خفافيش الكابتاغون تسرح والمداهمات بين كر وفر..أهلا بكم في دويلة مدينة الشمس!

خفافيش الكابتاغون تسرح والمداهمات بين كر وفر..أهلا بكم في دويلة مدينة الشمس!

المصدر: المركزية
20 أيلول 2022

يخطئ من يظن أن مدينة الشمس لا تزال تتنفس أريج موسم السياحة الذي أنعش قلب لبنان وكان لبعلبك حصة من منسوب الأوكسيجين أقله في ساعات النهار. إذ كانت تتحول الساحات إلى مرتع لخفافيش الليل وقبضايات الدويلة وعلى مقلب آخر يسرح تجار المخدرات ويمرحون لكن ليس إلى ما شاؤوا!

ففي كل مرة يداهم عناصر الجيش أوكار عصابات المخدرات وتقفل مصانع الكابتاغون التي باتت تنتشر بكثافة وتحت حماية قوى الأمر الواقع ، يتبادر إلى أذهان البعلبكيين واللبنانيين أن أخبار بعلبك ستعود إلى الواجهة وتتصدر المانشيتات من خلال موقعها السياحي ومعالمها التاريخية. وإذ بأخبار نوح زعيتر ونجله، وأفلام أبو طقة وأبوسلة تعود لتكشف غياب الدولة شبه التام عن محافظة بعلبك -الهرمل وتؤكد المؤكد أن إصبع الحزب والعشائر فوق كل اعتبارات الدولة ورجالاتها.

في جرائم السرقة الحوادث شبه يومية، وقد وصلت إلى درجة دخول خفافيش الليل إحدى المقابر بعد خلع بواباتها الحديدية وسرقتها، هذا عدا عن سرقة مضخات الماء والملابس والسجاد. إلى هنا يمكن اعتبار هذه الحوادث من البديهيات التي تحصل حتى في المناطق العابقة بأريج الأمن. لكن ما لا يمكن أن يمر على عاقل يعيش تحت سقف مسمى الدولة، أن يتم خطف مواطن لبناني أو رجل أعمال عربي أو أجنبي أو حتى طفل مقابل فدية ، أو تتم سرقة سيارة من صاحبها في وضح النهار وعلى عينك يا دولة!.

هذا في سلّة، وأخبار “أبو سلة” ونجل نوح زعيتر في سلة أخرى. فعلى رغم انتشار حواجز للجيش اللبناني على خلفية حملة المداهمات التي جرت بحثا عن مطلوبين تمكن “م. ن. زعيتر” (٢٤ عاماً) الذي كان برفقة أحد كبار تجار المخدرات من تجاوز حاجز للجيش وعدم الامتثال لأوامره في محلة تل الأبيض في بعلبك، ما دفع بعناصر الدورية إلى المبادرة لإطلاق النار عليهما، وإصابة نجل نوح زعيتر في كتفه قبل أن يتمكن مع صديقه من الفرار إلى جهة مجهولة.والمجهول معلوم في دويلة حزب الله.

هذا المسلسل شبه الروتيني بات يشكل خطورة على هوية مدينة الشمس، بحيث تشير مصادر اهلية في المنطقة إلى خروج عدد كبير من العائلات خشية أن ينتهي بهم المطاف داخل صندوق سيارة أو تحت الثرى. ومع أن الغالبية مشت وربما قسرا بشعار “باقون نحمي ونبني” الذي رفعه “حزب الله” في الإنتخابات النيابية الأخيرة، لكن كثيرين من ناخبي محافظة بعلبك الهرمل تمسكوا بكلماته الأولى وعملوا بعكسها. مصادر في منطقة بعلبك توضح لـ”المركزية” أن حزب الله الذي أقام دويلته في مدينة الشمس استطاع وبقرار مسبق تحجيم حضور العائلات والعشائر على مدى الأعوام الماضية وصولا إلى اليوم. وتلفت إلى أن شبكات تجار ومروجي المخدرات تعمل تحت أمرة زعماء وقادة في حزب الله وهؤلاء لديهم صلات بمرجعيات أمنية مما يسهل عملية هروب الرؤوس الكبيرة في كل مرة تحصل فيها عمليات دهم للجيش اللبناني. وعلى رغم الثمن الباهظ الذي تدفعه القيادة في كل عملية دهم إلا أن إصرارها على تنظيف الجيوب وطمأنة الأهالي من خلال فرض هيبة الأمن مستمر، علما ان المهمة ليست مهمتها ولا ملاحقة عصابات المخدرات وظيفتها انما ثمة اجهزة اخرى مسؤولة مباشرة عن الملف هذا، يجلس رؤساؤها في مكاتبهم يتفرجون على الجيش يواجه باللحم الحي.

بالتوازي، تضيف المصادر أن الأجهزة تمكنت من إزاحة الستارة عن شبكات خطيرة كانت تعمل تحت أمرة قياديين وسياسيين في حزب الله وما يؤكد على ذلك الحصانة الواضحة التي يتمتع بها كبار التجار، وتجعلهم بمنأى عن الملاحقة الأمنية، في حين أن هوياتهم مكشوفة للقاصي والداني.

“الناس باتوا يريدون مغادرة المحافظة وتركها للخارجين عن القانون ،ففي كل مرة تحصل عمليات دهم أو إشكال ينتهي الأمر إما بإلقاء القبض على صغار التجار وبعض الرؤوس الكبيرة، أما كبار التجار فيفرون إلى خارج الحدود بسبب التفلت الحاصل على المعابر البرية مع سوريا”. وتختم المصادر بحرقة ” وإذا حصل وكان العسكري من المنطقة فهو يحسب ألف حساب لتنفيذ أيّة مهمة خاصة مع الأشخاص الخطيرين، لجهة ردّة فعل أهل المطلوب، فيُقتل الجندي الذي قام بمهمّته ويُلفّ بالعلم اللبناني ويُدفن دون أيّة ردّة فعل من الدولة”.

تسألون عن الأجهزة الأمنية مما يجري على أرض مدينة الشمس؟ هي موجودة وتتوزع المسؤوليات بين قوى الامن الداخلي، والأمن العام ، وأمن الدولة، والجيش اللبناني، الوحيد الذي يأخذ المهمة على عاتقه، فيما يقتصر دور بعض الأجهزة على جمع المعلومات وتنفيذ مهمّات محددة.

لكن هنا يجب التمييز بين الأجهزة الأمنية الموزعة في المدينة والتي يعاني معظمها من نقص العديد في العناصر ما ينعكس سلبًا على تنفيذ مهام حفظ الأمن وعليه “الحامي الاساسي هو الجيش “!.