أيوب: المطلوب السير بالاتجاه المعاكس لتغيير الواقع الأسود

أيوب: المطلوب السير بالاتجاه المعاكس لتغيير الواقع الأسود

المصدر: موقع القوات اللبنانية
12 أيلول 2022

أحيى حزب القوات اللبنانية في منطقة صيدا – الزهراني، وبرعاية راعيي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك وللموارنة المطرانين إيلي الحداد والمطران مارون العمّار ممثلاً بالأب مدلج تامر، ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية وذلك خلال قداس لراحة أنفسهم في بازليك سيّدة المنطرة في مغدوشة بحضور عضوي تكتل “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب ممثلة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب سعيد الأسمر، رئيس أقليم الزهراني الكتائبي جوزيف كسّاب، سيمون موسى ممثلاً حزب الوطنيين الأحرار، النائب السابق أنطوان زهرا، مازن حشيسو ممثلاً النائبة السابقة بهية الحريري، رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، رؤساء المجالس البلدية والإختيارية في المنطقة، فاعليات سياسية واجتماعية ومدنية، عائلات الشهداء وحشد من المؤمنين والمحازبين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى المطران الحداد عظة مما قال فيها:

ما أصعبها مسيرة الشهيد الذي يذرف كل دمائه على أرض الوطن، وها نحن نتذكّر العديد من هؤلاء الأبطال الذين بكيناهم عن معرفة وغير معرفة، لكن القصة لم تتوقف عند البكاء، هناك ما هو أبعد من الحزن والدموع والوجع، هناك مجد لبنان رسمه أحبائنا، فلنفتخر بهم لأن هناك من قدّم حياته لنبقى.

وتابع المطران حداد قائلاً: “الله أطال عمرنا لنبقى على وعود شهدائنا ولنخدم قضية لبنان السيد، الحر، المستقل، وبخدمتنا هذه نكرّم الأبطال ونواياهم الصالحة، انها مسؤولية كبيرة جداً وجدية”. كما دعا حداد المؤمنين للصلاة لأجل الشهداء، لأنهم لا يكفّون عن الصلاة لأجلنا. ثم توجه لأهالي الشهداء وقال: “نشعر بألمكم، لكن بطولة أبنائكم وبناتكم متجلّية، فارفعوا رؤوسكم لتبقى شامخة ولو ذرفت عيونكم الدموع…

كما أدان حداد جريمة تفجير مرفأ بيروت وسقوط ضحايا أبرياء وطالب بجلاء الحقيقة كاملة إحقاقاً للحق. كما أسف حداد لهجرة الشباب اللبناني واعتبرها ظاهرة أصعب وأقسى من الإستشهاد ومحاولة لتجريد لبنان من اللبنانيين الأصليين.

وبعد القداس ألقى مُنسّق منطقة صيدا – الزهراني عماد روكز كلمة قال فيها:

من المكان المقدّس، من سيّدة المنطرة، من حيث انتظرت العذراء مريم ابنها يسوع، أردنا اليوم ان نكرّم شهداءنا ونقول لهم: “العهد لكم”، لقد ضحيتم واستشهدتم حتى نبقى في هذه الارض المقدسة التي مشى عليها الشهيد الأول يسوع المسيح، إلا أن المؤامرة كانت كبيرة، فنزحنا قسراً عن ارضنا، إلا أن وعدنا كان أننا سنعود إلى ارضنا الأبية، التي لأجلها سقطتم، وسنعيدكم معنا بعزة وكرامة وعنفوان، وما اليوم سوى دليل أول على ثباتنا، وان هذا اليوم لن يبقى يتيماً بل سيكون محطة ثابتة في أيلول الشهداء من كل عام.

نعم، لقد عدنا وكانت البداية مع رفيقنا نعمان كرم، واليوم لكل شهيد سقط… ولأهالي الشهداء نقول: “أنه لا خوف على القضية ولا على الوطن طالما ان النضال في صلب كتابنا، فنحن حراس الوطن والجمهورية والمؤتمنين على إرث الشهادة وعلى الدماء التي روت تراب لبنان الطاهر.”

