قمة خماسية في مصر… هذه الملفات على طاولة لقاء القادة العرب
تستضيف مدينة العلمين، شمال غربي مصر، غدا الثلاثاء، قمة خماسية بمشاركة قادة مصر، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والعراق والأردن، تحضر على طاولتها العديد من الملفات.
وتبحث القمة العديد من الملفات الثنائية والإقليمية، وتداعيات عدم الاستقرار في بعض الدول العربية، وسبل إرساء الاستقرار ووضع رؤى عربية لمعالجة التداعيات الناجمة عن العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، خاصة على مستوى “الأمن الغذائي”.
ساحة مشتعلة
وبحسب الخبراء، فإن الملف الفلسطيني والتوترات الإسرائيلية مع لبنان ومصر، والملف العراقي والسوري والليبي على طاولة القمة، إضافة إلى ملف التغيرات المناخية والأمن المائي والغذائي.
واستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية تناولت، تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الدولية والأمن الإقليمي والأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية، حسب بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وتأتي القمة في ظل توترات في الملف العراقي، وإشارات تصعيد على الساحة الليبية، وتوترات أخرى على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ومخاطر أخرى ترتبط بالأمن الغذائي في المنطقة.
ملفات مهمة
وحول أبرز الملفات الحاضرة على طاولة القمة، قال وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، إن “ملفات رئيسية حاضرة على طاولة القمة الخماسية التي عقدت الاثنين بمدينة العلمين المصرية، منها تداعيات الأزمة الأوكرانية على المستوى العالمي، وقضايا تغير المناخ، والأزمات الإقليمية التي باتت سمتها الأساسية “إطالة أمدها”.
ولفت إلى أن “التشاور العربي حول جميع الملفات بالغ الأهمية خاصة في ظل تداعيات الأزمة العالمية التي تأثر بها الجميع”.
دعم العراق
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “الملف العراقي أحد أهم الملفات التي تناقش، خاصة أن الوضع هناك أصبح متأزما إلى درجة كبيرة، ما يستوجب الحضور العربي لمحاولة إنهاء حالة عدم الاستقرار الحالية”.
ويرى العرابي أن “التدخل الإقليمي في الشأن العراقي وراء حالة التأزم وعدم الاستقرار في المشهد العراقي، وعلى رأسها التدخلات التركية والإيرانية”.
وحول اقتصار القمة على الدول الخمس، أوضح الوزير المصري السابق، أن “الأمر يرتبط بمواعيد القادة وترتيبات أخرى، وأنها هذا الأمر لا يحمل أي إشارات سياسية، وأن عمليات التنسيق بين الدول العربية تشهد تنسيقا كبيرا”.
ملفات ذات أولوية
قيما قال الخبير الاستراتيجي البحريني، عبد الله الجنيد، إن “العديد من الملفات ذات أولوية في الوقت الراهن بالنسبة للمنطقة العربية، منها التكامل الاقتصادي، والتوافقات حول الملفات الرئيسية في المنطقة، والملف النووي الإيراني والجهد المشترك في شرق المتوسط، وإمدادات الطاقة”.
رؤى استراتيجية
وشدد على أن “التنمية تتطلب الاستقرار والأمن، خاصة أن المنطقة تمتلك مقومات توفير الأمن الغذائي لكامل المنطقة العربية من الحبوب وغيرها، وأن ما تحتاجه المنطقة الآن تتمثل في التوصل إلى استراتيجية مشاركة القطاع الخاص في المشروعات الكبرى بالمنطقة”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “الأمن الغذائي هو أحد القضايا الاستراتيجية، إضافة إلى الأمن المائي في مصر والسودان والعراق وسوريا، وأن توفير الاستقرار في هذه الدول يحقق الأمن الغذائي في ظل المقومات التي تملكها هذه الدول، وما تملكه الدول الأخرى من رؤوس أموال”.
وبشأن حضور الملف العراقي على طاولة القمة، يوضح الخبير الاستراتيجي أن “الجهد المقدم للعراق يصب في إطار دعم الموقف الوطني العراقي، والانتقال السياسي، والتنمية والاستقرار، والاستثمار المباشر وغير المباشر”.
التوترات مع إسرائيل
فيما قال الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، سمير راغب، إن “الملف الفلسطيني هو رأس الملفات الحاضرة على طاولة القمة، خاصة في ظل الحديث عن توتر العلاقة بين مصر وإسرائيل بسبب الحرب الأخيرة على غزة”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “التوترات الأخيرة بين مصر وإسرائيل تعود لعدم وفاء الجانب الإسرائيلي بالالتزامات التي كان يجب أن يقوم بهاء بناء على الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل صعدت في الضفة بعد وقف إطلاق النار، في حين أن مصر معنية بكافة الأراضي الفلسطينية”.
حضور عراقي
وفيما يتعلق بالعراق، يرى راغب أن “العلاقات المتميزة بين مصر وكافة الفصائل والمكونات العراقية يسهم في دفع الأوضاع نحو التهدئة”.
ويرى أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي أعطى العلاقات العربية دفعة قوية في العراق، وأن الاستقرار الداخلي في العراق يدفع نحو استقرار الاقتصاد العربي في المستقبل، خاصة أن الإمارات ومصر ليسا مع عزلة العراق عن محيطها الإقليمي بما فيه إيران.
توترات بين مصر وإسرائيل
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أن هناك توترا في العلاقات مع مصر، على خلفية الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة.
وكانت صحيفة “هآرتس”، قالت إن الرئيس المصري طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، خفض التوتر في الضفة الغربية وعدم تصعيد الجيش الإسرائيلي لمنع صدام آخر مع حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة.
لكن على الرغم من الطلب المصري، قام الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بعملية استهداف واغتيال إبراهيم النابلسي الذي ينتمي إلى كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح وسط مدينة نابلس.
وقال غانتس، اليوم الاثنين، إن العلاقات مع مصر “تمر بأزمة”، معربا عن أمله بأن الطرفين “سيجدان طريقة لإعادة الاستقرار”.
وأضاف في تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، أن مصر “تعتبر أكبر الأصدقاء لإسرائيل، وتلعب دوراً محوريا في المنطقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر مصدر مطلع لموقع “الشرق/بلومبرغ”، أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، وصل، الأحد، إلى القاهرة في زيارة رسمية.