البيئة: غالبية الحرائق من صنع الانسان

البيئة: غالبية الحرائق من صنع الانسان

26 آب 2022

تفقد وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، اليوم، موقع حريق الأحراج في خراج بلدات بكيفا وخربة بسري ومزرعة الضهر، والذي يستمر لليوم الثاني على وتيرته في الاشتعال مهددا المزيد من المساحات الخضراء .

وحضر الى الموقع أيضا رئيس بلدية مزرعة الضهر المحامي حسيب عيد، المدير الإقليمي لمركز الدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي حسام دحروج، رئيس مركز المطلة غسان أبو ضاهر، مسؤول مكتب الأحراج في إقليم الخروب محمد وهيب عبد الله، الناشط غازي عيسى، وقد اطلع الوزير ياسين من دحروج وعيد على مواقع الحريق وطريقة عمليات الإطفاء التي اعتمدت، فضلاً عن الصعوبات التي واجهت سيارات الإطفاء والجيش اللبناني بسبب وعورة المنطقة وحصول انفجار لعدد من الألغام من مخلفات الحرب.

وأعرب الوزير ياسين عن “أسفه لهذا الحريق الذي أضر ببيئة وطبيعة لبنان الجميلة في إقليم الخروب”، مشيراً إلى أن “النيران مشتعلة منذ الأمس وليلاً نهاراً بدون توقف، وقد تمت المساعدة من خلال الاتصال بالدفاع المدني وقيادة الجيش، على أمل أن يتم اخمادها بشكل صحيح، فالمنطقة وعرة، وسنرى إذا كانت قيادة الجيش سترسل طوافة بشكل سريع، بناء على تقييم الطقس، لأن هذا الحريق اذا امتد على مساحات كبيرة فستكون الخسائر فادحة”.

وأشار رداً على سؤال حول الإجراءات التي تتخذها الوزارة والحكومة بشكل عام لحماية الاحراج إلى أننا “نحن ومنذ أشهر نعمل على الوقاية والحد من حرائق الغابات، وشكلنا مجموعة تضم الدفاع المدني وبلديات وبيئيين ومتطوعين لرصد ومتابعة حرائق الغابات في منطقة الإقليم، وبدأنا بوضع جهد أكبر لتطويرها، من خلال حملات توعية، ومن ناحية أخرى سيكون هناك فريق كمستجيب اول، ولكن هذه الأسابيع لم نستطع القيام بكل الأعمال لهذه المنطقة بالتحديد، وغدرنا هذا الحريق، ولكن يجب أن يكون هناك مجموعات محلية ترصد وتراقب وتعمل وقاية وتوعية ويكون لديها القدرة على الاستجابة السريعة، وبعدها يأتي الدفاع المدني والطوافات، وهذا ما تعمل عليه، علما ان هذا الحريق هو درس لأهمية الوقاية والرصد”.

وأضاف، “لدى الدفاع المدني معاناة من ناحية السيارات المعطلة، وصعوبة تأمين الفيول والمياه”.

وقال عن كيفية وصفه لمشهد الحريق، إن “المشهد مؤسف وكل شجرة تحترق هي خسارة، و كل حرج يحترق هو خسارة، ولكن المؤسف أكثر أن غالبية الحرائق هي من صنع الإنسان، إما نتيجة الإهمال او التعمد”.

من جهته، قال رئيس بلدية مزرعة الضهر المحامي حسيب عيد إن “منظر الحريق مؤسف للغاية وهو يتكرر كل فترة، طبعا الوقاية من الحرائق ممكنة ولكنها معرقلة بسبب الإجراءات الإدارية، والإدارات المعنية، فكل صلاحيات البلديات مفقودة، علماً أنه يجب أن تكون صلاحياتها مطلقة، فالبلدية في كل بلدة أعلم بأمورها، ويجب إعطاء البلديات الصلاحيات الكاملة لجهة تنظيف الأحراج، إذ لا أحد حريص على البلدة أكثر من مجلسها البلدي”.

وأضاف، “عندما تردنا معاملة فوق الـ3000 متر يطلبون منا التوجه إلى الوزارة، والمواطن ليس لديه القدرة على تكلفة الكشف والانتقال، علما ان الإدارات لا تعمل اليوم بسبب الظروف، من هنا ضرورة إعطاء البلديات الصلاحية المطلقة لاستصلاح الأراضي، ما يقلل من الحرائق التي نشهدها سنويا”.

وأكد أنه “بالنسبة للحريق المستعر منذ يوم امس، فقد وضعنا كل امكانياتنا المتواضعة، واجرينا اتصالاتنا، وكنا بجهوزية تامة على الأرض كشرطة بلدية وأهالي البلدة، وساعدنا الدفاع المدني، والحريق من جهة مزرعة الضهر قد انحسر، ولكن هناك خطر تجدده، لذا نتمنى على قيادة الجيش استكمال ما بدأته بالأمس مشكورة لناحية إرسال الطوافات، للقضاء على الحريق نهائيا”.​