نفط لبنان وأوروبا.. “سمك في البحر”؟

نفط لبنان وأوروبا.. “سمك في البحر”؟

الكاتب: انطوان الفتى | المصدر: اخبار اليوم
13 تموز 2022

بدلاً من أن يستتروا، وأن يخجلوا من أنفسهم، لكونهم يعطّلون كل الحلول، ويعرقلون أي “نسمة حياة” في لبنان، يصرّ بعض من في هذا البلد على الحديث عن أن العالم “محروق” لاستخراج نفط وغاز لبنان، لسدّ حاجات أوروبا، وذلك بدلاً من أن يوقِفوا الضّحك على الناس، وينصرفوا الى الاهتمام بكلّ ما من شأنه فكّ الحصار عنّا.

شكليات

فأوروبا بحاجة الى مصادر طاقة بديلة من الروسيّة، وهذا صحيح. ولكن البلدان الأوروبيّة تحتاج الى تلك البدائل اليوم، أو ربما خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، وليس الى شراء سمك في البحر، قد تحصل عليه بعد أكثر من خمس أو سبع، أو عشر سنوات ربما.

فالحقيقة الوحيدة، هي أننا “مش عا بال حدا” في هذا العالم، إلا على صعيد بعض الشكليات الأساسية التي تمنع زوال لبنان بالكامل.

وإذا كنّا نشهد حركة للدّيبلوماسيّين الأجانب في بلدنا، فهذا لا يؤكّد أننا “على قيد الحياة”، بل على العكس ربما. فالمريض يستقطب حركة من حوله، والميت أيضاً، ونذكّر بأن منزل الثاني (الميت) يغصّ بالمعزّين، منذ أوان الإعلان عن وفاته.

والخوف الأساسي، هو من أن تكون الحركة الدّيبلوماسية، والخارجية عموماً في بلدنا، من ضمن الفلك السابق ذكره، وليست ضمن ذاك التحضيري لحقبات جديدة، ولمستقبل زاهر.

“عدّادات”

والحقيقة المرّة هي أننا فقدنا كلّ أدوارنا، الماليّة، والتربوية، والصحية… القديمة، وتلك التي كانت مُمكِنَة مستقبلاً.

والحقيقة المُؤلِمَة أيضاً، هي أننا تحوّلنا الى شعب في بلد بلا دور، ومن دون أي قيمة مُضافَة، ينتظر أسعار المحروقات، وتأمين المياه، والكهرباء، والطحين، والقمح، والخبز، والدّواء… بين “عدّاد” أزمات وآخر، وما بينهما من “عدّادات”.

تغيير

علّق مصدر سياسي على آخر المستجدات اللبنانية، فرأى أنه “رغم السوداوية اليوميّة التي تعصف باللّبنانيّين، إلا أن الوقت لا يزال مُتاحاً أمام لبنان، ليجد دوره بين دول العالم، من جديد”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “الدّنيا مُتحرّكة، والعلاقات السياسية والدولية متحرّكة أيضاً. والثابت فيها هو هذا التحرُّك الدائم، الذي يقود الى التغيير”.

ثبات

وأشار المصدر الى “أننا نمتلك الكثير من المميّزات والخصائص في لبنان، التي يمكننا أن نقدّمها للمنطقة، ولتطوير مختلف بلدان الشرق الأوسط، رغم كلّ ما نحن فيه”.

وأضاف: “لبنان لم يخسر خصائصه، ولكنّه يُعاني من واقع أنه مُصادَرْ في الوقت الحالي، ومن أنه رهينة بيد إيران. ولكن بمجرّد فكّ أَسْر لبنان من يد طهران، سنتمكّن من استعادة خصائصنا ومقوّماتنا، ومن العودة الى مواصفاتنا التي تحتاجها المنطقة، والنّظام العالمي كلّه أيضاً، وهذه ليست مبالغة”.

وختم: “لهذا السبب، نرى ثباتاً دائماً في العطف والاهتمام الدولي والعربي تجاه لبنان، مع دعوات متكرّرة لإنقاذ الشعب اللبناني من ممارسات إيران”.