خاص- 8 أطفالٍ مهدّدون بالأميّة في جزّين…

خاص- 8 أطفالٍ مهدّدون بالأميّة في جزّين…

الكاتب: أسعد نمّور
21 حزيران 2022

قضيتي اليوم، من منطقة جزّين، حيث افتتح “كاريتاس” مركزًا لتعليم الأطفال ذوي الصعوبات التعلّميّة.

قضيتي اليوم، قضيّية ثمانية أطفالٍ مهدّدون بالجهل والأميّة، بعد أن طردتهم مدارس المنطقة كافّة بحجّة عدم المقدرة على تحمّل مسؤوليّتهم، فاتخذوا من المؤسّسة المذكورة ملاذًا آمنًا كي يعيشوا حياةً طبيعيّة يتعلّمون خلالها فكّ أحرف الهجاء وربط الجمل.

ولكن اليوم، وبعد خمس سنواتٍ على افتتاح أبواب المركز، أعلنت “كاريتاس” أنّها لا تستطيع تحمّل عبء الأطفال بعد اليوم، والحجّة الأساس “عم تخسّر معنا”، غير آبهة بما سيحلّ بالأطفال الثمانية المرفوضين في المدارس العاديّة. وما بات معلومًا أنّ مركز الجمعيّة هو تقدمة من أحد الخيّرين، وكذلك مبلغٌ مالي يدفع بالسنة للمؤسسة، ويتجاوز التمويل السنوي من المنطقة الخمسين ألف دولار.

ومع العلم أنّ مؤسّسة كاريتاس مبدئيًا هي مؤسسة “لا تبغى الرّبح”، ولكن لنفترض أنّها مؤسسة باغية للربح، فأي مؤسّسة لا تسوّق لما لديها لن تستقطب أعدادًا للتسجيل، فكيف اذا كانت تعمل مع حالاتٍ تستوجب عناية إضافيّة؟

فإذا دخلنا الى موقع “كاريتاس” الرسمي، أو حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعيّة، مركز شواليق غير موجود في الاساس، واذا سألنا في منطقة جزّين، قلّة من يعرفون أنّ هناك مركزًا مختصًا بحالاتٍ مشابهة، حتى موقع المركز مجهولٌ في المنطقة، وإذا مررنا جنب المراكز لا لافتة تدلّ على أنّه المركز ولا حتى اشارة. فعلى أيّ أساسٍ سيسجّل الناس أطفالهم؟

همّنا الوحيد والأوحد اليوم، هو همّ هؤلاء الأطفال الذين لا نريد لهم سوى أنّ يحصّلوا أبسط درجات التعلّم وألّا يكونوا ضحيّة الجهل والأميّة.