يزبك: نتفق مع “الاشتراكي” على المبادئ

يزبك: نتفق مع “الاشتراكي” على المبادئ

المصدر: المركزية
30 حزيران 2022

بدأت العلاقة تتطور تدريجياً بين حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي مع مصالحة الجبل التي أرسى قواعدها البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله صفير ‏ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عام 2000، وصولاً إلى التنسيق بينهما في الانتخابات النيابية التي جرت في 15 أيار الماضي. وعلى الرغم من عدم الاتفاق بينهما حول الملف الحكومي أخيراً، اذ قرر الأول عدم التسمية فيما سمى الثاني القاضي نواف سلام، الا أنهما متفقان على عدد من الثوابت والمسلمات والتنسيق دائم ومستمر، فهل ينسحب على انتخابات رئاسة الجمهورية ويقفان خلف مرشح واحد. وما هي المبادئ التي يرتكز عليها الجانبان في علاقتهما؟

في السياق، يؤكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك ‏لـ”المركزية”، ان “التمايزات بين الفريقين لا تمسّ بعمق العلاقة وتجذرها، إذ يجب الأخذ في الاعتبار اننا لسنا حزباً واحداً، كما ان هناك خصوصية أساسية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نتفهمها ونحترمها، واحدى هذه الخصوصيات، خارج إطار الاستراتيجيات ووضعه ضمن الطائفة الدرزية ووضع الطائفة ضمن التركيبة الوطنية، اذ ثمة علاقة خاصة ومستمرة، منذ أكثر من 40 عاماً بين جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. عندما أقدمنا على انتخاب رئيس المجلس الجديد ونائبه، كان جنبلاط بكامل الوضوح بأنه سيصوت لبري، أولاً انسجاماً مع علاقته التاريخية معه وثانياً انطلاقاً من أن لا مرشح منافساً له وسينجح في كل الأحوال، وبالتالي لا يريد ان تشوب هذه العلاقة أي شائبة. ولنسلّم جدلاً أنها آخر رئاسة لمجلس النواب لبري. بعد ذلك، كان توافق وتنسيق واضح بين القوات والاشتراكي في انتخابات نيابة رئاسة المجلس. أما في موضوع التسمية في رئاسة الحكومة فكان تمايز بنّاء بيننا. هم لم يذهبوا للتصويت لشخص غير مقتنعين به او لا يستوفي كل الشروط التي وضعناها كحزب القوات او كاشتراكي، لذلك صوتوا للقاضي نواف سلام. لكن بعد ذلك، بات التنسيق أعمق أكان من خلال الإعلان عن عدم المشاركة في الحكومة وعدم إعطائها الثقة، أو من خلال العمل المجلسي اليومي، ولم تشب هذه العلاقة أي شائبة، على الاقل حتى اليوم. كما أننا نتفق معاً على شروط تشكيل الحكومة ونرفض التسليم بشروط ومطالب العهد أو أي دور لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤثر ومؤسس لاستمرار الحالة المعتبرة مجلسياً وحكومياً”.

عن الانتخابات الرئاسية، يقول يزبك، إننا “نتفق ايضاً على المبادئ نفسها، وكما قال رئيس حزب القوات سمير جعجع أمس، نحن ضد رئيس من 8 آذار وسنعمل على ايصال رئيس من 14 آذار، سيادي في المطلق من دون اي مسايرة او مداورة، وهذان مبدآن أساسيان لنا مع الاشتراكي. يبقى ان نتمكن من إقناع الطرف المعارض في مجلس النواب من أجل تكوين تكتل كبير من 67 نائباً لإيصال رئيس بهذه المواصفات الى السلطة”.

وعن اللقاءات بين الجانبين يقول، إننا “على تواصل دائم، ليس بالضرورة وجهاً لوجه، إنما في المقرات وكنواب في المجلس وعلى صعيد القيادة. كما ان الاتصالات والاجتماعات والزيارات قائمة حين تدعو الحاجة، وكلما اقتربنا من الاستحقاق الرئاسي فإن الوضع سيتطلب المزيد من الاجتماعات المكثفة وصولاً الى ما نطمح إليه وهو غرفة عمليات واحدة ننسق فيها معاً لإيصال الرئيس الذي نريد، لأن البلد لم يعد يحتمل هذا الوضع القائم”.

ورداً على سؤال بأن لا مرشحين معلنين للرئاسة حتى الساعة، يؤكد يزبك “الدستور لا يتطلب وجود مرشحين معلنين، ويمكن للنواب ان يجتمعوا ويختاروا أي شخصية يرونها مناسبة لتبوؤ المنصب، فيصبح رئيسا للجمهورية من دون ان يترشح. من المعروف ان هناك توجهات عامة أظهرت نفسها، كحالة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والحالة الهيولية غير المرتسمة التي تحوم حول قصر بعبدا والتي هي بين الرئيس وصهره جبران باسيل اللذين لم يفصحا بعد عن نفسيهما، لذلك اليوم لعبة الانتخابات الرئاسية واختيار الأشخاص مفتوحة، نأمل ان تكون صريحة واضحة ومعلنة حتى يعرف الشعب خياراته وما الذي ينتظره ونتمكن نحن من القيام بحركة مجلسية سياسية شعبية سيادية وطنية بكل المقاييس لإيصال الرئيس الذي يطمح اليه كل اللبنانيين ويكون رئيساً للبنانيين ويبدّي العام على الخاص ويمسك العصا من نصفها من دون ان يكون بذلك لا قرار له او رئيس من دون لون”.

ورداً على سؤال، “تتردد معلومات بأن الملف الرئاسي تمسكه فرنسا بمباركة أميركية فاتيكانية عربية، فهل من الممكن أن نشهد تدخلات خارجية؟”، يجيب، “لا أحبذ تدخل الدول برئاسة الجمهورية او بأي قرار في الداخل اللبناني، وهذا ليس كلاماً عاطفياً، لكن من خلال التجربة ولمس اليد تبيّن ان في كل مرة يتفق اللبنانيون على اي أمر او اي شخص او اي موقع تسقط قدرات كل الدول على التدخل اذا كانت تقصد التدخل سلباً، ويتعزز دور هذه الدول في حال جاء تدخلها إيجابياً وداعماً لمشروع ما، بخاصة اننا في بلد يحتاج الى كل مساعدة مادية ودبلوماسية لإعادة وضعه على سكة النهوض”.

من جهته، أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله لـ”المركزية”، ان “هناك اتفاقاً مع القوات على العناوين السياسية العريضة، والمواضيع السيادية وموقع لبنان على الخريطة ومصالحة الجبل، اما في التفاصيل الحكومية الدستورية الداخلية فلم ننجز اتفاقاً كاملاً بعد، نحن في حوار دائم ومستمر ونتقاطع مع القوات في أمور كثيرة ولكن لم ننجز حتى الآن اتفاقاً بمعنى الاتفاق السياسي الذي على أساسه من الممكن أن نخوض الاستحقاقات سوية، لكننا نأمل ان نصل الى ذلك”.

وعن التنسيق في الانتخابات الرئاسية، يقول، إننا “لم نناقش هذا الموضوع ضمن اللقاء الديمقراطي والحزب الاشتراكي. بعد ان ننجز تصورنا في هذا الموضوع نتحدث عنه. لكننا على تواصل دائم مع القوات وغيرها من الافرقاء السياسيين”.

وعن التدخلات الخارجية يجيب، “كحزب نتمنى ان يكون هناك رئيس صنع في لبنان، يحاكي متطلبات الاستقرار الداخلي وخطة التعافي الاقتصادي والانفتاح على العالم العربي والمجتمع الدولي”.