خاص- بين الوزير القبضاي والتاجر الفاجر… خبز “بحّ”

بين الوزير القبضاي والتاجر القوي… طار الرغيف.

في الأمس كانوا يمنوننا بربطة خبز أما اليوم ولا حتى برغيف. الرغيف مقطوع لأن الطحين المدعوم إما مفقود وإما منتهي الصلاحيّة. ولكن الكرواسان والباغيت والسندويش كلّها متوفرة وبكثرة. الخبز غائب عن رفوف الأفران والمحال والهدف الإمعان بإذلالنا وككلّ مرّة يفتعلون أزمة. يزحف اللبناني المكسور اللاهث وراء لقمة عيشه للوقوف بالطوابير وتحمّل الإهانات والاستجداء. فالوزير يؤكد وجود كميات من الطحين تكفي لأسابيع ويطالب بوقف السرقة ونهب أموال الناس وخبزهم. التجار الفُجّار يؤكدون نفاذ الكميّة. مَن الصادق، مَنِ الكاذب ومَنِ المسؤول؟ مافيا الطحين تتحكم بلقمة الفقير . لعبة شدّ الحبال تتحكّم بأفواه جائعة بأبٍ بات عاجزًا حتى عن تأمين الرغيف لصغاره. غدًا يُرفع الدعم عن الطحين فتغرق به الأسواق. ولكن ماذا ننتظز لنصرخ كفى. كفى رضوخًا كفى قبولًا بالذلّ الذي بات قوتنا اليومي؟ إلى متى سنبقى مكسورين عاجزين عن المواجهة؟ مواجهة بطشهم وإثبات جبروتهم؟ أين هم النوّاب الذين وعدونا بالتغيير لا يحاسبون وزيرًا أو تاجرًا؟ أين هم الثوار لا يفترشون الطرقات لقلب الموازين وإعلاء الصوت؟