خاص: اليكم الاسباب الحقيقية وراء ارتفاع الدولار

خاص: اليكم الاسباب الحقيقية وراء ارتفاع الدولار

26 ايار 2022

افادت مصادر صحفية لموقع “Beirut24″، بأنّ “ارتفاع الدولار السريع والحاد والمفاجئ الذي جاء مواكبةً لانتهاء الانتخابات النيابية، يعود الى الرّسائل التي اوصلتها الانتخابات للمواطن اللبناني، واغلب الظنّ انّها كانت رسائل استمرار بانعدام الثقة بالدولة اللبنانية، وذلك بسبب مكوّنات السلطة السياسيّة التي عمّت بالبلد فسادًا وكذلك انهيار الاقتصاد، وعادت السلطة ذاتها ترشّحت للانتخابات النيابية وعملت مكيناتها الانتخابية بقوّة واستطاعت ان تحقّق نتائج، امّا التغييريين التقليديين وكذلك الجدد لم يستطيعوا ايصال رسالة ثقةٍ للمواطن، لأنّ التقليديين منهم شغلوا انفسهم بعدّ اصواتهم ومقاعدهم بعد الانتخابات، وكذلك تهنئة بعضهم البعض بتحقيقهم انتصارات، والتغييريين الجدد يفتقدون الى الوعي المهني، خصوصًا بالنسبة للعمل بسلطة تشريعية مثل مجلس النوّاب، ونلاحظ أنّ الانتهاء من الانتخابات ليست بالضرورة ان تكون تشكيل السلطة التشريعية التي نريدها، وكأن التغييريين تفاجؤوا بأن رئيس مجلس النوّاب سوف يكون من الطائفة الشيعيّة وان المقاعد ال27 الشيعية في المجلس الجديد موزّعة بين “حركة امل” و”حزب الله”، وكذلك تفاجؤوا أن الرئيس نبيه برّي ما زال مهتمًا بالمنصب الرئاسي، وكلّ هذه الأمور لا تبعث بالثقة، وهذا ما يعطي مساحةً وذخيرة للمحتكرين والمضاربين ان يعودوا وينخرطوا بسوق صرف الدولار واستغلالها واستثمارها الى اقصى حدود”.

واعتقدت المصادر عينها، أنّ “مصرف لبنان وهو اكثر مَن يتمتّع بالسيولة اللبنانية وهي تفيض عن حاجته فهناك احتمال كبير ان يكون قد تدخّل مباشرةً خلال الانتخابات وفيما بعدها، باستبدال الاوراق النقدية اللبنانية بالدولار كي يعزّز احطياطي الدولار وانخرط كذلك بالسوق السوداء واشترى العملة الصعبة”.

وتابعت أنّ “اهميّة وحلاوة السوق السوداء تكمن بأنّ التبادل فيها يكون حرًّا بنسبة 100%، وما دمنا نشتري بالنقدي تبقى هويّة المتبادلين غير معروفة، اي انّ مطلق شخص يستطيع التبادل، بينما الاسواق الاخرى مضبوطة وعليها ضوابط كثيرة وامكانية اخفاء هويّة المتبادل في تلك الاسواق مستحيلة، قلهذا السبب بات السوق السوداء يتمتّع بهذه الحريّة واستغلالها واستثمارها واقع، لأن ليس هناك من سبب لارتفاع الدولار وكلّنا على دراية ان السوق السوداء او سوق “صيرفة” السعر فيهما لا يتحدّد بحسب العرض والطلب، لأننا اليوم اذا توجهنا الى محلّات الصرّافين فكلّهم يقولون ان كلّ الناس تتوجّه لبيع دولاراتهم ولكن لا احد يشتريها، بسبب عدم وجود طلبات استثنائيّة على الدولار، فالدولارات التي تحتاج اليها الدولة لتمويل شراء الطحين والادوية وتموّل دعم استيراد المحروقات تستعمل حقوق السحب الخاص للبنان، اي تستعمل الدولار لدفع تلك الحاجات بالدولار ولا تدخل الى السوق طالبةً شراء الدولار، وهذه حسابات وزارة المالية لدى مصرف لبنان”.

واضافت المصادر، انّ “البنك الدولي سيقرض لبنان لتمويل شراء الطحين، اي ليس هناك من طلب استثنائي بتاتًا على الدولار ليبرر هذا الارتفاع الحاد والسريع بسعر الصرف إلّا الاشياء التي ذكرناها اي اللا ثقة وتدخّل مصرف لبنان الذي لا يحمل الكمّ الهائل من الأوراق النقديّة بالعملة اللبنانية ليدفع ثمن الاوراق النقديّة بالدولار”.