روسيا: ندرس عروض استئناف العلاقات مع الغرب

روسيا: ندرس عروض استئناف العلاقات مع الغرب

24 ايار 2022

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين، إن موسكو ستدرس عروض استئناف العلاقات مع الغرب وتفكر فيما إذا كان ذلك ضرورياً، لكنها ستركز على تعزيز علاقاتها مع الصين.

وذكر لافروف في نقاش خلال فعالية بموسكو، بحسب نص نُشر على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت: “إذا أرادوا (الغرب) عرض شيء ما فيما يتعلق باستئناف العلاقات، فسننظر بجدية فيما إذا كنا سنحتاجه أم لا”.

وأضاف أن هدف موسكو الآن هو تعزيز علاقاتها مع الصين. وقال لافروف: “بما أن الغرب تبنى الآن (وضع دكتاتور)، ستنمو علاقاتنا الاقتصادية مع الصين بشكل أسرع”.

وأوضح أن هناك فرصة لتطوير التعاون مع الصين في مجال التكنولوجيا بما في ذلك الطاقة النووية، مضيفاً أن قدرات بكين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليست أسوأ من الغرب.

وبشأن التعاون مع الصين على الصعيد الدولي، قال لافروف: “نحن والصين مهتمون برؤية الغرب يتوقف عن إعاقة العمليات الطبيعية لإرساء الديمقراطية في العلاقات الدولية، وإقامة تعددية قطبية حقيقية، ما يعكس الثقل الحقيقي للدول في العالم المتغير”.

وأضاف: “عندما نقول إننا نؤيد علاقات دولية أكثر ديمقراطية، فإننا لا نحاول كتابة بعض القواعد الجديدة، كما يفعل الغرب، لكننا نؤكد أنه من الممكن ضمان الديمقراطية على المستوى الدولي من خلال العودة إلى أصول الأمم المتحدة”.

واتهم لافروف الغرب بالعمل على إجبار روسيا على العيش وفق قواعده وليس وفق القانون الدولي على حد تعبيره، مشيراً إلى أن الغربيين يغيرون تلك القواعد كما يشاؤون.

وتابع: “لقد أرادوا تدمير يوغوسلافيا، واستولوا على كوسوفو واعترفوا بها. قالوا إن هذا حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى العكس من ذلك رفضت الدول الغربية استفتاء سكان القرم في عام 2014 الذي اختاروا فيه الانضمام لروسيا”.

وجدد لافروف التأكيد على أن موسكو تدافع عن مصالحها الأمنية، لافتاً إلى أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” خالف تعهداته وتوسع نحو الشرق 5 مرات مقترباً من الحدود الروسية، وأن روسيا حذرت من أن انضمام أوكرانيا أو غيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة “خط أحمر”.

وأشار إلى أن الناتو يحاول “ابتلاع” أوكرانيا، التي رفضت قيادتها الامتثال لاتفاقيات مينسك بشأن مناطق شرق أوكرانيا الناطقة بالروسية، وتم منع التعامل بالروسية والترويج لـ”رموز نازية”، وإنشاء كتائب بمساعدة مدربين غربيين لتثقيف مقاتليها “بروح النازية الجديدة”، مضيفاً أنه شرح تلك التهديدات للمسؤولين الغربيين إلا أنهم “لم يهتموا”.

وأوضح أن الناتو كان يعلم جيداً أن توسع الحلف غير مقبول لدى موسكو، ومع ذلك رفض مراراً اقتراحات روسية لإبرام معاهدة خاصة تضمن أمن جميع البلدان بما فيها أوكرانيا.

وأفاد وزير الخارجية الروسي بأن ما أسماه قواعد الغرب ومصالحه دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن الحرب على العراق عام 2003، وبعد سنوات اتضح أنه لا توجد أسلحة دمار شامل.

وأردف: “لقد دمروا البلاد، وما زالت غير قادرة على إعادة الدولة”، وتطرق إلى الوضع في ليبيا قائلاً إن الغرب قصف “دولة مزدهرة” وإن كانت حقوق الإنسان ليست على ما يرام، وتابع: “ليبيا الآن ليست دولة، لكنها أرض توجد عليها العديد من القوى السياسية والعسكرية”.

وشدد على استمرار بلاده في حماية الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وكذلك العمل على “عدم تجاهل المصالح الأمنية الروسية”.

ولفت إلى أن خروج روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جاء استباقاً لطردها، مضيفاً أن المجلس فقد مصداقيته قبل وقت طويل من الوضع الحالي في أوكرانيا.

وأضاف أن موسكو تركت “مجلس أوروبا” لأنه أصبح “أداة” للولايات المتحدة على الرغم من عدم عضويتها به.

ولفت إلى أن الأميركيين بدأوا منذ 5 سنوات “خصخصة” أمانات المنظمات الدولية بوضع “أفرادهم” في مناصب قيادية.

وذكر أن بعض الدبلوماسيين من عدة دول أبلغوه أن الولايات المتحدة تمارس “ابتزازاً مباشراً” عليهم قبل التصويت في الأمم المتحدة على القرارات التي يحتاجها الغرب.

وتحدث لافروف عن محاولات غربية لخلق خلافات في آسيا، مشيراً إلى “محاولة جر الهند إلى صيغ مناهضة للصين”، في إشارة للتحالف الرباعي “كواد” الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا إلى جانب الهند.

واستدرك أن “أصدقاؤنا الهنود يدركون جيداً أن هذه ألعاب غير صحيحة إلى حد ما. إنهم يدافعون عن حقيقة أنهم مستعدون للانخراط في مشاريع اقتصادية في إطار هذه الرباعية، لكنهم لن يدعموا بأي حال إعطاء بُعد عسكري لهذه الرباعية”.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده تعمل على تدعيم علاقاتها التجارية مع الدول التي تستخدم عملاتها الوطنية في التبادلات التجارية، مثل الهند والصين وإيران، معتبراً أن الوضع الحالي تحد وفرصة في نفس الوقت.

وأضاف أن موسكو ستدعم شراكاتها مع المجموعات الاقتصادية بعيداً عن الغرب، مثل مجموعة “بريكس”.

وقال: “أنا مقتنع بأن هذا هو الطريق الصحيح. إن الأمل في (عودة ماكدونالدز) يعني الجلوس مرة أخرى وعدم القيام بأي شيء، في انتظار وصول قطع الغيار وتزويدنا ببعض المكونات وأشباه الموصلات. لا، لقد أثبت شركاؤنا الغربيون، وليس للمرة الأولى، أنهم غير قادرين على التفاوض”.