
عنداري: نحن بحاجة الى رجل دولة يرأس يقود ولا يُقاد
لفت المطران أنطوان عنداري، خلال ترأسه قدّاس شهداء المقاومة اللبنانية، إلى أنّه “وفي الحالتين هدماً للسلوك السياسي الذي يجب أن يكون عقلانياً مبنياً على الأخلاق والضمير وقمي السيادة والحرية، بعيدا عن كل استقواء وفساد”.
وأشار الى أنّه “يقول الجنرال ديغول: “التاريخ ليس كلمات وليس قدراً، إنه إرادة رجال إنه فعل إنه مستقبل إنه صمود وخلق مستمر”، مضيفًا “أننا أجل نحن في التاريخ نصنع التاريخ، آباؤنا وأجدادنا صنعوا لنا تاريخاً مجيداً حافلا بالمبرات وان كان فيه بعض شوائب”.
وأردف العنداري أنه “ولكن نحن ايّ تاريخ لبنان للبنان نصنع ونحن بحاجة في هذه الأيام أكثر ما يكون الى إعادة تأهيل للطبقة السياسية منذ عهد الوصاية الى يومنا بحاجة الى موقظ للضمير ومرشد في الحيرة ملاذ في التيه كي يصبح مُجتَمعُنا مجتمعاً يسود فيه الضمير ووطناً يحاكي الضمير؟”
وأضاف “أننا اذا أردنا الجمهورية اللبنانية جمهورية لبنان الكبير وتجسيد حلم الآباء والأجداد والوديعة الغالية وإرث الأجيال، نحن بحاجة الى رجل دولة يرأس يقود ولا يُقاد يوحّد الوطن رئيسُ حَكَم يعلو فوق المحن ينتشل لبنان من اللُجّة لا تنكّس له راية ولا تنحني لغير الله هامة”، سائلًا النّواب ان يعرفوا من يختارون وينتخبون۔
وأكّد العنداري، أنّ “شعبنا لا يريد ان يأتي عهد جديد بالتسكع والتملّق، يكفينا ما رأينا من الفولكلور المذري بالرئاسات حتى الآن”، مردفًا أنّ “ثوابتنا تشبّثا بمكتسباتنا الحضارية وتراثنا الفكري وتفاعلنا مع الأرض والزمان”.
وأعلن “اننا نحدد بكامل حريتنا ومطلق ارادتنا وعلاقاتنا الخارجية وقراراتنا المصيرية النابعة من اعتباراتنا الوطنية الصرف فلا مسايرة في المبدأ وعلى الجوهر ولا مساومة”، لافتًا الى “أننا لا نقبل في وطننا بزاوية للمسيحيين ولا بزاوية للمسلمين بل نصرّ على وطن الرسالة وعلى مدّ الجسور بين المواطن والوطن وطن للجميع ووطنٍ واحد يعتمد اللامركزية الإدارية الموسّعة، لا إحتكار ولا جشع ولا رياء بل تأكيد على الارتباط بالإنسان والأرض”، موضحًا أنّه “بتعبير آخر، لا نريد تسوية مصطنعة كفانا تسويات ومراوغات في شأن التوطين والنزوح وغير ذلك”.
وأضاف العنداري، أنّ “من تُراه يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ المسألة ليست مسألة صيغ ونصوص ومواثيق ودساتير وأنظمة وقوانين إنشائية لا تحترم”، مشيرًا الى أنّ “المسألة هي مسألة الانسان في لبنان. إنسان يعرف يسائل يحاسب يريد يؤمن يحبّ يبني، حرّ وغير مرتهن وأمين ووفي لوطنه وله كرامته”۔
وقال: “إنها المواطنة الصحيحة والسليمة، مسألةُ تربيةٍ وأخلاق وحسٍّ مدني ورؤيا للتعافي تنعش الاقتصاد وينقذ من الانهيار المتمادي وتبعد الجوع والقهر وطوابير الذل بعيداً من التسلّط والانتهازية والمصلحية والعشائرية والغطرسة الفوقية والفجور والتخوين”.
وتوجّه العنداري الى الرئيس الجديد قائلًا: “أيها الآتي الى العهد الجديد أياً كنت: مواطناً موظّفاً أو مسؤولاً قاضياً أو نائباً أو وزيراً أو رئيسا لن يُذلَّ بعد اليوم مواطنٌ لبنانيٌ شريف ولو تألّبت عليه قوى العالم جمعاء”، مردفًا أنّه “لن تموت أمّة تنجب الشهداء وفي تربتها يخصب الفداء”.
وأضاف “أنني اقطع عهداً للبنان الغد، لبنان الكبير المستقل، لبنان الوطن لا لبنان المزرعة، لبنان السيادة والحياد لا لبنان المَحاور، لبنان الحرّيّة، لبنان المؤسسات المنتظمة، لبنان النزاهة لا الفساد، لبنان القاضي المستقلّ وغير المرتهن في الاحكام التي يصدرها وفق مصالح من عيّنوه، لبنان الحياة، لبنان الفرح”۔
ومستشهدًا وبتعبير جبران خليل جبران، أشار الى أنّ “لبنان الفلاحين والرعاة والكرّامين والآباء والرجال والبنائين والشعراء الذين يتغلّبون على محيطهم يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور العلم”.
وختم العنداري، “نقول لك أيها الآتي إن الكأس التي نشربها نحن ستشربها أنت”، مضيفًا “نقول للسيد المسيح: “كلّ مملكة تنقسم على نفسها تخرب” ونقول مع حزقيال النبي، ويلٌ لرعاة يرعون أنفسهم. اللهم أنر منا العقول والضمائر واحم لبنان بشفاعة سيدة لبنان”.