بعده القت أيوب كلمة رئيس الحزب وجاء فيها:

كما كان يقول البشير نريد لبنان وطنا للمسيحيين لا وطنا مسيحيا، أي وطنا للمسيحيين والمسلمين، وطناً حقيقياً، وطن الرسالة والذي كان في فترة من الفترات نموذجاً ومثالاً لكل العالم، نموذجاً في التعليم، الإقتصاد، الإعلام، الإستشفاء وبالنجاح الذي لا حدود له.”

وقالت: “دائما كان التحدّي بين هذا اللبنان، لبناننا، ولبنانهم، لبنان سيادته منتهكة ودولته مخطوفة، وناسه يعيشون الذلّ والقهر.

دائماً كانت المواجهة بين هذين النموذجين، ودائماً كان لبنان الحلم ينتصر ويقف على رجليه. لبنان الوصاية الذي قراره خارج المؤسسات انتهى

ولبنان المخطوف الذي قراره خارج الحدود سينتهي.”

وأكدت أيوب: “هذا عهدنا اليوم للشهداء في يوم تكريمهم، شهداؤنا استشهدوا حتى يكون لبنان وطناً حرّاً بكل ما للكلمة، رئيسه حرّ، إعلامه حرّ، اقتصاده حرّ ، وقضاؤه حرّ أي اساسه الحريّة. وكما دافعت المقاومة اللبنانية في الحرب عن لبنان الحرّ والمناطق الحرة، لن تقبل اليوم ان يكون لبنان في السجن، لن نقبل بتدجين القضاء وإخضاعه، ساعة يتم تهديد القضاة الأحرار بالقبع، وساعة نلجأ الى هرطقات قانونية لا اساس لها، هدفها وضع القضاء في خدمة السياسة.”

وقالت أيوب: “ما يحصل اليوم يجعل من القضاء مهزلة بكل ما للكلمة من معنى. وعهدنا اليوم لشهداء المرفأ واهاليهم انّ نواجه ونقاوم، نقوم بكل ما هو ممكن لضمان استمرار التحقيق مع القاضي طارق البيطار، ولكي نصل يوماً ما إلى الحقيقة، ونكشف هوية من فجّر المرفأ وفجّر بيروت.”

وأكدت أيوب: “ليس هناك دولة من دون قضاء مستقل، وكل يوم نجد محاولة جديدة لإغتيال هذا القضاء ولإغتيال الدولة ومؤسساتها. يوماً يهدّدون بالفوضى الدستورية، ويوماً يكون الحل عندهم” انا او لا احد”، وكل يوم يقومون بالتعطيل وشلّ المؤسسات. هذا التعطيل دمّر كل شيء وكل ما قاموا به انّهم تفرّجوا على الإنهيار والكارثة، واليوم وفي حين انهم يجمعون اغراضهم، تذكروا الموازنة والكابيتال كونترول والقوانين الإصلاحية ومكافحة الفساد”.

وقالت أيوب: “القطاع العام دُمر والكهرباء أيضاً والمياه والإستشفاء والبيئة وأصبحنا بلداً منكوباً بكل المواصفات.”

ورأت أن”أمامنا باب لسلوك درب الحل إسمه انتخابات رئيس الجمهورية والمطلوب أن نسير في الاتجاه المعاكس لكي نغيّر الواقع الأسود. اليوم نحن نقوم بمقاومة سياسية على جبهة الإستحقاق الرئاسي لإنقاذ الجمهورية والإنتخاب لمجرّد الإنتخاب مرفوض. لا نريد رئيساً يشكّل استمراراً للفراغ الذي نعيشيه منذ 6 سنوات.

