اتهمَ الثنائي الشيعي بـ”الغدر” وحمل على عون وباسيل… الفرزلي: سأواجه “السلبطة” في الساحة المسيحية

اتهمَ الثنائي الشيعي بـ”الغدر” وحمل على عون وباسيل… الفرزلي: سأواجه “السلبطة” في الساحة المسيحية

الكاتب: ابراهيم بيرم | المصدر: النهار
17 آب 2022

على رغم ان نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي قد خفّف في الاسابيع الأخيرة حراكه السياسي العلني واطلالاته الاعلامية، بعدما تحدث بصراحة عن “عملية الغدر” التي تعرّض لها ابان جولة الانتخابات النيابية الاخيرة وأدت الى خروجه القسري من المجلس، من دون ان يغفل ذكر “الغادرين” بالاسم، وهم “الثنائي الشيعي بالدرجة الاولى” الذي وعده ركناه بالدعم وحنثوا ولم يفوا، إلا ان ثمة اصرارا من جهات على الايحاء من حين الى آخر بانه انما يعدّ العدة لانعطافة سياسية وشيكة عبر التنسيق مع شخصيات ستأخذه في نهاية المطاف الى مربع سياسي لا يتوافق مع المربع الذي ما بارحه منذ اكثر من اربعة عقود عبر عملية قطع مع تاريخه وقناعاته التي لطالما مارسها عن حماسة وطيبة خاطر.

في معرض رده على تلك “الاتهامات” التي سيقت اليه، يذكّر الفرزلي بالقول المأثور: “تهمة لا أدفعها وشرف لا أدّعيه”.

ومع انه لا يجد ضرورة وحاجة ليتكلف عناء الرد والتوضيح، فانه يجيب تحت الالحاح: “بصراحة اقول لست بحاجة الى من يأخذني بيدي الى عند السفير السعودي او قائد الجيش. فالذين يعتبرون الامر تهمة وانعطافة في مساري السياسي الطويل يعرفون تماما انه في ذروة الانقسام والتوتر السياسي كانت ابوابي مفتوحة للسفير السعودي وكنت دوما ازور السفارة السعودية ملبياً دعوات او مشاركاً في مناسبات تحييها السفارة. وكل ذلك كان يجري في وضح النهار او تحت الاضواء الساطعة”.

ويستطرد: “لكن ذلك شيء والتشكيك بقناعاتي وادائي السياسي المتوازن والموضوعي شيء آخر تماما، فانا يُشهد لي بانني ومنذ عقود اربعة احمل قناعات يعرفها الجميع إن لجهة ايماني بالتوازن الوطني وايماني بالفعل المقاوم في وجه الاحتلال او بضرورة توازن القوى والردع من خلال ورقة المقاومة. تلك قناعات راسخة في نفسي ووجداني ومستقاة من تاريخنا السياسي لا أمنّن احدا بها وليست عندي مادة للمساومة او سلعة للمناورة، فلست من هواة النوع ومن محبي التقلب والتبدل”.

لكن ذلك كله لا يسقط عند الفرزلي اعتبارين اساسيين هما:

“الاول، انني ما زلت اشعر بمرارة التجربة السياسية الاخيرة (15 أيار) وبما اعتراها وتخللها من وقائع ومعطيات تُكشف يوما بعد يوم وتثبت مخاوفي وحدسي.

الثاني، انني لست من النوع الذي يتقاعد او يقبل بان يصير تحت امر واقع معيّن لأظهر بمظهر المهزوم”.

وعليه، يتابع، “ارفع الصوت مجددا لأظهر مظلوميتي من جانب من يفترض انهم حلفاء طريق. قلت واقول انا تعرضت للغدر من جانب الثنائي الشيعي (يستثني عاطفة الرئيس نبيه بري الشخصية تجاهه والتي هي فوق الشك) وتحديدا من جانب حزب الله، وهنا اتهم القيادي البارز في الحزب الحاج وفيق صفا بانه نسج على ظهري خيوط “صفقة” دُبرت في ليل في دورتَي الانتخابات الماضيتين”.

ويضيف: “هم (الحزب) يردّون زاعمين انهم لم يعدوني بشيء لان المنطقة (البقاع الغربي – راشيا) هي انتخابيا ووفق التفاهم بينهما من حصة الرئيس بري وحركة امل، واقول ربما صحيح انهم ما تعهدوا لي بشيء لكنهم دعموا باسيل ومرشحه حصراً. ولو ابلغوني بذلك لكنت تصرفت واخذت المبادرة او كنت آثرت الانسحاب والانكفاء”.

ويخلص: “رغم كل ذلك الشعور الذي لا اكتم انه يتملكني اعود للقول انني لست من النوع الذي يبيع قناعاته او يتاجر بها”.

ونسأله هل ما زال يراهن على العودة السياسية للرئيس سعد الحريري من اعتكافه وتعليق نشاط تياره؟

يجيب: “اجزم بان الرئيس الحريري عائد الى ساحته وسيعود اقوى مما كان لانه سيعود مغسولا من ادران مرحلة التحالف مع عون وباسيل، وهي مرحلة اعتقد انها لم تعد عليه إلا بالخسران والخيبة. وثمة سبب آخر يعزز ما اذهب اليه ويتأتى من الوضع الضبابي إن لم نقل الضائع الذي تعيشه الساحة السياسية السنية في الآونة الاخيرة، لاسيما بعد عجز الذين سوّلت لهم انفسهم بوراثة الحريرية السياسية عن تقديم حالات بديلة ومقنعة. واقول للمشككين باستنتاجاتي اتمنى عليكم ان تجروا استطلاعات لتتيقنوا من ان الزعامة الحريرية ما انفكت كامنة في وجدان الشريحة الاوسع من السنّة”.

ورداً على سؤال آخر عن القضية المحورية التي سيتصدى لها في قابل الايام؟ يقول: “بصراحة ان معركتي الاساسية هي مع “السلبطة والهيمنة” التي تمارَس على الساحة المسيحية، لا سيما من جانب عون وباسيل وكل الذين يضمرون وراثتهما، والسير على نهجهم وتقليدهم في لعبة السلبطة التي امتهنوها. وفي تقديري لن يطول الوقت حتى تتكشف الحقائق ويبان الزيف والوهم من الحقيقة والموضوعية”.

ولا يفوت الفرزلي ان يذكر انه كان له قصب السبق في اقرار قانون الانتخاب الحالي “الذي أمّن للثنائي ولباسيل ولغيرهما كتلا نيابية وازنة، في حين انه خسَّر الحريرية السياسية اكثر من 15 نائبا. ولكني في المقابل كنت السبّاق الى السعي الدائم لارساء اسس علاقة متوازنة مع السنّة ومع قيادتهم السياسية الممثلة بالرئيس الحريري وبتيار المستقبل ايمانا مني بموقعيهما في ساحتهما”.

لذا يخلص: “اقول للعونيين والباسيليين، إن القاصي والداني والتاريخ يشهد لنا اننا نحن اصلاء متجذرون في الشأن العام والواقع السياسي. فنحن كنا نوابا وبيوتا سياسية مشرعة الابواب وقت كان غيرنا يبيع الحليب في حارة حريك، مع علمنا بان الامر ليس عيبا”.