موجة “انهيارية” تسابق تحرّكات ديبلوماسية محمومة

موجة “انهيارية” تسابق تحرّكات ديبلوماسية محمومة

المصدر: النهار
21 أيلول 2022

ظاهريا وفي الدلالات الشكلية، عكست حركة اللقاءات الديبلوماسية المتعددة الجانب التي جرت بين بيروت ونيويورك امس، اما محاولات جادة لجذب الاهتمامات الخارجية لدول معنية عادة برعاية الوضع في لبنان الى الأولويات اللبنانية الضاغطة، واما تحرك عدد من هذه الدول طوعا للضغط على ما يسمى اركان السلطة اللبنانية للقيام باختراق ما، من شأنه احياء الاهتمام الدولي بلبنان عند مشارف استحقاقه الرئاسي. ولكن وفي الاحتمالين لا مغالاة في القول ان مجمل هذه الحركة، لم تثر ادنى اهتمام لدى اللبنانيين الذين يواجهون فعلا ما يصح اعتباره موجة جديدة مفزعة من الانهيار المالي والمعيشي والاجتماعي بلا أي امال جدية وواقعية في امكان تجنبها وتلافي تداعياتها الموجعة. هذه الموجة ترجمها تطوران سلبيان في الأسواق المالية كما في قطاع المحروقات. فمنذ صباح امس حقق الدولار في السوق السوداء قفزة جديدة دفعت بسعره الى سقف قياسي جديد ناهز الأربعين الف ليرة. ولم يطل الوقت كثيرا لتلاقي أسعار المحروقات هذه القفزة بما يماثلها فسجل ارتفاع في سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 15 ألف ليرة لتبلغ 700 الف، و98 أوكتان 16 ألفاً، وسعر المازوت 13 ألف ليرة، وسعر الغاز 11 ألف ليرة .

يحصل ذلك وسط انعدام اليقين في المشهد السياسي، بل وبتأثير من أجواء ومناخات تعمم أجواء التخويف والتهويل سواء في ما يتصل بتعاظم مؤشرات الشغور الرئاسي حتى ان رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه لم ير ضيرا في ابلاغ سفراء دول الاتحاد الأوروبي صراحة انه يسعى الى تأليف حكومة جديدة تحسبا للشغور الرئاسي، او في ما يتصل بالاستنفارات الميدانية الكثيفة المحكى عنها من جانب “حزب الله” في الجنوب وسواه تحسبا لمواجهة مع إسرائيل على خلفية ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

ولذلك توزعت الحركة الديبلوماسية والسياسية الكثيفة امس على محاور الاستحقاقين الرئاسي والحكومي كما على التداعيات المتصاعدة لتفاقم الازمات المالية والاجتماعية وسط اتجاه لدى جمعية مصارف لبنان الى اتخاذ قرار اليوم بتمديد اضراب المصارف الى مطلع الأسبوع المقبل ريثما تنجز الخطة الأمنية التي تضعها وزارة الداخلية لامن المصارف.

اما في الملف الحكومي فتؤكد معلومات “النهار” أن الحديث في ملف ولادة الحكومة سيُناقَش مبدئياً في منتصف الأسبوع المقبل وتحديداً بين يومي الثلثاء والأربعاء. ويعوّل على التداول في الشأن الحكوميّ بعد الانتهاء من موضوع الموازنة الاثنين المقبل في المجلس النيابي، ومن ثم سيحصل التفرّغ تماماً إلى بحث مضامين التشكيلة الوزارية بين عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي . وتجدر الاشارة إلى أن ثمة رهاناً لدى رئاسة الحكومة لناحية امكان إنجاز موضوع الموازنة مطلع الاسبوع المقبل. وإلى ذلك، لا يمكن الحديث عن “خواتيم تنقيحية” أو اتفاق على المسائل كافة حكومياً بين الرئاستين الأولى والثالثة، بل هناك بعض المبالغة في تلويح البعض بـ”توافق على كلّ التفاصيل” لأنّ هذا لم يحصل حتى اللحظة.

وعلم ان ميقاتي لم يحصل على التفاصيل النهائية للأسماء الوزارية التي يريدها العهد للاطلاع عليها وإبداء رأيه فيها وهو يعوّل على بلوغ هذه المرحلة في زيارة يعتزم القيام بها إلى قصر بعبدا بعد عودته الى لبنان.