لا نريد رئيساً يُرضي التركيبة الحاكمة، أي رئيس معلّب على قياس التركيبة مشروعه التسوية، واللون الرمادي، وتدوير الزوايا. نريد رئيساً يرضى عنّه الشهداء حيث هم، رئيساً لا يكون مجرّد شاهد، رئيساً مشهود له بالشجاعة والجرأة والكفاءة. نريد رئيسا يواجه، مشروعه مقاومة مستمرة لتحرير الحكم في لبنان، رئيساً يواجه كل من ركع وخضع، وساوم على السيادة، نريد رئيساً يواجه الذين سرقوا جنى عمر اللبنانيين في المصارف، رئيساً يواجه الفساد عن حق وحقيقة لا بالشعارات، رئيساً على صورة كل اللبنانيين الطيبين، على صورة شباب فرقة ميّاس، ومنتخب كرة السلة، وكل الشباب اللبناني المنتشر في أوروبا واميركا والخليج، هؤلاء الشباب الذين يقولون للعالم كل يوم : نحن لبنان الحقيقي الذي لا يموت، لبنان الحقيقي الذي عرفه الشعب اللبناني في الخمسينيات والستينيات عندما كان القرار للدولة والمؤسسات، عندما كان الجيش وحده حامي السيادة والشرعية، عندما كان الحقّ يأتي من القضاء، عندما كان رجل قوى الأمن يقفل ساحة البرج أي عندما كانت الدولة دولة.”

وأعربت عن أسفها لأن هذا اللبنان تصدّر إلى الخارج، وأصبح اليوم في دبي والدوحة ومسقط وغيرها.

واضافت أيّوب :”شهداء المقاومة استشهدوا حتى يكون لبنان على صورة الخمسينات والستينات وبالتأكيد نحن نفخر بشهدائنا، نفخر بتاريخنا، نفخر بنضالنا، نفخر بقضيتنا، نفخر بكل شهيد دافع عن قيمنا وحريتنا وهويتنا وسيادتنا ودولتنا ووطننا الذي نريده لجميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين..

لقد حاولوا كثيراً تشويه تاريخنا، لأن بعضهم تجار ونحن أصحاب قضية، والبعض الآخر مشروعه مناقض لقضيتنا اللبنانية، فأعتقدوا أنهم بالتشويه قادرون على إحباط عزيمتنا وإبعاد المجتمع اللبناني عنّا، ولكن مرة بعد مرة ينكشف تزويرهم وتكبر ثقة الناس بنا وبمشروعنا السياسي. حاولوا كثيرا أن يقولوا شهادتكم ذهبت سدى لكي يطيحوا بروح المواجهة دفاعاً عن الحق والحرية في مجتمعنا، ولولا شهادتكم لما كنّا واقفين هنا اليوم ولما كان أحد في الأساس واقف مكانه بكل لبنان.”

وختمت أيّوب متوجهة إلى الشهداء وأهلهم قائلة:

“شهادتكم عنفوان وصلابة وتضحية كبيرة، شهادتكم ترافقنا في كل خطواتنا وقراراتنا، شهادتكم في البال وفي القلب، شهادتكم مدرسة نضال دفاعاً عن وطن وقيم وحرية وقضية واستذكار، شهادتكم لن تتوقّف بالنسبة لنا على محطة سنوية ثابتة في الزمن والوجدان، إنما استذكارها هو تأكيد اننا على دربكم سائرون في النضال من أجل القضية التي آمنتم بها، وفي الثبات على المبادئ التي استشهدتم من أجلها، والإستمرار في الخط نفسه الذي حصنتموه بدمائكم الذكية ودافعتم عنه ببطولة حتى الإستشهاد.

من أجل ذلك شعارنا هذه السنة “العهد لكم” لكي نؤكد أن الشهداء سقطوا ليحيا لبنان. واليوم نريد الإنتخابات الرئاسية محطة ليحيا لبنان .

المجد للشهداء الأبطال. المجد للبنان.

في الختام تم توزيع دروعاً تكريمية على عائلات الشهداء حملت أسماء سقطت على مذبح الوطن، إنما ستبقى خالدة في وجدان القضية.