جعجع: لوجوب انتخاب رئيس جمهورية ومعوض هو مرشحنا النهائي

جعجع: لوجوب انتخاب رئيس جمهورية ومعوض هو مرشحنا النهائي

8 تشرين الأول 2022

أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة لموقع “Ici Beyrouth” الى أن “نهاية العهد كمساره خلال السنوات الست اذ ما من شيء فيه منظم ومنطقي الى جانب عدم اتباع أسس واضحة، لذا تتبدّل الاوضاع بشكل مفاجئ، وبالتالي لا يمكن تكهّن الوضع الحكومي لان الأمر متعلق بمصالح بعض الافراد وامكانية تأمينها، علما ان الثنائي الشيعي يضغط كثيرا لتشكيل حكومة باعتبار انه لا يريد اجراء انتخابات رئاسية خلال المهلة الدستورية، في الوقت الذي لا نعرف اذا كان الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل سيتجاوبان معه ام لا على خلفية أن المسألة مرتبطة بحجم المكاسب التي سيحققانها من هذه الحكومة”.

كما لفت جعجع الى أن “لا امكانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، علما انها تطرح الآن كما في كل الاوقات، فهي مرفوضة من قبل “القوات اللبنانية” ولن تشارك فيها ولو انهم يتمنّون ذلك لمنحهم فرصة تشكيل “حكومة وحدة وطنية” “يجيبونا منظر فيا” فيما هم سيملكون فيها الأكثرية ما يسمح لهم بالاستمرار في تصرفاتهم الخاطئة”.

وتابع أنهم “يسعون في الوقت الراهن الى تعويم الحكومة الحالية واعادة النظر في تقسيم الحصص والمناصب. في وقت يعدّ من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

ردا على سؤال، أردف جعجع الى أنه “في حال وصلنا الى الفراغ الرئاسي، ستنتقل صلاحيات الرئيس الى حكومة تصريف الاعمال وفق كل الاجتهادات الدستورية والاعراف وآراء معظم القوى السياسية باستثناء “التيار الوطني الحر” الذي يوحي بأننا سنكون امام “فراغ في السلطة”. واوضح انه “ما من شيء اسمه فراغ في السلطة بل استمرارية المؤسسات، وبالتالي تنتقل الصلاحيات حكما من رئيس الى آخر وفي حال الشغور الى الحكومة”.

وبالنسبة الى جلسة 13 تشرين، فأعاد التأكيد على “وجوب انتخاب رئيس في هذا التاريخ ولكن استبعد نجاح ذلك لأن فريق السلطة الحاكمة لا يريد الانتخابات حاليا في ظل عدم توافقه على اسم مرشح”، معتبرًا أنه “عبثا نضيع الوقت في البحث عن حكومة في حين تفصلنا 3 اسابيع عن انتخاب رئيس جديد، من هنا تقع علينا مسؤولية كبيرة كمعارضة بكل اطيافها لتحقيق ذلك بما أن الفريق الآخر، الذي اوصلنا الى هذه الحالة، يسعى الى التعطيل”.

كما أعرب جعجع عن استغرابه حيال “تصرّف بعض قوى المعارضة الذين لم يتخذوا قرارهم بعد ولم يتوحدوا على مرشح واحد لاسباب نجهلها رغم ان هناك شخصية تنطبق عليها كل المواصفات المطروحة في وقت يدعون دائما الى اجراء الانتخابات قبل انتهاء المهلة الدستورية”.

في هذا السياق، شدد على أن “القوات ستصوّت في الجلسة المقبلة لمرشحها النهائي النائب ميشال معوض”، معتبرًا أن “من يضع ورقة بيضاء او اوراق ضائعة يساهم، ولو بنية غير سيئة، في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، فيما نحن بأمس الحاجة الى رئيس يملك مشروعا واضحا لقيادة العملية الانقاذية”.

كما أضاف جعجع أن “معوض ليس مرشحنا كقوات، اذ كان الأجدى بنا ان نخوض المعركة بمرشح “منا وفينا” خصوصا اننا اكبر حزب مسيحي في الوقت الحاضر، ولكننا نرغب بتسهيل عمل المعارضة التي اتفقت على اسم معوض فسرنا به، ولا سيما انه يتمتع بكل المواصفات المطلوبة من الرئيس الجديد. المعارضة بثلثيها توحدت على معوض الذي ينطلق من 40 صوتا لذا بات مطلوب من الثلث المتبقي السير به”.

وبالنسبة الى  امكانية أن يكون حزب “القوات” قد اختار معوّض لقطع الطريق امام الوزير السابق سليمان فرنجية، فشدد على “أننا لسنا ضد فرنجية بالشخصي ولكنه يمثل الخط والمشروع الآخر ولا يمكن التصويت له”.

