خاص- الضفدع المخدوع والشعب الخنوع!

خاص- الضفدع المخدوع والشعب الخنوع!

الكاتب: ريتا رعد
26 تموز 2022

وأنا أتصفّح صور الذلّ على أبواب الأفران يوميّا تذكرت قصّة الضفدع أتعرفونها؟

ذات يوم دُفع بضفدع إلى وعاء مملوء بماء بارد ما سمح له بالسباحة والتنعّم بالهدوء. إلا أنّ النار كانت تشتعل تحت الوعاء ورغم ذلك كان يجد متعة تدعوه إلى مواصلة السباحة في المياه الفاترة.لكن ورغم تصاعد حرارة الماء لم يجد الضفدع في الأمر ما يدعو للريبة وتابع السباحة. ثمّ بدأ الماء بالغليان لكنّ الضفدع كان مثابرًا وهو ما دفعه إلى التحمّل والسكون. وفيما كان الضفدع مشدودًا إلى أسفل وقد خارت قواه كانت حرارة الماء تتصاعد حتى مات الضفدع من دون أن يتمكن من القفز وإنقاذ حياته!

ومن الواضح أننا نعيش اليوم نفس تجربة الضفدع فكلّما اشتعل أتون النار من تحتنا نُقنع أنفسنا بأننا كطائر الفينيق سننهض من تحت الركام فمن طابور ذلّ إلى آخر وآخر وآخر ونحن نتوهّم بأننا مناضلون ولكن في الحقيقة لسنا سوى ضفادع تنكوي بالنار ولا حول لنا إلا التمسك بأمجاد غابرة مسجونين في وعاء حار جدًا لا سبيل لنا للقفز منه إلى الخارج وإنقاذ ما تبقى منّا.

فنحن وبسبب انتماءاتنا، كيديّاتنا، خمولنا، ضعفنا، تقاعسنا،انكسارنا وقبولنا بهذا الكمّ من الذلّ نحترق بنار جهنّم التي وعدونا بها. ولكن ألم يبقَ فينا بعضًا من العنفوان وكِبر النفس فنقفز من الوعاء ونتمسّك بالحياة ونرفض الذلّ والخنوع والوقوف في طوابير مُبتكرة لا تنهي؟ إلى متى سنندب حظنا ونلوم القدر؟ ألم يَحِن الوقت لنغيّر قدرنا ونصنع حظّنا؟!