الراعي يترأس قداس عيد التجلي في غابة أرز الرب في بشري

الراعي يترأس قداس عيد التجلي في غابة أرز الرب في بشري

6 آب 2022

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي في غابة ارز الرب – بشري، لمناسبة عيد التجلي. ولقد أشار الراعي في العظة الى أنه “يسعدنا ان نحافظ على العادة السنوية التي حافظ عليها البطاركة اسلافي في الاحتفال بعيد تجلي الرب هنا في ارز الرب في باحة كنيسة التجلي وهي مناسبة كي أقدم لكم التهاني بالعيد مع كل التمنيات لكم ولكل الذين يئمون المكان المقدس وكل أبناء بشري الأحبة الذين يحافظون على أرز الرب. في هذا العيد وهذا الحدث نتوقف عند ثلاثة أبعاد أساسية: البعد الاول: إن حدث التجلي حصل بعدما أعلن بطرس إيمانه بيسوع في قيصرية فيليبوس أنه المسيح ابن الله الحي فكشف الرب يسوع بتجليه أنه المسيح ابن الله الحي وتجلى بكمال الوهيته وعبر عن أنها مخفية في الانسان، ولكنه أراد أن يقول من خلال هذا الحدث ماذا تصنع النعمة في الانسان؟ كيف تجمله وكيف تجعل منه مجليًا على صورة الله وتظهر لنا وجه الابرار الذين يقول عنهم الرب يسوع في الانجيل في موقع آخر ويتلألأ الابرار كالشمس في ملكوت ابيه. وإذا تمكنا بعقلنا الانساني أن نفهم معنى تلألؤ العذراء مريم ومار يوسف وجميع القديسين كالشمس في ملكوت الآب من خلال وجه المسيح المتجلي وهذه الدعوة موجهة لنا كي ننفتح لنعمة المسيح التي وحدها تجمل الانسان وتنقيه وتعطيه بهاء انسانيته كصورة لله”.

كما أضاف الراعي “البعد الثاني استباق القيامة وإظهار أنها تجعله في عمق الالوهية بعد الآلام والصلب ليؤكد لنا أننا جميعًا من خلال آلامنا والصعوبات التي نمر بها وما اكثرها اليوم وما اصعبها في هذه الايام مدعوون للقيامة، فنحن أبناء القيامة ولسنا أبناء الموت، نحن نموت ماديًا ومعنويًا وجسديًا وروحيًا، ولكننا مدعوون لنعيش رجاء القيامة. وقد استبقى حدث القيامة بحدث التجلي مع الرسل الثلاثة بطرس الذي سلمه السلطة ويعقوب الشجاع في نقل الانجيل وأسقف اورشليم وأول شهيد بين التلاميذ الرسل، ويوحنا التلميذ الحبيب الذي سلمه امه. الرسل الثلاثة الاساسيين جعلهم شهودًا لسر تجليه واستباق قيامته فعندما أخبرهم بانه سيصلب وسيعذب ويتألم ويموت حزنوا جميعهم وصدموا وقال بطرس له لن نقبل لك ذلك لكن يسوع اجابه انت ما زلت تفكر كالبشر عليك الدخول بتفكيري. لقد تفاجأوا بعدما رأوا ما قام به من عجائب وشفاءات ولم يقبلوا أن يتألم ويصلب ويموت فكان التجلي كي يشددهم ويؤكد لهم أن مصيره لا ينتهي بالصلب بل يوم الاحد بالقيامة، وهذا تأكيد لكل واحد منا باننا جماعة الرجاء ومهما كانت الصعوبات نحن نتمسك بيسوع القائم من الموت سيد التاريخ الذي يعرف كيف يخرجنا من حالة الموت الى جمال ورجاء القيامة”.

وتابع “البعد الثالث وهو حضور موسى وايليا للدلالة على اولًا ان موسى يعني الشريعة وايليا يعني النبوءة ويعني ذلك ان بشخص يسوع اكتمال كل شريعة واكتمال كل نبوءة فهو كل الكتاب المقدس، كل الوحي الالهي وهو الاساس الاول والاخير والجوهر في كل شيء، وهذه ايضًا دعوة لنا كي نعرف كيف يمكننا أن نرى بيسوع كل مبتغانا فهو الجواب لكل التساؤلات الانسانية وما من جواب عن معنى الموت ومعنى الحياة ومعنى النجاح والفشل وكل ما نمر به في حياتنا ليس له جواب الا عند من هو الكلمة الذي صار بشرًا، المعلم الوحيد يسوع المسيح وإلا كل شيء في حياتنا لغز، إن لم نقرأها على ضوء يسوع المسيح”.

ولقد شدد الراعي على ان “هذه الابعاد الاساسية لحدث التجلي ووقوع التلاميذ على الارض لم يكن خوفًا، بل لعدم قدرتهم على مشاهدة وجه يسوع المشع كالشمس الذي لا يمكن لأحد النظر الى وجهه المشع والذي هو وجه الشمس الحقيقي لذلك نحن امام نور المسيح غير المنظور ننحني ونخضع ونعيش ونغمض أعيننا كي يدخل نوره الى اعماق قلوبنا”.

وختم الراعي: “نحن نلتمس اليوم من الرب يسوع في يوم تجليه أن يشددننا بإيماننا ونلتمس منه أن يمنحنا النعمة كي نتجاوز كل صعوبات الحياة بقوة الرجاء ولنكمل طريقنا لنجد عنده وحده الجواب على كل تساؤلات الحياة وصعوباتها ونعرف كيف نقرأ في ضوء الكلمة كل علامات الازمنة. هذه تمنياتي لكم في هذا العيد المبارك الذي هو رأس الاعياد ومعكم نقول المجد لك ايها المسيح انت نورنا، انت حياتنا، انت طريقنا وانت وحدك الحقيقة والحق والحياة آمين”.