للإنقاذ عنوان: العماد جوزف عون

للإنقاذ عنوان: العماد جوزف عون

الكاتب: ميشال مجاعص
5 أيلول 2022

بقلم ناشر موقع beirut24 ميشال مجاعص

يشهد لبنان أصعب وأشدّ أزمة في تاريخه الحديث تهدد كيانه ووجوده. ومع احتدام الصراع السياسي العمودي المتداخل والمتشعب بين مكوناته الحزبية والطائفية والمذهبية والذي لحسن الحظّ لم ينعكس حتى الآن صراعًا عسكريًا أو فوضى عارمة إلا أن وطأة الانهيار المالي والاقتصادي تدك مضاجع اللبنانيين أجمعين في ظل حالة الفساد المستشرية وعدم قدرة المنظومة السياسية الحاكمة والمعارضة على اجتراح الحلول ما انعكس شللا على كافة المستويات.

اللافت في هذا المشهد أنّه ومع انهيار شامل للمؤسسات والقطاعات بقيت المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزف عون صامدة متماسكة في وجه الأعاصير التي تضرب في كل الاتجاهات بالرغم من كل ما يعانيه أفرادها وضباطها من تدعيات التدهور المالي.

وسط هذه السوداويّة دخل لبنان منذ الأول من أيلول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعليه يعلّق اللبنانيون آمالهم على اسم الرئيس الذي يأملون أن يخرجهم من آتون جهنم  وينفض عنهم مآسيهم المتراكمة. وهنا يشتعل الصراع على هوية الرئيس العتيد ومواصفاته فيما شبح الفراغ يطل برأسه بسبب الخلافات المستشرية بين القوى السياسية وعجز أي فريق على إيصال مرشحه نظرًا لعدم وجود أكثرية واضحة في المجلس النيابي أضف إلى ذلك قدرة الأفرقاء الرئيسيين على تعطيل النصاب .

وهنا يبرز اسم قائد الجيش العماد جوزف عون كرئيس توافقي توفيقي نظرًا لما يمتلك من خبرة عالية مكنته الحفاظ على وحدة الجيش اللبناني وقوّته من خلال شبكة العلاقات الداخلية التي نسجها مع كافة الأطراف على اختلاف توجهاتهم وإجماع  سياسي على مناقبيته وآدميته ومن خلال علاقاته الدولية الوطيدة شرقًا وغربًا.

مسيرة العماد في القيادة تتحدث عن انجازاته وقدرته على مواجهة التحديات سواء كانت أمنية أم وطنية فهو وبعد توليه القيادة مباشرة تصدى بشجاعة وبدون تردد لفضيحة الرشاوى المتعلقة بمباريات الدخول الى المدرسة الحربية فكشف المتورطين دون المساس بهيبة الجيش وسمعته ومازال يعمل على إبعاد الفساد والفاسدين عن المؤسسة العسكرية.

في البعد الوطني وحماية الحدود كان العماد عون حازمًا جازمًا في مواجهة الإرهاب والإرهابيين فقاد مع نخبة من كبار الضباط والعسكريين معارك ضارية توِّجت بعملية فجر الجرود حيث كان الانتصار الكبير.

 

بالموازاة عمل الجيش بالداخل على ملاحقة وفكفكة الخلايا الإرهابية النائمة وغير النائمة محبطًا مخططات نشر الفتن المتنقلة عبر العمليات الانتحارية.

وطنيًا أيضًا عملت القيادة بتوجيهات العماد عون على متابعة شبكات التجسس والتخريب الاسرائيلية فتم توقيف المتورطين ما أحبط مخططات العدو الجهنمية.

في الداخل واجه العماد جوزف عون بعناية وحكمة وحنكة الفتنة المتنقلة من” الشويفات الى قبر شمون والتحويطة الشياح وشويا في حاصبيا وطرابلس” ونجح في وأدها بمهدها.

في ١٧ تشرين ومع اندلاع الشرارة الأولى للثورة عمل الجيش بإشراف القائد على حماية المتظاهرين السلميين ومنع الاعتداء عليهم  وفي الوقت عينه حافظ على سلمية التظاهر وعلى الممتلكات العامة والخاصة وكلنا يعلم مخاطر تلك المرحلة على السلم الأهلي وكالعادة نجح الجيش في مهمته.

 

وبعد انفجار الضمير في ٤ آب ٢٠٢٠ كان الجيش رأس حربة في لملمة الجراح، وفي ظل انعدام الثقة بالدولة وبمؤسساتها حظي الجيش على إجماع اللبنانيين والدول المانحة فكانت له اليد الطولى في عملية إعادة الإعمار.

بناء على ما تقدم نجح الجيش وبفضل توجيهات القائد حيث فشل السياسيون الذين أفسدوا كل شيء.

وأخيرا الإنقاذ يحتاج الى منقذ والعنوان هو جوزف عون  فإذا كانت النوايا سليمة وإرادة الأطراف السياسية المحلية ورعاتها الدوليين   فعلًا إخراجنا من آتون جهنم فالفرصة متاحة ومتوفرة مع انتخاب رئيس جديد وتنتظر من يلتقطها.