خاص: جهوزية الوزارة يقابلها ضياع الطلاب

يعيش طلاب الشهادة الرسمية في ضياع ما بعده ضياع وإرباكٍ ما بعده إرباك. وكأنّ كلّ المآسي الاقتصادية والاجتماعية التي يحاولون تناسيها أو التآخي معها لقساوتها لا تكفيهم فتأتي الامتحانات الرسمية لتزيد الطين بلّة. الامتحانات قائمة وفي مواعيدها هذا ما تؤكده يوميًّا وزارة التربية كونها استطاعت تأمين المستلزمات اللوجستيّة المطلوبة. أساتذة المدارس الخاصة استُبدِلوا بأساتذة المدارس الرسميّة . ولكن هل درست الوزارة جهوزيّة الطلاب؟ صحيح أنّ المناهج قد عُدّلت ودروس حُذفت ومواد باتت اختياريّة ولكن الطالب يقف عاجزًا فهو لا يملك بين يديه ولو حتّى نموذجًا واحدًا يحتذي به. الطالب لا يعرف آلية طرح الأسئلة هل هي شبيهة بنماذج الدورات السابقة أم هناك آلية جديدة معتمدة في طرح الأسئلة؟ الامتحانات الرسميّة ضروريّة وأولويّة ولكن من واجب الوزارة طمأنة الطلاب وطرح نماذج تُهدئ من روعهم. نماذج يستطيعون الارتكاز عليها في دروسهم لكي لا يشعروا أنهم ماضون نحو المجهول. على وزارة التربية العمل على جهوزية الطلاب أكثر من جهوزية أرضيتها وإحاطتهم ومدّهم بجرعة أمل وطمأنينة. على وزارة التربية مراعاة الظروف التربويّة التى عانى منها طلاب الرسمي خصوصًا فهم لم يرتادوا المدرسة إلا لأسابيع معدودة فكيف لهم استيعاب هذا الكمّ الهائل من المعلومات والمناهج المُتحجّرة. على وزارة التربية إجراء امتحانات عادلة من خلال وضع مسابقات تنصِف الطلاب وتفيهم تعبهم وجهودهم ليبقى لبنان منارة الشّرق.