الأنباء اليابانية تكشف دوافع المتهم بقتل شينزو آبي… فهل هي سياسية؟

الأنباء اليابانية تكشف دوافع المتهم بقتل شينزو آبي… فهل هي سياسية؟

9 تموز 2022

كشفت مصادر مطلعة على التحقيقات الجارية مع المتهم بقتل شينزو آبي، عن الأسباب التي دفعته لاغتيال رئيس وزراء اليابان السابق.

ونقلت وكالة الأنباء اليابانية “كيودو” عن مصادر وصفتها بالمطلعة على التحقيقات، قولها إن تيتسويا ياماغامي، أبلغ الشرطة بتخطيطه لمهاجمة زعيم جماعة دينية يعتقد أنها تسببت في إفلاس والدته من خلال التبرعات.

وقالت المصادر إن ياماغامي، البالغ من العمر 41 عاما، أشار إلى عدم وجود أي ضغينة ضد آبي، لكنه شدد على دعم الأخير وترويجه للجماعة الدينية.

وبحسب المصادر فإن ياماغامي نفى أن يكون قتله لآبي نابعا من معارضته لمعتقداته السياسية.

وكان ياماغامي، العاطل عن العمل الآن، يعمل في مصنع بمنطقة كانساي منذ حوالي خريف عام 2020، لكنه استقال في أيار من هذا العام، وفقا لما ذكره موظف بوكالة التوظيف.

وعمل المتهم في قوة الدفاع الذاتي البحرية لمدة ثلاث سنوات تقريبا حتى آب 2005.

هل استهدف فعلاً “طائفة مون” بدايةً؟

أمام الشرطة، لم يستغرق تيتسويا ياماغامي وقتاً طويلاً للاعتراف بجريمته؛ لكنّ دوافعه لا تزال غامضة. فوفق هيئة الإذاعة اليابانية، أخبر ياماغامي المحقّقين بأنّه “مُحبط” من شينزو آبي وأنّه أطلق النار عليه بنيّة قتله.

وذكر مسؤول في شرطة منطقة نارا أنّ ياماغامي “قال إنّه كان يحمل ضغينة ضدّ منظمة معيّنة، واعترف بارتكاب الجريمة لأنّه يعتقد أنّ رئيس الوزراء السابق آبي كان على صلة به”.

وفيما لم يُسمّ المسؤول المنظّمة، أشارت وسائل الإعلام المحليّة في وقت لاحق إلى “الكنيسة التوحيديّة”، المعروفة في الغرب باسم “طائفة مون”.

وفق الهيئة وصحيفة “ماينيتشي”، كانت والدة ياماغامي ستنضمّ إلى الطائفة وتُنفق مبلغاً كبيراً من أموال العائلة في التبرّعات. وبحسب وكالة “كيودو” التي تستشهد بمصادر قريبة من التحقيق، كان القاتل يفكّر بدايةً بمهاجمة أحد المديرين التنفيذيّين للطائفة، التي يقع مقرّها على بعد أمتار قليلة من الاجتماع العام الذي عقده شينزو آبي. وبعدما تغيّب المدير، قرّر ياماغامي في اللحظة الأخيرة استهداف رئيس الوزراء الياباني القوميّ السابق، معتقداً أنّ الأخير كانت له صلات بالمجموعة الدينيّة، المعروفة أيضاً بمواقفها القوميّة.

لكن في الوقت الحالي، ترفض الشرطة ذكر اسم المنظمة المعنيّة، وتؤكّد أنّ ياماغامي علم عبر الإنترنت بزيارة شينزو آبي إلى نارا. كان سيذهب بالقطار إلى المحطة التي كان رئيس الوزراء السابق يلقي خطاباً أمامها.

و”الحركة التوحيديّة” هي حركة دينيّة جديدة تأسّست رسميّاً عام 1954 في عاصمة كوريا الجنوبيّة سول على يد الزعيم الديني ورجل الأعمال الكوري المثير للجدل سون ميونغ مون الذي اشتهر بنشاطه في الحقل الاجتماعيّ والسياسيّ.

يذكر أنّ اليابان لم تشهد حادثاً من هذا النوع “منذ أكثر من خمسين أو ستّين عاماً”، وفق المحاضر في جامعة “كاناغاوا” والمتخصّص في السياسة اليابانية كوري والاس.

وفي حديث لوكالة “فرانس برس”، أشار والاس إلى أنّ آخر حادثة مماثلة في اليابان كانت اغتيال إينينجيرو أسانوما، زعيم الحزب الاشتراكي الياباني في 1960 على يد طالب مقرّب من اليمين المتطرّف.

تطبّق اليابان واحداً من أشدّ القوانين صرامة في مراقبة الأسلحة في العالم. وعدد القتلى في حوادث إطلاق نار في البلد الذي يضمّ 125 مليون نسمة، ضئيل جدّاً. وإجراءات الحصول على ترخيص بندقيّة طويلة ومعقّدة حتّى للمواطنين اليابانيّين الذين عليهم أولاً الحصول على توصية من جمعيّة الرماية ثم الخضوع لمراقبة صارمة من الشرطة.