“الجبهة السيادية”: معارضتنا مدنية سلمية وسلاحها الكلمة

“الجبهة السيادية”: معارضتنا مدنية سلمية وسلاحها الكلمة

24 حزيران 2022

أوضحت الجبهة السيادية من أجل لبنان، أن “لبنان يتراجع 23 مرتبة دفعة واحدة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة وهو اليوم يحتل المرتبة 130 من أصل 180 دولة في حين كنا العام الماضي في المرتبة 107 وهذا التصنيف صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود.. ولا بد من التذكير بقضية اختطاف المصور اللبناني سمير كساب منذ 9 سنوات داخل الأراضي السورية”.

وأضافت في بيان، “في النصوص أوضاع الحريات في لبنان بألف خير فالدستور اللبناني يكفل حرية الرأي وكذلك المواثيق الدولية التي صادق عليها لبنان ولعل الفقرة (ب) من مقدمة الدستور اللبناني أوضح صورة لأهم نص يعلو ولا يعلى عليه: لبنان عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم بمواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات من دون استثناء”.

وأثار البيان “الملاحقات والادعاءات في حق الناشطين وقادة الرأي والصحافيين بالعشرات”، مشيراً الى انه “كأننا في دولة بوليسية ممنوع فيها التعبير عن الرأي”، متمنياً لو “ان هذه الهمة والنشاط يبرزان في ملاحقة حملة السلاح المتفلت والمطلوبين أمام عدالة المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ إلا إذا كان التعبير عن الرأي بات أخطر على الأمن القومي من الجرائم الجنائية”.

وتابع، “منذ اندلاع انتفاضة تشرين الأول 2019 والحملة الشرسة ضد معارضي طاقم الحكم وكذلك المعارضة في وجه ميليشيا حزب الله تأخذ طابعاً عنفياً وجزء منه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأتباع السلطة والمحازبين والموالين للميليشيا يسلكون طريقا لا يقل عن ممارسة القمع والإرهاب المسلح حيث نشهد لحملات تكفيرية تخوينية هدّامة غير مسبوقة في مجتمعنا اللبناني”.

وأضاف، “حتى في الانتخابات الأخيرة إذ حصل اعتداء جسدي على مرشحين طاولهم مع أفراد عائلاتهم ومنهم من سحب ترشيحه تحت وطأة التهديد بالقتل لكن السلطة هنا كانت شاهد ما شافش حاجة… ولا بد من الإشارة هنا الى الإعلام الأصفر الذي وفي أحيان كثيرة يسرب محاضر تحقيقات عبر صفحاته الأمر الذي يدعو الى التشكيك بالتحقيقات ومن يقف وراءها.”

وأشار الى أنه “خلال السنوات القليلة الماضية شهدنا تدهوراً خطيراً على مستوى حرية التعبير والتأثير على الحريات الإعلامية في لبنان الأمر الذي حدا بمنظمة هيومن رايتس ووتش ومعها أكثر من 13 مؤسسة لبنانية ودولية الى توحيد الجهود لمواجهة محاولات السلطة في قمعها للحريات العامة.

ومما لا شك فيه أن اغتيال المفكر والمعارض لقمان سليم كان من أبشع صور قمع الحرية عبر التصفية الجسدية والأخطر أن ملف التحقيق حتى اللحظة لم يصل الى أية نتائج والعائلة تنتظر إشارات حول خلفيات قتل ابنها الذي كان سلاحه الوحيد القلم والفكر والكتاب والموقف”.

ولفت البيان الى انه “كلنا بتنا في دائرة الخطر. وكلنا أصبحنا عرضة للتهديد في حين أن معارضتنا كانت وستبقى معارضة مدنية سلمية سلاحها الموقف والكلمة لكن من الواضح أننا نواجه أخطبوطا إرهابياً لا يفقه إلا بلغة القتل والتصفيات والتضييق والإلغاء.” وقال، إن “المضايقات والملاحقات من قبل الأجهزة ضد قادة الرأي في لبنان لا يمكن السكوت عنها وقد شهدنا عشرات الاعتداءات على المتظاهرين خلال تعبيرهم عن رأيهم بوسائل وطرق سلمية وحضارية”.

وأردف، “في حين يفلت المرتكبون من العقاب يصار الى استدعاء العشرات أمام المفارز والمخافر والمحكمة العسكرية لاستجوابهم بتهم جنائية تتعلق بالقدح والذم وكأن جرم القدح والذم بات أخطر من الذين فجروا بيروت أو من أرتال المسلحين الذي قاموا بغزوة عين الرمانة”، سائلاً “أين أصبحت شكوى أهالي عين الرمانة ضد زعيم حزب الله حسن نصرلله؟ وماذا عن الإخباريات العديدة ومنها قضية القرض الحسن؟ لبنان كان وسيبقى منارة للحريات العامة ولحرية التعبير ولحرية الصحافة ولحرية الرأي ولحرية الأحزاب. والسياسي مهما علا شأنه الذي لا يتحمل الرأي الآخر ولو كان معارضا له لا يستحق أن يبقى لحظة على كرسيه.. ما من أحد اعتدى على صحافي في لبنان أو صاحب رأي إلا وخسر والرابح دائما الحرية”.

ودعا البيان الى الكف عن الملاحقات في “حق الإعلاميات والإعلاميين”، سائلاً “هل يعقل أن عدد التحقيقات في قضايا القدح والذم فاقت الخمسة آلاف تحقيق؟”.

وتابع، “الجبهة السيادية من أجل لبنان، تعتبر أن مكانة لبنان كمنارة الحريات يجب المحافظة عليها والملاحقات الجنائية والاعتقال وحجز الحرية يتناقض مع الدستور وشرعة حقوق الإنسان وإننا في الجبهة سنواكب هذه القضية كونها قضية جوهرية ذات صلة بوجودنا الحر بسمعتنا وبتاريخ هذه الأرض الممتلئ بالحرية والكرامة والصحافة الحرة”.​