحثون متخصصون وبعضُ مُنتحِلي الألقاب وتُجَّارِ الشهادات، والذين واللواتي تَحفِلُ بها وسائل الاعلام من خلال إستِضافاتٍ حوارية ونقاشات مُعَلَّبَة أو “ضيف الصُدفة” او “الكلام المُعَلَّب” و”الشَتْمِ المُعلَّب” و”الرأي المُسبَقِ الدَفعِ”، وكلّهم يَتحدّثُون بثقةٍ ونَفخَةِ صَدرٍ وتَعْريمَةِ كَتفَيْنِ وعَبسَةِ حاجبينِ وزأرِةٍ قاطبين وكَشْرَةٍ حَدْقَتَيْنِ وشَدَّةِ مِنكَبَينِ عمّا يطيبُ لهُمُ تَسميتُه “أُمِّ المعارك”، وهم في الغالب من الفئاتِ البادِئِةِ بِتلَمُّسِ مَطرحها وتَحُّسُّسِ دَورها، على شاكلة سياسيّين وإعلامييّن ومحلِّلين وإحْتصَاصيين ومنظِّرين ومُتخصِّصينَ وغيرِ عارفين وجُهَّالْ مُسَّبِعيِّ الكارِ في تسويقِ الحِقْدِ الأصفر…!”.

أضاف: “كلُّهم قبضوا أتعاب جيوبهم بحسب تسعيرة منصَّةِ ضمائرهم المنتهية الصلاحية و تَبَرَّعوا أَنْ يَجْتَهِدوا… فَتَحَدَّثوا وفَصَّلوا وتَنَبَّأوا وتّوَقّعوا، عمّا ستُسفِرُ عنه “أمُّ المعارك” بعدَ وَهْمِ إطلاقِ فضيحة جديدة أو الكشف عن فضيحةٍ مُخَبَّأَة، وهم ليسوا سوى أدوات مُوَظَّفةٍ أو جاهزة غَبَّ الطلب ليلبِسوا رداءَ التنظير الليلي والتبصير النَجْمي ويؤدّون مهماتهم في التضليل والتشويه والتشويش… والجمهور هو دائما الضحية…!”.

وتابع: “غَيرَ أَنَّ أحداً مَنْ نُجُومِ التَنجيمِ والتَفْصيلِ والتَرْكيبِ لَمْ يَذْكُرْ، وَلَوْ على سبيلِ رَفْعِ العَتَبِ والتَعادُلِ التَصنيفِيِّ، مَنْ هو “ابو المعارِك”؟ الكُلُّ يتكلم ويهذي ويُحَدِّد أخطار “أم المعارك” ودقة حالتها بكثير من العُنجُهيَّة والإدعائيّة والعَبْسِ والإضطرابِ والخَوْفِ على المصير، وكأنّهُ القابضُ على مِفتاحِ القَدَر وحامِلُ دَوَّارِ ساعَةِ الزمن!”.

وسأل: “هل المعارِكُ الإنتخابيّةُ لقيطةٌ؟ بِحَيْثُ أَنَّها تُنْسَبُ الى أُمِّها و يُجَهَّلُ أَبوها..!؟”.

وختم: “نَحْنُ اللبنانيين، أَبَاً عَنْ جَدٍ، شِبْهُ قَوْمٍ شُطَّارٌ في التَصْنيفِ، فُجَّارٌ في التَوْليفِ كُفَّارٌ في التَبْلِيف مَهَرَةٌ في التَسويف…!

في زمن البركات كُنَّا نَعْجِنْ الطَحِينَ بِعَرَقِ الجَبينِ، نَخْبِزُهُ على حَطَبِ الوَجْدِ والحَنينِ ..!

أمّا الان، فَلِشِدَّةِ كُفرنا وأَصالَةِ عُهْرِنا وعَرَاقَةِ مُكْرِنا، صرنا نَوَزِّعُهُ في العِيدِ كَعْكاً مُمَلَّحاً وعَسَلاً مِزَّاً و نبيذاً مُخلَّلاً كحَسَنَاتٍ نُذرِيَّةً للمُدْقَعِين فَقْراً، تَكْفيراً عنَ خَطَايانا ورَزَايانا التي وَرِثناها وتلكِ التي إقترفناها والتي لمْ نَقترَفْها بعد، والتي سَنُورِّثُها للآتين من أولادنا، هَدِيَّةَ حَصْرِ إِرث للأجيال التي قَدْ يَرْميها القَدَرُ بِمِقلاعِ الحضارَةِ الصَّوانيَّةِ ويَقذِفُها الى هذه الـ “هُنا” أوْ تلكَ “الـهُناك”، عن تَوَهُّمٍ و تجْهيل..!”.