رسالة من البابا فرنسيس لشباب لبنان

رسالة من البابا فرنسيس لشباب لبنان

18 تموز 2022

نقل أمین سرّ دولة الفاتيكان للبابا فرنسيس الكاردينال بییترو بارولین، خلال حفل تخرج أقامته الجامعة الأنطونية، رسالة من البابا فرنسيس الى طلاّب الجامعة، ومن خلالهم الى شباب كل لبنان، جاء فيها، أنه “يسرّ البابا فرنسيس أن يشارككم فرحتكم في مناسبة حفل تخريج طلبة الجامعة الأنطونيّة للعام 2022. وفي ظلّ الظروف الصعبة التي يعيشها بلدكم لبنان، يدعو الشباب الكثرين ألّا يفقدوا الأمل في مستقبل أفضل، مهما صعبت الأحوال، وأظلمت الآفاق”.

ولفت إلى أنه “أنتم برجائكم وبشجاعتكم ستبنون بلدكم من جديد، وتعيدون إليه كامل كرامته، ومعناه الفريد بين بلدان الشرق الأوسط. كونوا أقوياء. واعلموا أنّ الله قريب منكم، ويسير إلى جانبكم. آمنوا بحضوره بينكم، وبأمانته لكم وللبنان. ومثل الأرز، الذي لا تقهره العواصف، يسألكم أن ترفعوا نظركم إلى العلى لتروا نور الله ونور الأمل في ظلام الليل، وتثابروا بإيمان ومحبّة من أجل بناء بلدكم من جديد، لأنّكم أنتم المستقبل، وأنتم صانعوه، داعيًا إلى انتهاز “هذه الفرصة لأقدّم لكم التهاني القلبية”، طالبًا من “الربّ يسوع أن يأخذ بيدكم ويؤيّدكم لكلّ ما هو خير وسلام وفرح”.

بدوره هنأ السفير الباباوي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتيري، طلاب الجامعة الأنطونية على جهودهم وإنجازاتهم، خلال هذه السنوات التي كانت صعبة للغاية على لبنان.

وأشار إلى “أننا سمعنا للتو الرسالة التي أرسلها لكم البابا فرنسيس مع بركاته”، مشيرًا الى أن “البابا فرنسيس يولي أهمية كبيرة لطلاب الجامعة الأنطونية، ولكلّ الشّباب”، موضحًا أنه “يؤمن بكم وبرغبتكم في تغيير المجتمع، بهدف جعل العالم مكانًا أفضل، وهو يعتمد على إرادتكم في تجنب الظلم والفساد، ودعم التعايش الاجتماعي، والدفاع عن كرامة وحقوق كل إنسان، وحماية الطبيعة”.

وذكر أنه “كذلك يدرك البابا فرنسيس أن لطلاب الجامعة والشباب هنا في لبنان، كل الحقّ في أن يكونوا حزينين وقلقين وحتّى غاضبين بسبب ما يحدث في وطنهم الحبيب. مشيرًا الى أنه يعي تمامًا مشاكلكم ويطالب بتغيير جذري في قلب كل من يسبّبونها”، مشيرًا إلى أنه “علينا أن نتذكر أن الغضب والحزن، في حدّ ذاتهما، لا طائل منهما، ولكن يمكننا توجيههما لمساعدتنا في تحقيق أهداف إيجابية، لذلك لا تخافوا من التحدّيات التي تنتظركم”.

من جهته، أكّد رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ “أنني أعرف أن الأوضاع التي نعيش ليست ما أمِلتُم، ولا ما تمنّاه أهلُكم لكم يَوم راهنُوا على تعليمكم جوازَ عبور إلى الازدهار والنجاحِ والسعادة”.

ولفت إلى أنه “صحيح أنّ لبنان يمرُّ بواحدة من أصعب المراحل في تاريخه الحديث، وصحيح أنَّ العالم من حولنا يتخبَّط في نزاعات وحروب تهدِّد أمنَه ومستقبلَه وتُلقي بظلالها على خطوط إمداد الغذاء والطاقة، إلا أنَّ الصحيح أيضًا أن العالم من حيث الأفكار والابتكار بات قرية واحدة. لذا فالعالم كلُّه سوق عملِكم، العالم كلُّه متاحٌ لأفكاركم وطموحاتكم”.