وبالنسبة الى وصول رئيس توافقي، أكد جعجع على انه “من غير الممكن التوافق مع “التيار” و”حزب الله” على رئيس فكيف سيتم التفاهم ونحن لدينا طروحات مغايرة ومشاريع مختلفة، وبالتالي هذا الامر “لن يحدث” وفي حال حصل سنكون امام رئيس صوري “مش طالع منو شي”.

وبشأن التواصل مع النواب السنة، فأردف أن “هذا التصرف يأتي في سياق طبيعي كونهم في صفوف المعارضة، خصوصا اننا نتعرّف على الجدد منهم ونتناقش معهم ونسعى الى اقناعهم بانتخاب معوض في الجلسة المقبلة”.

أما بالنسبة الى العلاقة مع  رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فأجاب جعجع ممازحًا “متفقون دائما ومختلفون دائما، وهذه الديمقراطية بحد ذاتها”.

وبالنسبة الى مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا في 31 تشرين الاول، فكسف أنه “وفق المعلومات، الرئيس عون يتحضر للمغادرة في هذا التاريخ”، معتبرًا أنه “من المؤكّد ان هذا لن نشهده بين “التيار” و”القوات” ولا خوف منه حتى ولو تعرضنا لأي استفزاز، باعتبار ان الجيش اللبناني، بقيادته الحالية، والقوى الامنية يمنعون اي تعد من فريق لآخر”.

وأضاف جعجع أن “الواقع اللبناني مختلف عن السيناريو العراقي لأن الخلاف ليس بين حزبين او بين اطراف الطائفة الواحدة بل أزمة بلد بحد ذاته تحتاج الى “جمهورية” ككل للانقاذ، لذلك تتطلب المرحلة رئيسا بأسرع وقت”.

وردا على سؤال، طمأن إلى ان “لا أحد يهاجم المسيحيين ولا خوف على وجودهم، فالخطر مستمر عليهم منذ 2000 سنة، رغم ان الظروف تتبدّل لذا اعتدنا عليه، انطلاقا من هنا علينا التمسك بارضنا وقيمنا وثوابتنا بغض النظر عن صعوبة الوضع في لبنان”.

ولفت الى أن ما “ما حصل في الطيونة حادث وانتهى، على امل اختتامه في القضاء كما يجب”، مشيرًا الى أنه “في لبنان ما من أحد يمكنه إنهاء أو إلغاء الآخر”، مستبعدا ان نشهد “حربا في الداخل اللبناني بل ستستمر بعض الاضطرابات كاقتحام المصارف وقطع الطرقات وسواها”.

كما شدد جعجع على أنه “حتى اللحظة لا نلمس وقوف اي جهة خلف هذه التحركات، فما نراه من اقتحام للمصارف محق للمودعين في ظل فداحة الوضع وصعوبته ولكن قانونا هو تصرف خاطئ. من هنا يفترض معالجة المشكلة بمجملها”.

أما بالنسبة الى “اتفاق معراب” فأوضح جعجع أنه “في تلك المرحلة اضطررنا ان نتخذ هذا الاتجاه والا كنا امام خيارات اسوأ”، مؤكدا الا “اتفاق معراب آخر مع باسيل”.

وعن مستجدات ترسيم الحدود البحرية، فاعتبر أن “القصة معقدة اكثر مما يراها البعض ويعمل على اساس ذلك، فايجاد حل فعلي لمسألة “خط العوامات” و”حقل قانا” امر غير سهل، ولو ان كل المسائل لها حلول الا انها تحتاج الى حكومة جدية تعمل عليها، وبالتالي لا اعتقد ان الترسيم قريب”.

كما تابع “أنني لا اسمح لنفسي ان ابدي ىراء تقنية تحتاج الى دراسات كثيرة، لأن مسألة الخطوط تتطلب تقنيين بامتياز، ولكن الحكومات المتعاقبة سبق واعلنت انه على لبنان اعتماد الخط 23 بناء على استشارة أهم التقنيين ومصلحة الطوبوغرافيا في الجيش اللبناني ووزارة الاشغال”.

وبشأن موضوع الاصلاحات الحقيقة، رأى جعجع أنه “في ظل وجود هذه الحكومة وهذا الرئيس لا اصلاحات جدية، اذ ان المدماك الأول يبدأ بوقف التهريب على الحدود وتقليص اعداد الموظفين في الدولة الذين لا لزوم لهم ووقف الهدر في قطاع الكهرباء وتحسين الجباية”.

وختم أنه “علينا التمسك ببلدنا اكثر واكثر فهو مريض يحتاج الى الاهتمام، كما ان وطننا ليس فندقا نقصده للرفاهية فقط”، خاتما: “لما امك تكون منيحة هي بتخدمك بس لما تمرض انت لازم تخدمها”.