إحراق خيم النازحين السوريين وسيلة تعبير لبنانية لرفض وجودهم وإجبارهم على العودة إلى بلادهم

إحراق خيم النازحين السوريين وسيلة تعبير لبنانية لرفض وجودهم وإجبارهم على العودة إلى بلادهم

المصدر: القدس العربي
28 تموز 2022

تصاعدت الاعتداءات على مخيمات النازحين السوريين في لبنان، وأقدم لبنانيون على إحراق خيمهم في مناطق لبنانية مختلفة، بالتزامن مع تصريحات وبيانات رسمية وحزبية تطالب بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم نظرا لحالة الانهيار المعيشي التي يمر بها لبنان، وشعور اللبنانيين بأن وجود النازح السوري أصبح يشكل عبئا ثقيلا على الاقتصاد اللبناني الذي يتعرض للانهيار أصلا.

ويعتقد مصدر سياسي مطلع في اتصال اليوم مع “القدس العربي” أن إحراق خيم النازحين السوريين في شمال لبنان ومنطقة البقاع، والاعتداءات المتكررة على نازحين سوريين في مختلف المناطق اللبنانية، تتصاعد بدوافع عنصرية وانتقامية، وتشكل تعبيرا واضحا لرفض اللبنانيين أو معظم اللبنانيين لوجودهم في لبنان، وعامل ضغط لإجبارهم على العودة إلى بلادهم.

وأكد المصدر أن عمليات الانتقام من النازحين السوريين تصاعدت خلال الأيام الماضية، بعد اتهام السوريين بأحداث أمنية متعددة وعمليات سرقة وقتل ومحاولات الهجرة غير الشرعية إلى جانب ترويج المخدرات.

وما زاد الأمور تعقيدا (حسب المصدر) أن اللبناني وهو يقف في الطوابير لساعات أمام الأفران لشراء ربطة خبز لأطفاله، يجد النازح السوري يقف في نفس الطابور هو وأولاده وزوجته، ليحصل على عدة ربطات من الخبز يقوم بتهريبها إلى أقاربه في سوريا.

وختم بالقول: أسباب كثيرة تجعل اللبناني يطلب إعادة السوريين إلى بلادهم وأبرز هذه الأسباب حالة الانهيار الاقتصادي وفقدان المواد الغذائية والخبز من الأسواق.

وفي سياق ما تحدث عنه المصدر، أقدم لبنانيون خلال الساعات الماضية، على إحراق مخيم للاجئين السوريين في بلدة تل حياة التابعة لقضاء عكار شمالي لبنان وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمخيم للسوريين يحترق قام بتصويره شاب لبناني، متحدثا باعتزاز بهذا الحريق مطالبا بإعادة النازحين إلى بلادهم.

وقال موقع إخباري محلي، إن “عدداً من الشبان أقدموا على إضرام النيران داخل مخيم للنازحين السوريين في بلدة تل حياة بعكار”. ونقل الموقع عن مصادر أن “شباناً من عائلة دياب خويلد، أقدموا على حرق محل داخل المخيم رداً على مقتل ابنهم والذي وجدت جثته بالأمس على شاطئ البحر”. وطال الحريق 35 خيمة يسكنها نازحون، كما سُمعت أصوات انفجارات تبين أنها أسطوانات غاز انفجرت من جراء الحرائق.

وسارعت فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخماد الحريق بمؤازرة وحدات من الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة، وبعد جهود مضنية استمرت ساعات.

وسبق أن اندلع حريق داخل مخيم للاجئين السوريين في منطقة ببنين – عكار شمالي لبنان، أسفر عن احتراق عدد من الخيم بالكامل، وإصابة اثنين من النازحين، كما احترقت عشرات الخيم في مخيم “المنية” للنازحين السوريين شمال طرابلس، إثر خلاف بين سوريين ولبنانيين في المنطقة، كما أقدم شبّان لبنانيون على حرق مخيم للسوريين أيضاً في بلدة المحمرة بعكار.

وكان قد وقع اشكال في وقت سابق مع نازحين سوريين، في نفس المنطقة وقد تطور الاشكال الى اطلاق نار.

واثر توقيف عدد من الشبان على خلفية الحادثة، تظاهر ابناء المنطقة للمطالبة بضبط الوضع الامني والافراج عن شباب المنصورية بعد اظهار التحقيق براءتهم.

وفي سياق تصاعد الأحداث الأمنية مع السوريين في لبنان، تم العثور اليوم الاربعاء، على جثة سوري (ح ج 21 عاماً) مذبوحاً من الوريد الى الوريد، ومرمية بجانب مخيم للنازحين السوريين في بلدة شعت شمال مدينة بعلبك في ​البقاع شرق لبنان، وفتحت ​القوى الامنية​ تحقيقاً بالموضوع وبوشرت التحقيقات.

وفي بلدة الصرفند جنوب لبنان، أعلن بيان لقوى الأمن الداخلي عن”وقوع جريمة قتل، راح ضحيتها الفتى السوري خ.ل (14 عاما)، في محلة عين القنطرة – ​الصرفند​ الجنوبية”.

وأوضح البيان، أنّ منفذي الجريمة هم اب وأولاده الثلاثة، وهم لبنانيون، قاموا بضرب الفتى، الذي توفي متأثراً بجراحه.

أحداث أمنية متصاعدة ومتكررة تشهدها مخيمات النازحين السوريين في لبنان، ويتعرض لها النازحون خلال تجولهم في المدن والمناطق اللبنانية، وقد تزامنت مع إطلاق مواقف لبنانية رسمية وحزبية صدرت خلال الساعات الماضية تطالب بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.

ورفض نائب رئيس حزب الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ المماطلة المتبعة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، ولفت إلى أن بعض الدول الغربية تريد أن تتم عودة النازحين السوريين بعد اكتمال الحل السياسي في سوريا، في حين تعتبر دول اخرى كروسيا مثلا  أن عودتهم يجب ان تحصل عقب اعادة الاعمار المقدّرة بمئات المليارات من الدولارات، “بمعنى هم يريدون من دول الخليج المشاركة بهذه العملية”.

أضاف: “من واجبنا الانساني ان نؤمن للنازحين الرعاية الممكنة ومن واجبنا الوطني ان يتم ضبط الحدود ومن واجبنا السياسي ان لا نترك النظام السوري يلاحقهم داخل لبنان بطرق مختلفة”.

إحراق مخيمات النازحين السوريين في عكار والبقاع، خلال ساعات مضت، ليس إلا تعبيرا واضحا لمستوى الغليان الأمني والاقتصادي والسياسي الذي يشهده لبنان، ومؤشر بدأ يتصاعد لـ”جمر تحت رماد” حيث يشكل ملف وجود النازحين السوريين والمقدر حوالي مليون ونصف المليون نازح، قضية متفجرة من قضايا لبنان التي تنتظر الحلول والمعالجات.