الدكاش: الغد سيكون لنا

الدكاش: الغد سيكون لنا

28 تشرين الأول 2022

خاطب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش برسالة الى رئيس الجمهورية. ورد في الرسالة الآتي:

“فخامة الرئيس

وانت تترك قصر بعبدا متوجها إلى الرابية لن تمر حكما في كسروان. بالتالي لن ترى أو تنتبه لمآسي هذه المنطقة وأهلها، أصحاب النفوس الكبيرة.

لكنني أريد أن أذكّرك ان هذه المنطقة أعطتك الشرعية المسيحية وخمسة نواب وتوجتك زعيما ورئيس كتلة.

فماذا فعلت لها؟

نسيتها وانت نائب وتجاهلتها وانت رئيس.

ينتهي عهدك وقد التزمت وعدك: وصلنا إلى جهنم. قد لا تتحمل وحدك بئس واقعنا، لكنك تتحمل من دون شك المسؤولية الأكبر.

لن اسالك عن الدويلة ضمن الدولة التي نمت وازداد نفوذها في عهدك.

لن أسالك عن انهيار الاقتصاد وسقوط اللبنانيين في الفقر والعوز.

لن أسالك عن مؤسسات الدولة المنهارة، ولا عن روائح الفساد التي فاحت في عهدك.

لن أسألك لماذا تخرج من الحكم وقد استعديت كل القوى السياسية، تقليدية وتغييرية، بعد أن صنفت نفسك وفريقك كامرأة قيصر فوق المحاسبة.

ولن اسألك عن عزل لبنان عن محيطه العربي والعالم وتسكير أبواب التصدير والرزق في وجوه اللبنانيين في الداخل والخارج.

لن اسألك عن شعورك وانت تترك قصر بعبدا للفراغ، كما تسلمته من فراغ، وهو ما يذكرني أن المرتين التي دخلت فيهما اليه، تركته إما مدمراً وإما فارغاً. وكم عزّ عليّ أن تنهي عهدك وأنت تكرم ممثل النظام الذي اجتاح القصر ونكّل باللبنانيين.

لكنني يا فخامة الرئيس أريد أن اسألك عن كسروان والفتوح.

كسروان العائمة على الماء وهي عطشى.

لا مشروع جديد فيها نُفذ ولا مشروع قديم أنجز ولم نشهد إلا بعض استعراضات وحفلات لا تلامس أوجاع الناس.

لماذا لم يوضع مشروع المحافظة موضع التطبيق تعزيزاً للامركزية الإدارية؟

لماذا لم تعيد كنيسة لاسا إلى اصحابها ومعها أملاك الكنيسة ووقفها؟ اين مفتاحها الذي أعطتك إياه قوى الأمر الواقع؟ هل هو أيضا حركة شكلية شعبوية كما الكثير من حركاتك؟

أين الطرقات وتوسيع مشروع الاوتستراد الذي وعدت به؟ لماذا لم تنته مشاريع الصرف الصحي خصوصاً محطة التكرير في غزير؟

أين وعودك بانشاء معمل جديد للكهرباء في زوق مكايل؟ لماذا لا تزال كسروان تختنق من التلوث الذي تسببه دواخين معمل الذوق؟

أين المدارس الجديدة المنتظرة، وهل تعرف مدى سوء واقع مدارسنا الرسمية ؟

لماذا المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة غير قادر على معالجة الفقراء الذين يزداد عددهم، وهو يتحمل فوق طاقته؟

لماذا مرفأ جونيه السياحي الذي دشنتموه ثلاث مرات لا يزال معطّلا؟

الأسئلة كثيرة كما المرارة والحزن والغضب، لكن هذا غيض من فيض…

فخامة الرئيس

إن كل إنجاز في كسروان هو بمبادرة فردية وبجهد أبناء المنطقة وإرادتهم وتمسكهم ببقائهم في هذه الأرض.

فأهل كسروان والفتوح اصحاب إرادة صلبة ووفاء ، متسامحون وأبوابهم مشرّعة، لكنهم يحاسبون.

وليس أدل على محاسبتهم لك وللتيار الوطني الحر من أن يتراجع حضوركم في المنطقة من خمس نواب إلى نائبة واحدة.

ومع ذلك كانت كسروان تتمنى أن تودعك بالأهازيج للإهتمام بها وبمطالبها وحاجاتها، لكنها، مع الاسف، ستشارك معظم اللبنانيين الحزن والاسى لانك أوصلتها هي ايضا إلى جهنم.

لكنني، مع أبناء العاصية نؤكد لك أن “ابواب الجحيم لن تقوى علينا” والغد سيكون لنا، عهد ووعد”.