خريطة طريق الحياد ومؤتمر دولي أنجزا… يداً بيد مع نواب المعارضة لعودة لبنان إلى الدولة

خريطة طريق الحياد ومؤتمر دولي أنجزا… يداً بيد مع نواب المعارضة لعودة لبنان إلى الدولة

المصدر: المركزية
25 ايار 2022

10 أيام مرت على استحقاق الإنتخابات النيابية وحتى اللحظة لا تزال المعارك الكلامية تدور وكأن الانتخابات لم تحصل ولم يدل الشعب بأصواته في صناديق الإقتراع. وبعيدا من سجالات “كتلتي أكبر من كتلتك” وبغض النظر عن الواقع الذي يثبت وبالأرقام أن أصوات غالبية اللبنانيين الذين اقترعوا لمرشحي السيادة والمعارضة والتغييريين فإن كلمة حزب السلاح غير الشرعي وحلفائه من فريق الممانعة لا تزال تلعلع وتهدد بفرض شروطها سواء على موقع رئاسة المجلس النيابي الجديد وشكل الحكومة العتيدة ولاحقا موقع رئاسة الجمهورية وإلا…فوضى وفراغ.

هذا الجدل البيزنطي المدعوم بسطوة سلاح حزب الله سينتقل حتما إلى برلمان الشعب حيث لا أكثرية ولا أقلية بحسب نتائج الإنتخابات الأخيرة إنما كتل معارضة وتغييرية في وجه كتلة متراصة مشروعها قيام دولة لا تشبه هوية لبنان الميثاق والسيادة والتعددية الثقافية والحضارية. وعلى هذه الجدلية ستنطلق أعمال المجلس الجديد الذي قد تغيب عنه مشاريع القوانين في ظل التركيبة الحالية. فهل يكون الإنتصار الحقيقي الذي أنجزه الشعب التواق إلى العيش في لبنان سويسرا الشرق ودولة الحياد والسيادة مجرد انتصار وهمي على رغم كل المساعي التي سيبذلها نواب المعارضة لاستعادة هذا “اللبنان”، أم تكون الخطة الموازية التي بدأ العمل عليها بدءا من نداء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في 27 شباط 2021 تحت عنوان الحياد وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان خشبة الخلاص التي ستعيد لبنان إلى الدولة بعدما غيبتها الدويلة عن خارطة السيادة؟

في 23 نيسان الماضي نظمت لجنة تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان والاتحاد المسيحي العالمي، ورشة عمل بعنوان “الحياد والمؤتمر الدولي الخاص بلبنان” برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم في بيت عنيا – حريصا. وعلى رغم أهمية المؤتمر الذي حاكى المجتمع الدولي وتمثل بشخصيات من الكونغرس الأميركي والإتحاد الأوروبي وسواهم من المجتمع الدولي إضافة إلى شخصيات فكرية، إلا أن ورشة التحضير للإنتخابات النيابية غيبت مفاعيله، علما أن اللحظة التي عُقِد فيها تقارب في دقتها واقع مؤتمر فيينا، وحياد سويسرا الذي كفله ذلك المؤتمر بغطاء فاتيكاني.

وفي وقت عاد الكلام عن ضرورة عقد مؤتمر دولي لبحث أزمة لبنان بعدما ثبت أن العلة الأساسية والمحورية لوصوله إلى هذا الدرك هو سيطرة الإحتلال الإيراني وسلاح حزب الله مما يهدد بفقدان لبنان هويته، عاد صدى مطلب الراعي بإعلان حياد لبنان الإيجابي ينشط في ارجاء الدولة وصولا إلى المحافل الدولية بعدما أيقن المعنيون أن خروج الدولة أو قوى لبنانية عن سياسة الحياد هو السبب الرئيس لكل أزماتنا الوطنية والحروب التي وقعت في لبنان وأن كل ما طرح رُفض لتبقى الفوضى وتسقط الدولة، ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة عدا عن أن كل الحلول الأخرى حائطا مسدودا.

رئيس لجنة متابعة تنفيذ قرارات الامم المتحدة الخاصة بلبنان طوني نيسي أوضح ل”المركزية” أنه “عندما طرح الراعي فكرة الحياد وعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان تعرض لهجوم غير مسبوق من قبل محور حزب الله وحلفائه كون مطلب الحياد يدخل في صلب الميثاق الوطني ويقف سدا منيعا في وجه مشروع دولة إيران وحزب الله. وحتى عندما تحول مطلب الراعي إلى مشروع وطني استمر الهجوم”. ولفت إلى أن على رغم المشهد التغييري الجديد في مجلس النواب، إلا أنه لن يغير شيئا في المشهد السياسي “وقد قلنا ذلك منذ بدء عملية التحضير للإنتخابات، لأن الحزب يفرض نفسه بالسلاح، وهذا ما يتبين اليوم من خلال الخطابات والمشاريع التي يتم تسويقها مع حلفائه بهدف فرض رؤيتهم على كل مفاصل السياسة والمؤسسات، وبالتالي نحن أمام معادلة إما أن يسيطر حزب الله على المجلس النيابي أو يصبح مشلولا ومعطلا”.

“تركيبة المجلس لن تتمكن من إيجاد حل لسلاح حزب الله” بهذه القناعة خرج نيسي بعد صدور النتائج والحل الوحيد في رأيه يكمن بتأمين رعاية دولية للوصول إلى حل شامل يحاكي طرح الراعي أي إعلان حياد لبنان عبر مؤتمر دولي وفق البنود التي تضمنها وهي تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وإيجاد حل جذري للجوء السوري والفلسطيني وقبول الأمم المتحدة بحياد لبنان ومساعدته للنهوض إقتصاديا وإعادة تكوين السلطة بعد تسليم السلاح غير الشرعي للدولة وترسيم الحدود البحرية والبرية “.

خارطة الطريق التي وضعتها بكركي بمحاكاة المجتمع الدولي باتت جاهزة. ينقص التنفيذ، أي الوصول إلى اللحظة التي يتقرر فيها موعد انعقاد المؤتمر الدولي لبحث أزمة لبنان والذي سيشكل خشبة الخلاص الوحيدة. لكن الوصول إليها لا يخلو من العقبات والمطبات، “المهم أن نصل بأقل ضرر وخطر ممكن” يقول نيسي. وعن إمكانية التعاون مع نواب المعارضة والتغييريين قال” ندعو جميع النواب والقادة والسياسيين الذين يحملون نداء الراعي ومطلبه إلى التكاتف ووضع اليد معنا . فخارطة الطريق موجودة والمطلوب العمل عليها للوصول إلى لبنان الدولة بعدما بات الكل على يقين بأن حل مشكلة سلاح حزب الله ليست داخلية إنما دولية …عم نعطيكن الحل ونحنا معهم يدا بيد”.