المطران عودة أمِل بانتخاب رئيس يملك رؤية ويسعى للإنقاذ

المطران عودة أمِل بانتخاب رئيس يملك رؤية ويسعى للإنقاذ

2 تشرين الأول 2022

رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أنّ “ما وصل إليه بلدنا، هو نتيجة لانعدام الإيمان وقلّة المحبّة وطغيان الأنانيّة والمصلحة، ما يطمس الإنسانيّة في قلب الإنسان ويلغي الرّحمة والتّعاطف، فتتغلّب المصلحة الشّخصيّة على محبّة الآخر، وينشأ الاستغلال والاحتكار، والرّبح غير المشروع، وغيرها من الآفات؛ كلّ ذلك في سبيل حبّ الأنا”.

ولفت، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس، إلى أنّ “الجميع نسي وصيّة المسيح: “كما تريدون أن يفعل الناس بكم، إفعلوا أنتم بهم”، فنكّلوا بأخيهم المواطن، وجعلوه مطيّةً لمصالحهم، ووسيلةً لإدراك غايتهم، لذلك عمّ الفساد وصار أسلوب حياة، وأصبح الواحد يطلب ما لنفسه ولو على حساب الآخر”.

وركّز المطران عودة على أنّ “هذا ما نعاينه يوميًّا في تصرّف المسؤولين والمواطنين، وما شاهدناه وأحزننا عندما تقابل أمام قصر العدل ذوو الموقوفين يطالبون بالعدالة لهم، وذوو الضّحايا المطالبون بالعدالة لضحاياهم”، مؤكّدًا أنّ “العدالة لا تتجزّأ، وعندما تسود تشمل الجميع. لذا، أملنا أن يطالب الجميع معًا، بإظهار الحقيقة وإرساء العدالة للجميع، وهذا يحصل عندما يُترك المحقّق الأصيل يقوم بعمله دون إعاقة أو تدخّل”.

وشدّد على أنّه “ليس جيّدًا أن يحبّ الإنسان نفسه ويبغض أخاه، وليس عدلًا أن يحفظ الإنسان رأسه ولو هلك الآخر. لذلك، على جميع معرقلي العدالة أن يتخطّوا مصالحهم وينزعوا حصاناتهم ويسهّلوا عمل القضاء، لكي ينال كلّ ذي حقّ حقّه”. وذكر أنّ “الرّحمة الّتي أوصانا بها الرّب ليست شعارًا، بل هي تطبيق عملي للشّعور بالرّأفة الّذي يتغنّى به البعض تمويها”.

كما أشار إلى أنّه “عوض رفع الشّعارات، عليهم المطالبة بمحاسبة كلّ من يقترف خطيئةً تجاه إخوته البشر، خصوصًا الّذين يستغلّون أوجاع النّاس وآلامهم ويأسهم ويتاجرون بحياتهم”، متسائلًا: “ألم يحن الوقت لوضع حدّ لكلّ من يرمي الفقراء في فم الموت غرقًا؟ هل معرفتهم ومحاسبتهم بهذه الصّعوبة؟”.

وبيّن عودة “أنّنا نفتقر إلى مسؤولين يكيلون بمكيال واحد، ويعاملون الجميع بحسب ما يمليه القانون، دون مواربة أو انتقائيّة. وبما أنّنا على أبواب انتخاب رئيس للجمهوريّة، أملنا أن يتمّ هذا الاستحقاق دون تأخير، وأن لا يصل إلى المركز أيّ ساعٍ إلى كرسي أو لقب، بل من يملك رؤيةً وبرنامج عمل، ويكون ذا مصداقيّة، ويسعى إلى إنقاذ أشلاء هذا البلد، لا أن يكتفي بالوصول إلى المركز وتحقيق الأطماع الّتي يحملها، والجوع إلى السّلطة والمال”.

وأعرب عن أمله أن “يكون النّواب على قدر الثّقة الّتي أولاهم إيّاها النّاخبون، وألّا يستخدموا الوكالة بخفّة وعشوائيّة”، لافتًا إلى أنّ “لبنان عُرف بتميّزه وفرادته، ويكاد يكون البلد الدّيمقراطي الوحيد في محيطه حيث درجت عادة تداول السّلطة، لكنّها للأسف تعطّلت، وأملنا أن نعود إلى أصالتنا وتميّزنا وأن يعود لبنان إلى دوره الرّيادي وألقه”.