هل تضرب تسونامي “متوسطية” الاسكندرية وبيروت واسطنبول وتغرقهن؟!

تشير الاحصاءات في تقرير لمنظمة اليونيسكو العالمية ان احتمال حصول تسونامي في البحر المتوسط بموجة يزيد ارتفاعها عن متر واحد في السنوات الثلاثين المقبلة هو 100%! لذلك، فهي تطلق عملية توعية بيئية من أجل “الجهوزية بوجه التسونامي”. وذلك، في إطار سياسة الحد من المخاطر!وعادة ما تحصل التسونامي نتيجة هزات أرضية بنسبة 88%، ونتيجة البراكين بنسبة 10%، و2% نتيجة عوامل مناخية مختلفة…

1.657 سنة تفصل الاسكندرية اليوم عن التسونامي التاريخية التي ضربتها في العام 365 ميلادياً ودمرتها. وكانت موجة التسونامي التي “اجتاحت” الأسكندرية وأوقعت آلاف الضحايا وكميات هائلة من الخسائر قبل منتصف الألفية الأولى نتيجة “زلزال كريت” مقابل السواحل اليونانية والذي تمّ تقدير قوته بحوالى 8 درجات على مقياس ريختر. أي يعتبر زلزالاً مدمراً! مصر كانت أصيبت بزلزال مدمر بدرجة 5.6 ريختر وقع ضحيته حوالى 541 قتيل في العام 1992! ومن الطبيعي إن أكثر ما يتخوف منه الجيولوجيون المختصون هو زلزال على شواطىء اليونان وايطاليا. وهي المعتادة على الحركة الزلزالية.

ترغب اليونيسكو التحسب من كارثة طبيعية من الممكن تداركها، أو تدارك جزء منها! وذلك عبر تنفيذ برنامج تدريبي تمت تجربته في 40 مجتمعاً في 21 دولة في الكاراييب وعدد من دول المحيط الهادىء والمحيط الهندي. ويتم التركيز على دراسة وتنفيذ 12 مؤشر تختص بالمسح السابق وبالتحضير للمواجهة وبالمعالجة من النتائج. وعادة ما يتمتع الناس بفترة 20 دقيقة فقط “للهرب”!

ومن المفترض اذا ما حصلت التسونامي المرتقبة أن تكون الاسكندرية ودلتا النيل في حالة جهوزية. إذ إن موجة بارتفاع أكثر من متر واحد، قد تصل بسرعة 65 كم في الساعة وتؤدي الى وقوع ضحايا وخسائر بعد 20 الى 40 دقيقة على انطلاقها!

مدن عدة ستكون مهددة على المتوسط. وأبرزها اسطنبول ومارسيليا وكان… وبيروت!

اسطنبول القريبة من منطقة الزلازل اليونانية والايطالية مهددة بدورها جدياً من موجة التسونامي المرتقبة. وقد تكون فاتورة كارثتها كبيرة أيضاً، ما لم تتحضر لها.

آخر زلزال “مدمر” تعرض له لبنان ومدينة بيروت كان في العام 551 م. وكان بدرجة 7.6 ريختر وتسبب بتسونامي أوقعت حوالى 30.000 ضحية في بيروت وحدها. أما معظم الهزات الأرضية على الفوالق في لبنان فهي غير خطيرة ولا تتخطى 5 درجات إلا فيما ندر! وذلك لا يمنع من تعرض بيروت للتسونامي “متوسطية” وإن كان من غير المتوقع أن تتسبب بأضرار مساوية لما هو متوقع في الاسكندرية! وكذلك لا تعتبر شواطىء المتوسط العربية في نفس منزلة المخاطر!

اذا صدقت تقارير اليونيسكو، فإن التسونامي “المتوسطية” آتية لا محالة! وعليه، من الضروري جداً المشاركة في البرنامج الأممي للحد من مخاطرها، في وقت لا يمكن منع حدوثها ولا منع إحداثها لأضرار كبيرة في الاسكندرية بشكل خاص، كما في بيروت وغيرها من المدن الشاطئية المتوسطية!

• سمير سكاف
  رئيس جمعية غرين غلوب
  العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة