نهاية “مشروع ليلى”

نهاية “مشروع ليلى”

المصدر: المدن
12 أيلول 2022

أعلن المغني الرئيسي لفرقة “مشروع ليلى” الموسيقية، حامد سنو، توقف أعمال الفريق نهائياً، خلال حوار مع بودكاست “سردة” اللبناني، مساء الأحد.

وروى سنو معاناة فرقته التي تعرضت للمنع أكثر من مرة في بلدان عربية مختلفة، حيث ألغيت حفلاتها في الأردن العامين 2015 و2016 بعد الإعلان عنها وطرح التذاكر للجمهور، بسبب الاعتراضات حول مخالفة الفرقة للذوق العام، خصوصاً أنها دفعت بقضية المثليين التي طالما تم التعتيم عليها إلى صدارة النقاشات العامة في المنطقة التي يتحكم بها مزيج من السلطوية العسكرية والدينية.

وأثارت الفرقة جدلاً كبيراً في مصر العام 2017، حين رفعت الناشطة في مجتمع “الميم” سارة حجازي علم قوس قزح خلال حفلة للفرقة، ما أدى للقبض عليها، ومنع الفرقة من الغناء في مصر، وكانت تلك الحادثة بداية معاناة حجازي التي انتحرت العام 2020 في كندا التي حصلت فيها على حق اللجوء السياسي.

وتحدث سنو عما حدث، قائلاً أن الواقعة تسبب في القبض على أكثر من 30 شخصاً في مصر، وأن حجازي تعرضت لتحرش جنسي وتعذيب بالكهرباء خلال فترة حبسها التي استمرت 3 أشهر، وهي الوقائع التي سبق أن نشرتها منظمة “هيومان رايتس ووتش”.

وعلق سنو بأن ما جرى كان صعباً وأنه أحس بالذنب لفترة طويلة وشعر بأنه لا يريد صناعة الموسيقى، علماً أن الفرقة اللبنانية تعرضت للمنع من المشاركة في مهرجان بيبلوس ببيروت العام 2019، بعد اتهامات بأن بعض كلمات أغانيها في ألبوم “ابن الليل” تروج لعبادة الشيطان وتسيئ للديانة المسيحية.

ورغم تعدد أسباب المنع أو عدم ذكرها صراحة في الماضي، أكد سنو أن السبب الحقيقي وراء حصار الفرقة هو ميوله الجنسية، إذ يعرف نفسه بأنه “كويري”. وقال: “صار المنع عيني عينك.. نحن رجعيون ولدينا هوموفوبيا، شو بدكم تعملوا”، مضيفاً أن وتيرة المنع في البلدان العربية زادت، واتخذت طابعاً عدائياً وصريحاً.

وتصاعدت في الفترة الأخيرة هجمة رسمية ضد مجتمع “الميم” في مختلف دول المنطقة، مع توجه حكومات مختلفة في الأردن ولبنان والإمارات ومصر وسوريا، على سبيل المثال، إلى إجراءات مثل مصادرة ألعاب أطفال ملونة أو منع عرض أفلام سينمائية وغيرها، بموازاة حملات مناصرة إلكترونية من حسابات مقربة من تلك الحكومات، من أجل تعزيز ذلك الخطاب الرسمي الذي ينطلق من المثلية الجنسية كموضوع حقوقي ويعممه نحو خطاب أشمل يعادي حقوق الإنسان بالمجمل. ويصبح بموجبه القمع الرسمي ضرورياً من أجل حماية المجتمع من المؤامرة الغربية الهادفة وفقه لـ”تخريب قيم المجتمع” و”هدم الأسرة التقليدية” و”معاداة الدين”.

وذكر سنو أنه وأعضاء الفرقة تعرضوا لحملات كراهية وسباب في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى شعورهم بالتوتر الشديد وعدم الرغبة في العمل. وانتقلت الفرقة إلى الولايات المتحدة وخططت لتنظيم حفلات في أوروبا وكندا والولايات المتحدة، لكن جائحة كورونا وضعت أعضاء الفرقة في وضع مادي صعب، لان الإغلاق أنهى فرصها في تنظيم أي حفلات.

وأوضح سنو أن استمرار الفرقة صعب وليس مستداماً في ظل حرمانها من جمهورها. وقال أنه لا خطط مستقبلية للفرقة، مؤكداً: “كل عضو في الفرقة نابغة”، ويستطيع العمل وحده، علماً أن الفرقة تأسست العام 2008 وضمت 7 أفراد وأصدرت 4 ألبومات غنائية.